بيروت ـ عمر حبنجر
حضر ملف الأحداث بين القوات الدولية وأهالي بعض قرى جنوب لبنان في اجتماع مجلس الأمن الدولي امس، بناء على طلب فرنسي، فيما استبق مجلس الوزراء اللبناني الاجتماع بالدعوة الى المزيد من التنسيق بين الجيش والقوات الدولية تطبيقا للقرار 1701، ولقواعد الاشتباك المنصوص عليها في هذا القرار.
وأكد مجلس الوزراء الذي اجتمع برئاسة الرئيس ميشال سليمان، الحرص على العلاقة الطيبة بين المواطنين والقوات الدولية، وعلى سلامة هذه القوات، وشدد على الدور الذي تضطلع به القوات الدولية، لمصلحة لبنان وسيادته واستقراره، وعلى تدعيم وجود الجيش وانتشاره ضمانا لفاعلية التنسيق، ويطالب المجتمع الدولي بوضع حد نهائي لجميع انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية.
الموقف الفرنسي: لا انسحاب
فرنسا وعبر سفيرها في لبنان روني بييتون أكدت ان الهدف الرئيسي من القرار 1701 هو إعادة السيادة للدولة اللبنانية على أراضيها كافة، مشددا على ضرورة تطبيقه بالكامل وبالتشاور مع الأسرة الدولية وفي اطار مجلس الأمن وبناء على طلب لبنان.
ونفى السفير الفرنسي لقناة «العربية» إمكان سحب قوات بلاده من اليونيفيل، مؤكدا التزامها القوي بسيادة واستقرار لبنان والحرص على احترام القرار 1701.
اقتراح بإنشاء قوة ضاربة
في غضون ذلك، يقول مراسلون من نيويورك ان الديبلوماسي الفرنسي آلان لوروا، المتخصص في إدارة شؤون حفظ السلام في الأمم المتحدة، التي تضم 16 دولة بعديد قوامه 97 ألف عنصر ينتمون الى 114 دولة، يجري مشاورات صعبة مع مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومع الأعضاء العشرة غير الدائمين بهدف إدخال بعض التعديلات على قواعد الاشتباك الواردة في القرار 1701 بما يضمن سلامة القوة الدولية،
من خلال اقتراحه انشاء قوة ضاربة تحت مسمى «قوة التدخل السريع» الا ان مندوب فرنسا الدائم في مجلس الأمن جيرار آرو اعترف بصعوبة هذا الامر كونه يتطلب توافقا دوليا وموافقة من قيادة عمليات القوات الدولية المرتبطة بالأمين العام للأمم المتحدة.
وفي الاسباب الموجبة لهذا التحرك الفرنسي ارتفاع وتيرة الاحداث بين اليونيفيل والاهالي في الاسابيع الماضية وما نتج عنها من اضرار، والتقارير الاسرائيلية التي توحي بتحويل بعض المناطق في الجنوب الى مخازن أسلحة لحزب الله، وتقليص عديد الجيش اللبناني في هذه المنطقة الامر الذي جعل الدراسة الفرنسية الى الوضع المكشوف لليونيفيل أمنيا وعسكريا.
بدوره، أرسل مجلس الوزراء بيانا بهذه المعطيات الى ممثل لبنان في مجلس الأمن د.نواف سلام، مساء الخميس لينقله الى مجلس الأمن، وفيه أيضا يبدي مجلس وزراء لبنان أسفه للحوادث الاخيرة التي حصلت في الجنوب.
وأبرز مجلس الوزراء في بيانه أهمية التعاون بين الجيش واليونيفيل في جنوب لبنان وقال الرئيس سليمان: ليس في لبنان من يرفض مهمة القوات الدولية.
قهوجي يتعهد
ودعما لموقف مجلس الوزراء، تعهد قائد الجيش العماد جان قهوجي بمنع أي تعرض للقوات الدولية في جنوب لبنان.
وقال في تصريح «للنهار» أمس ان الحوادث التي حصلت في الجنوب لن تتكرر.
وأضاف: أنا كقائد للجيش أضمن للأمم المتحدة وللدول المشاركة في القوات الدولية حماية العناصر المشاركة في اليونيفيل مائة في المائة، ولن أسمح بأي اعتداء عليها وأضمن لها حرية الحركة ضمن مندرجات القرار 1701، مشددا على ألا متغيرات في مندرجاته.
العماد قهوجي نفى تخفيض عديد الجيش في الجنوب وأعلن عن وجود 7 آلاف عنصر، وعن تعزيز هذا الانتشار بلواء اضافي قريبا.