بيروت: تشكلت الحكومة اللبنانية الحالية التي أطلقت على نفسها تسمية «حكومة الإنماء والتطوير» في 9 نوفمبر 2009 وهي نالت ثقة مجلس النواب في 10 ديسمبر 2009 وكانت ثقة كبيرة وغير مسبوقة منذ عام 1990 إذ منحها الثقة 122 نائبا وامتنع نائب عن التصويت بينما حجب الثقة نائب واحد. وفي سياق متابعة شركة «الدولية للمعلومات» تطور موقف الرأي العام اللبناني من الحكومة، أجرت استطلاعا جديدا في الفترة ما بين 21 و24 يونيو 2010 لمناسبة مرور 200 يوم على نيل الحكومة الثقة.
وجرى الاستطلاع بواسطة الهاتف وشمل عينة من 500 مستطلع موزعين على جميع المناطق اللبنانية، وموزعين ايضا تبعا للطائفة ووفقا لحجم السكان المسجلين من كل طائفة.
وقد أظهر الاستطلاع، أن نصف المستطلعين (50%) عبروا عن تأييدهم للحكومة، بينما انقسم النصف الآخر بين معارض (29%) ولا أعرف (21%)، وهذه الأرقام مقارنة بالموقف بعد 100 يوم على نيل الحكومة الثقة يشير الى ثبات نسبة التأييد مع تسجيل ارتفاع في نسبة المعارضين وغياب المتريثين الذين اعتبروا في الاستطلاع السابق أنه من المبكر الحكم على الحكومة حيث انقسم هؤلاء بشكل شبه متقارب بين لا أعرف (12%) ومعارض (11%) بينما تحول 3% إلى تأييد الحكومة.
في الجزء الثاني من الاستطلاع، ركز الاستطلاع على الوزير المفضل في الحكومة، وأداء الوزراء الجدد، فضلا عن موضوع الاتفاقية الأمنية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية والموقف من وزير الاتصالات شربل نحاس.
1 - الوزير المفضل: زياد بارود وجبران باسيل
يستمر تبعا للمستطلعين الوزير زياد بارود، وزير الداخلية والبلديات، كأفضل وزير في الحكومة تبعا لـ 41% من المستطلعين بارتفاع كبير عن الفترة السابقة حيث كانت نسبة التأييد 21% بعد 100 يوم مقابل نسبة 25% عند نيل الحكومة الثقة، وحاز جبران باسيل وزير الطاقة والمياه تأييد نسبة 37% من المستطلعين مقارنة بـ 14% في استطلاع الـ 100 يوم.
ويعتبر 30% انه لا يوجد وزير مفضل لديهم «مقارنة بـ 33% في استطلاع الـ 100 يوم»، 16% محمد جواد خليفة وزير الصحة «مقارنة بـ 11% في استطلاع الـ 100 يوم»، 14% غازي العريضي وزير الأشغال العامة والنقل، 12% حسين الحاج حسن وزير الزراعة، 10% شربل نحاس وزير الاتصالات.
2 - أداء الوزراء الجدد
ضمت الحكومة الحالية 12 وزيرا يدخلون الحكومة للمرة الأولى بالإضافة إلى رئيسها. بعض هؤلاء الوزراء الجدد تولى مهام وزارية أساسية أو لها علاقة بحياة الناس وشؤونهم، وقد جاء تقييم أداء هؤلاء الوزراء كما بين الاحصاء ان الوزير الحاج حسن الأفضل أداء تبعا لـ 23% من المستطلعين يليه شربل نحاس (14%).
3 - الاتفاقية الأمنية بين لبنان والولايات المتحدة والموقف من الوزير شربل نحاس
أثيرت مؤخرا سياسيا وإعلاميا قضية الاتفاقية الأمنية الموقعة بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية لتطوير وتعزيز قوى الأمن الداخلي والتي طلبت بموجبها إبان الحكومة السابقة تزويدها بأماكن محطات الهاتف الخلوي، وقد تم تشكيل لجنة فنية أعدت تقريرها حول الموضوع، هذا التقرير وطريقة إعداده ونشره أثارت استياء فريق في قوى 14 آذار وصل إلى حد طرح أحد النواب الثقة بالوزير نحاس.
وقد بين الاستطلاع أن فقط 40% من المستطلعين كانوا على معرفة بهذه القضية مقابل 60% لم يكونوا على علم بها، ويبرز في هذا الإطار أن المستطلعين الشيعة كانوا الأكثر معرفة بموضوع الاتفاقية (48%) يليهم الموارنة (47%)، 42% من الأرمن، 35% من السنة، 34% من الكاثوليك و28% من الأرثوذكس و24% من الدروز.
ومن الذين عرفوا بهذه القضية يعتبر 62% منهم أن المواقف التي اتخذت بحق الوزير نحاس كانت مجحفة وغير محقة، يخالفهم الرأي 10% وأجاب 28% لا أعرف، وفي الموقف من نحاس تبعا للطائفة فإن هناك شبه تقارب في الموقف بين الموارنة والشيعة إذ يعتبر نحو 70% منهم أن الآراء والمواقف بحق نحاس كانت مجحفة وغير محقة، كما يتقارب الموقف بين السنة والأرثوذكس وبين الدروز والكاثوليك.
مضى على وجود الحكومة 200 يوم وهي تبعا لنحو 70% من المستطلعين لم تحقق شيئا خلال هذه المدة لكنها بالرغم من كل هذا تحوز تأييد نصف المستطلعين (50%) والمعارضة لها تقتصر على أقل من الثلث، بينما نحو ربع المستطلعين أجاب بلا أعرف، وهذه النسبة الكبيرة تعبر عن موقف انتظار للانتقال إما إلى ضفة المؤيدين للحكومة وإما إلى ضفة المعارضين لها، لكن السؤال ماذا ينتظر هؤلاء لتحديد موقفهم هل الانجازات أم التطورات القادمة على لبنان والمنطقة؟