بيروت - داود رمال - وكالات
بعد مطالبة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بإصدار أحكام الإعدام بحق عملاء إسرائيل وأيده في هذا الطلب النائب وليد جنبلاط، بينما أبدى الرئيس ميشال سليمان استعداده لتوقيع أي حكم بالإعدام يصدر عن المحكمة العسكرية التي يثق بها، يدور السؤال عن مدى جدية تنفيذ أحكام الاعدام بالعملاء. فبعد عام تقريبا على اكتشاف شبكات التجسس وتوقيف عدد من أفرادها ومباشرة محاكمتهم أمام القضاء العسكري، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل الثلاثاء الماضي حكما علنيا في حضور الاعلاميين والمصورين بحق علي حسين منتش بعد إدانته بدس الدسائس لدى العدو وإعطائه معلومات عن بعض الأهداف التي استثمرها خلال عدوانه واعتداءاته على لبنان في حرب يوليو، ليكون بذلك أول حكم يصدر بحق أفراد شبكات التجسس التي تم اكتشافها في مطلع شهر مارس من العام الماضي.
وفي هذا السياق تتوقع أوساط متابعة لملف عملاء اسرائيل في لبنان ان تنفذ أحكام اعدام في بعضهم قبل نهاية العام الحالي، وان يبدأ التنفيذ بالعميلين «محمود رافع وعلي منتش»، وان يجري تسريع محاكمة المتهمين الآخرين. لوضع حد لحالة «الانكشاف الأمني» للساحة اللبنانية.
وبعد وصف المراقبين اعتقال عميل الـ«ألفا» شربل قزي.. بـ «البطة الكبيرة»، تم أمس توقيف موظف آخر ومهندس اتصالات في الشركة نفسها يدعى طارق ربعه، يعمل فيها منذ العام ١٩٩٦ ووظيفته تحديد المحطات ونمط عمل الإرسال.
شكل اعلان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السراي الكبير برئاسة الرئيس سعد الحريري، عن إلقاء مديرية المخابرات القبض على عميل اتصالات جديد يفوق في خطورته العميل شربل قزي، مفاجأة جديدة على المستويين الرسمي والشعبي ويتأكد يوما بعد آخر حجم الاختراق الاسرائيلي للواقع اللبناني.
وكشف مصدر معني لـ «الأنباء» بعض التفاصيل المتصلة بالعميل الجديد وقال «انه يدعى طارق الربعة من مواليد طريق الجديدة في بيروت ومن سكان عرمون في منطقة عالية، وعمره 42 عاما ومتأهل من دون اولاد، وتم تجنيده من قبل الموساد الاسرائيلي منذ العام 2001، ويعمل مهندسا في شركة (ألفا) للاتصالات الخليوية».
واضاف المصدر ان عمل العميل الربعة الاساسي هو تركيب معدات لتقوية وتأمين سلامة الاتصالات وسهولتها، واعترف في التحقيقات الاولية بانه يعمل لحساب الموساد وانه عندما كانت الشركة تطلب منه الانتقال الى منطقة ما لتركيب صحن لاقط ومرسل للاتصالات بقطر مترين كان يقوم بتركيب صحن بقطر اربعة امتار وما فوق، والسبب ان القطر الاول يتيح تأمين الاتصالات داخل لبنان اما اذا تم تكبير الحجم فانه يتيح للاسرائيلي امكانية لالتقاط كل شيء وبالمقابل كان الاسرائيلي يقوم بتركيب صحون مماثلة قبالة الحدود اللبنانية وهذا ما كان يشير اليه الاعلام في السابق عن قيام اسرائيل بتركيب صحون لاقطة بمحاذاة الحدود اللبنانية.
واوضح المصدر ان «التشويش الذي يحصل على الاتصالات سببه هذه الصحون التي تعترض الاتصالات وتقوم بنقلها الى اسرائيل، اذ تمكن الاسرائيلي من اعتراض المخابرات والدخول على كل الاتصالات وسمح العميل الربعة عبر هذه الصحون للاسرائيلي بالدخول المباشر عبر الشبكة لجهة استخدامها وتعطيلها».
واشار المصدر الى ان «العميل الربعة كان يسافر في الشهر من مرة الى مرتين الى الخارج (حسب اعترافاته) وكان يعود من كل سفرة بمبلغ 12 ألف دولار من مشغله الاسرائيلي لقاء الخدمات التي كان يقدمها، وهذا يدل على حجم هذه الخدمات وخطورتها».
ولفت المصدر الى «اعترافات خطيرة جدا» ادلى بها العميل الربعة تتحفظ الاجهزة المعنية عن كشفها لسلامة التحقيقات لان هذا الامر برمته سيصبح في عهدة القضاء المختص عند اكتمال الملف علما ان القضاء يتابع دقائق الامور ومطلع على سير التحقيقات الجارية، كما ان العميل الربعة اوقف من ضمن مجموعة من خمسة أفراد بدأ اخلاء سبيلهم لعدم ثبوت التعامل بحقهم.