واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال البروفيسور جون ميرشايمر الذي أثار جدلا واسعا في الولايات المتحدة بمشاركته في كتاب صدر قبل ثلاثة اعوام عن اللوبي الاسرائيلي ان دور هذا اللوبي يعد الآن أوضح كثيرا بعد واقعة فصل مراسلة شبكة «سي.ان.ان» اوكتافيا نصر بسبب نعيها في رسالة خاصة لآية الله محمد حسين فضل الله وحزنها لرحيله.
وقال ميرشايمر في تصريح خاص لـ «الأنباء» على هامش محاضرة ألقاها في معرض التجسس بواشنطن اول من امس ان واقعة فصل أوكتافيا تعيد الى الذاكرة واقعة فصل عميدة صحافيي البيت الابيض هيلين توماس قبل أسابيع بسبب تصريح أدلت به عن ضرورة ان يغادر اليهود الاراضي الفلسطينية ويتركوها لشعبها.
وتابع: «هناك مئات المقالات والتصريحات والمقابلات التي يتعرض فيها العرب والمسلمون لإهانات عرقية ودينية هنا ولم نسمع أبدا ان تم فصل واحد فقط ممن أدلوا بهذه التصريحات او كتبوا تلك المقالات».
وقال البروفيسور الاميركي الذي تخرج في اكاديمية «ويست بوينت» العسكرية وحصل على شهاداته العلمية من عدد من أرقى الجامعات الاميركية «دعني أقول هنا، كان آية الله محمد حسين فضل الله مفكرا كبيرا. وله آراء كثيرة تستحق التأمل.
وتقديم هذا العلامة على انه منظر حزب الله من قبل الاعلام الاميركي يعبر عن محاولة لحصر افكار الرجل في نطاق معين ووضعها في قالب محدد امام الرأي العام الاميركي، والحقيقة ان افكاره كانت اكثر شمولا من اي نطاق منفرد».
وتابع: «لن يتسنى للولايات المتحدة ان تطبق سياسة متوازنة تأخذ في اعتبارها مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية اولا دون ان تقلم اظافر اللوبي الاسرائيلي هنا، أي آمال بعكس ذلك ستتبدد، يكفي النظر الى الكيفية التي قدمت بها تصريحات سفير الامارات العربية المتحدة في معهد آسبن، لقد خصص الرجل نصف محاضرته للحديث عن مركزية القضية الفلسطينية ولم يذكر ايران الا بصورة عارضة وردا على سؤال عابر، الا ان ما قدم من تصريحات نسبت الى السفير أغفلت تماما كل ما قاله وركزت على تلك الاجابة العارضة التي استغرقت دقائق قليلة».
وأضاف «يقول البعض ان الغموض الذي لفت به اسرائيل ملفها النووي قد تبدد ولكن هذا لا يمثل مشكلة للاسرائيليين، انهم لا يهتمون بالمرة بما اذا كان هناك غموض او وضوح، ففي الحالتين يعتبرون أنفسهم فوق القوانين، وهم يعتقدون لأسباب وجيهة ان احدا لن يحاسبهم. لو ذهبت انا الى اسرائيل وقتلت هناك فلن يحاسبهم احد، أليس هذا ما حدث في واقعة اسطول الحرية؟».
وقال ميرشايمر ان الدليل الاقوى على ذلك هو تقرير القاضي غولدستون واضاف «لا يمكن ان تخدش مصداقية الرجل، فقد حارب التمييز العنصري في جنوب افريقيا وهو معروف باحترامه الحرفي للقانون، ولا يمكن خدش مصداقية التحقيق فقد تم بتفويض من الامم المتحدة، رغم ذلك فأين هو تقرير غولدستون الآن؟، ان اوكتافيا نصر وهيلين توماس وتقرير غولدستون امثلة ضمن مئات الامثلة على ما يقيد حركة الديبلوماسية والسياسة الاميركية في الشرق الاوسط الآن، ان علينا ان نعود الى دراسة تأثيرات جماعات الضغط بل وشرعية وجودها في ديموقراطيتنا بحثا عن حل».