- أي محاولة للانقلاب على السلطة في لبنان نسبة نجاحها لن تتجاوز الـ 0% ومن يصوب على شعبة المعلومات يحاول تجريدها من انجازاتها
- الكلام الاتهامي للسيد نصرالله لا يخدم الاستقرار الداخلي وبدا بمعانيه وكأن المراد من إطلاقه محاكمة مرحلة قوى 14 آذار
بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلتي المستقبل ولبنان أولا النائب عمّار حوري ان كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله التي ألقاها يوم «جريح المقاومة»، أتت مخالفة لسياق عام تم تكريسه على اثر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وذلك لاعتبار جميع اللبنانيين ان صفحة جديدة قد فتحت وطويت صفحة سلبيات الماضي والانقسامات الخطيرة فيما بينهم، لاسيما ان مؤتمر الحوار الوطني أجمع فيه اللبنانيون على تأييد المحكمة الدولية واعتبارها خارج التجاذبات السياسية، لافتا الى ان كلام السيد نصرالله عاد بمضمونه الى نكأ جراح المرحلة السابقة من خلال تضمينه سلسلة من المواقف والآراء الخطيرة ومنها وصف المحكمة الدولية بالمشروع الإسرائيلي، ووجود جواسيس كبار من السياسيين، وبيئة حاضنة للعمالة الإسرائيلية طيلة السنوات السابقة، معتبرا ان هذا الكلام الاتهامي للسيد نصرالله غير مريح ومفيد ولا يخدم الاستقرار الداخلي وقد بدا بمعانيه ومضمونه وكأن المراد من إطلاقه محاكمة مرحلة قوى «14 آذار» ما بعد 14 فبراير 2005.
وأكد النائب حوري في حديث لـ «الأنباء» ان ما من شيء او احد يستطيع نسف المحكمة الدولية او إلغاء ما ستقرره، معتبرا ان الموقف السليم لا يكون بمهاجمة القرار الظني لمجرد تسريبات وأقاويل صادرة من هنا وهناك، إنما بالتقاء القادة اللبنانيين من جميع الأطياف اللبنانية لحظة صدور القرار الظني لتقييم القرائن والدلائل الحسية القاطعة التي اعتمدها، على ان يبنى بعده على الشيء مقتضاه، وذلك لاعتباره ان مهاجمة المحكمة الدولية والقرار الظني مسبقا لن تؤدي الى اي نتيجة لأن العدالة وحدها كفيلة بتأمين الحماية للحياة السياسية في لبنان، وهو ما جعل الجميع يأمل انضمام صوت حزب الله الى أصواتهم في إصرار على حماية الحياة السياسية والسياسيين الى اي جهة أو فئة انتموا.
وردا على سؤال لفت النائب حوري الى ان البعض يسعى الى استثمار عملية وقوع عملاء شركة الخليوي «ألفا» في قبضة الجيش والعدالة، وذلك في محاولة منهم لفرض حيثيات غير مفهومة بأن هناك قدرة لدى العملاء على تغيير الداتا واستحداث اتصالات هاتفية خليوية لم تجر في الأساس، متسائلا عن سبب عدم لجوء هؤلاء الى محو الداتا المتعلقة بهم أو أقله تغييرها لحماية أنفسهم لطالما يتميزون بكل تلك القدرات الخارقة والسحرية، ومتسائلا أيضا عن أسباب محاولتهم حصر القرائن والدلائل بشبكة الاتصالات الخليوية فقط واستبعاد الوقائع والحيثيات الأخرى الموجودة في التحقيق.
هذا واستغرب النائب حوري كل ما أثير ويثار في موضوع القرار الظني والتكهنات حول توتر الساحة اللبنانية خلال شهر سبتمبر المقبل، خصوصا ان الوزيرين السابقين وئام وهاب وميشال سماحة كانا اول من تحدثا عبر الوسائل الإعلامية المتلفزة والمسموعة والمقروءة عن توتر حتمي على الساحتين السياسية والشعبية خلال شهر سبتمبر المقبل، وان حديثهما أتى قبل حديث رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي غابي أشكنازي في الإطار نفسه، من هنا يعتبر النائب حوري ان التشنج الذي شهده خطاب السيد نصرالله غير مفهوم ولا مبرر له، وان قوى 14 آذار لن تنجر إلى مساجلات حول المحكمة الدولية ومفاصل مسارها.
وردا على سؤال أعرب النائب حوري عن أسفه للتصويب على شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومحاولة تجريدها زورا من كل الإنجازات التي حققها، لاسيما في موضوع الشبكات التجسسية، لافتا الى ان شعبة المعلومات كانت على وشك إلقاء القبض على العميل شربل قزي، إلا انه خلال عملية استحصالها على إذن خاص من وزارة الداخلية لمراقبة خطوطه الهاتفية الخليوية، تمكن جهاز مخابرات الجيش من إلقاء القبض عليه، ما يعني (بحسب حوري) ان شعبة المعلومات كانت تلاحق وتراقب العميل قزي وكانت على مسافة قريبة من توقيفه، مذكرا كل من يريد التشكيك بدور شعبة المعلومات بأنها فككت خلال السنتين الماضيتين 22 شبكة تجسسية وبالتالي من الجور والظلم ان يتم التعامل معها بالطريقة التي ساقها السيد نصرالله بحقها، معتبرا ان عملية تصنيف هذا الأخير للأجهزة الأمنية ما بين جهاز مخابرات ذي منسوب عال من العروبة والوطنية، وشعبة معلومات مشكوك بها وموضوع عليها علامات الاستفهام، امر يوصل في نهاية المطاف الى مكان يكون فيه الجميع خاسرين.
وعن سيناريو العماد ميشال عون المنشور في إحدى الصحف المحلية حول تحركات عسكرية اسرائيلية على خلفية القرار الظني للمحكمة تقابلها تحركات من البيئة المسيحية لفرض أمر واقع جديد، اشار النائب حوري الى ان اللافت في هذا السيناريو المشار اليه هو تلك القدرة الاستخباراتية الخارقة لدى العماد عون والتي فاقت قدرات الدول وإصراره على إغناء المخابرات السورية والسيد نصرالله وكثيرين آخرين بها، وتوزيع خبراته وتجربته الاستخباراتية عليهم، معتبرا في المقابل ان دعوة عون للسيد نصرالله الى تغيير قواعد اللعبة كلام في غاية الخطورة وهي دعوة للخروج عن الأساليب الديموقراطية واستبدالها بأساليب العنف، لافتا الى انه آن الأوان كي يقتنع العماد عون وغيره ممن يشاطره طروحاته وأفكاره ان لبنان لا يمكن لأحد ان يحكمه إلا من خلال التنويع والتعددية المتميز بهما في العالمين العربي والغربي، وانه اذا شعر احد من الفرقاء اللبنانيين بأن لديه فائضا من القوة، فهذا لا يعني انه أصبح بمقدوره إلغاء المبادئ التي أنشئ لبنان على أساسها، مؤكدا ان اي محاولة للانقلاب على السلطة في لبنان نسبة نجاحها لن تتجاوز الـ 0%، مستدركا بالقول ان سيناريو العماد عون لا قيمة له وهو غير صالح سوى للإخراج السينمائي.