في تقرير لـ «السفير» من باريس حول آخر تطورات الوضع في لبنان وفي جنوبه خصوصا، نقل عن مصدر فرنسي ان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري نقل إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في زيارة سابقة، محادثة جرت بينه وبين السيد حسن نصرالله أعلمه خلالها الأمين العام لحزب الله بأنه سيرفض أي قرار ظني يصدر عن المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بحق حزب الله، كما رفض اقتراحا بتحميل الجريمة «إلى عناصر غير منضبطة في الحزب»، وقال المصدر إن الرئيس الفرنسي أوضح لمحادثه اللبناني ان موقف نصرالله «لن يكون مقبولا».
وكان تقرير لـ «الأخبار» أورد أمس الاول وبمفعول رجعي وقائع حوار دار بين الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله في لقاء جمعهما (25 يونيو 2009) بعد شهر على تقرير «دير شبيغل» الألمانية.
في ذلك اللقاء قال الحريري لنصر الله إنه يخشى من التداعيات التي أحدثها في الداخل تقرير دير شبيغل، مشيرا إلى أن المحكمة الدولية أصبحت خارج القبضة اللبنانية التي لا يسعها عندئذ السيطرة على ما قد يصدر عن المحكمة. ولفت إلى أن التقرير ربما يراد منه التعبير عن اتجاه يرمي إلى تحميل بعض مسؤولي حزب الله مسؤولية المشاركة في اغتيال الحريري الأب.
سأل نصرالله: مثل من؟
قال الحريري موضحا: قد يقال إنهم نفذوا الاغتيال دون علم قيادة حزب الله. سأل نصر الله مجددا: مثل من؟ رد الحريري: الحاج عماد مغنية، «وقد يقال إنه أخذ سره معه لإنهاء الموضوع، وتاليا التعامل معه هو وآخرين على أنهم نفذوا العملية بلا معرفة قيادة الحزب».
رد نصرالله: سميت الحاج عماد في يوم تشييعه قائد الانتصارين (انتصار التحرير عام 2000 وانتصار حرب يوليو عام 2006). الحاج عماد مغنية قائد عسكري عام، بل هو قائد أساسي وتاريخي للمقاومة. ثم تقول لي إن العملية نفذت بلا علم قيادة الحزب.. الحاج عماد واحد من القيادة. أنا لا أقبل هذا المنطق، ولا الخوض في هذا الموضوع ولا بهذه الطريقة. ليس في حزب الله من ينفذ أمرا بلا علم القيادة الحزبية، وليس هناك عناصر غير منضبطين. هذا خارج النقاش. أوضح الحريري أن المطلوب تفادي تداعيات قرار اتهامي وردود فعل عليه تعرض الاستقرار للخطر.
فرد نصرالله: طرح الموضوع على هذا النحو يؤدي إلى سبعين «7 ايار»، وليس إلى «7 ايار» واحد. لن أسمح بمس سمعة حزب الله وأخلاقياته. إنه حزب مقاومة ولم يرتبط تاريخه بالاغتيال السياسي. عندما نصل إلى الأمر نرى. لكن نريد أن نرى موقفكم أنتم أولا.