- سعد الحريري: العلاقة مع سورية لن تتأثر بأي خلاف لبناني - لبناني
- عطري: ما يجمعنا مع لبنان عصي على التفرقة وأقوى من رهانات الأعداء
دمشق - هدى العبود
على رأس وفد وزاري يضم أكثر من 13 وزيرا، وفي زيارته الرابعة لسورية منذ توليه منصبه، ترأس سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية ونظيره السوري محمد ناجي عطري في دمشق أمس اجتماعات هيئة المتابعة والتنسيق السورية – اللبنانية المشتركة التي تخللها التوقيع على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم.
وطلب الجانبان اللبناني والسوري من اللجنة المشتركة لرسم الحدود مباشرة اعمالها ومن لجنة المفقودين انجاز مهامها في اسرع وقت لاغلاق هذا الملف، كما اكدا اهمية التعاون في مجالي الدفاع والامن واتفقا على متابعة موضوع ضبط الحدود.
وكان العطري استقبل الحريري في مطار دمشق الدولي، وتوجها معا بعد ذلك الى مقر رئاسة الحكومة السورية حيث أجريا المحادثات.
وبعد التوقيع على الاتفاقيات استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الحريري والوفد المرافق، واستعرض الجانبان الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق السورية ـ اللبنانية، وأكد بيان رئاسي سوري «وجود رغبة مشتركة قوية لدفع آفاق التعاون وخاصة في الجانب الاقتصادي من اجل مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين».
كما أكد الرئيس الأسد والحريري، بحسب البيان، على «ضرورة وضع آليات عمل وخطط تنفيذية لتحويل هذه الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين إلى التنفيذ العملي ومتابعتها بغية إزالة العقبات التي يمكن أن تعترض تنفيذها وأهمية البحث عن آفاق جديدة للتعاون ومتابعة تطوير آليات العمل المشترك في إطار رؤية إستراتيجية لتحقيق التكامل بين سورية ولبنان».
بدوره قال الحريري في مؤتمر صحافي مشترك ونظيره السوري محمد ناجي عطري أمس في دمشق في ختام الاجتماعات ان مصلحة سورية ولبنان يجب ان تعلو فوق كل شيء.
وأكد عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين.
ورفض رئيس الوزراء اللبناني التعليق على كلام الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله الذي وصف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بأنها مشروع إسرائيلي، داعيا الجميع إلى التحلي بالهدوء.
وقال «هناك تحقيقات ومحكمة وهذا شأن لبناني، وأريد أن أركز على العلاقة بين لبنان وسورية، وهذه العلاقة تأزمت في مرحلة من المراحل والآن تبلورت إلى علاقة ودية وأخوية وستكون هناك زيارات متبادلة وهذا إنجاز». وأضاف «قاربنا كل الأمور بالايجابية وليس من مبدأ تسجيل النقاط، المقاربة الإيجابية مهما كانت حساسة فهي سبيل لبناء الثقة وهذا ما حصل». داعيا الجميع إلى «التحلي بالهدوء والتعامل مع هذه الأمور بشكل ناضج، لا يوجد شيء يؤدي إلى الاحتقان، نحن نريد مصلحة لبنان والهدوء هو المطلوب في كل مرحلة».
ووصف الحريري علاقته بالرئيس بشار الأسد بأنها علاقة «مبنية على الصراحة والتفاهم لأن في هذا مصلحة البلدين»، مشيرا إلى أن «لبنان بحاجة سورية وسورية بحاجة لبنان».
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني «من خلال اللقاءات بدأت علاقة ودية لمصلحة المواطن السوري واللبناني فنحن نمثل شعوبنا التي يجب أن تستفيد من هذه العلاقة ويحب إقامة علاقة بين المؤسسات في البلدين». منوها «برعاية الرئيس الأسد المباشرة للعمل المشترك في تطوير العلاقة التي يحرص عليها ويرعاها بصورة دائمة أيضا الرئيس (اللبناني ميشال) سليمان».
وحول الزيارة المرتقبة للأسد إلى لبنان قال الحريري «لبنان بلد ثان للرئيس الأسد والزيارة لم تتحدد وهذا شأن رئاسي بين رئاستي البلدين، وإن شاء الله موعودون بأن تتم الزيارة قريبا».
وشدد رئيس الوزراء اللبناني على أن العلاقة السورية ـ اللبنانية لن تتأثر بأي خلاف لبناني ـ لبناني وقال «عندما أقول كلمة أكون صادقا وأكون مسؤولا عنها، لن تؤثر العلاقات اللبنانية ـ اللبنانية على ما جاء في البيان» في إشارة إلى البيان المشترك الذي صدر عن اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق.
وقبل بدء الاجتماعات صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحافيين معلقا على الزيارة «اعتبرها الاولى (للحريري) لانها تأتي على رأس وفد وزاري وهذا الوفد مخول ان يضع القاعدة الصلبة لعلاقات مستقبلية مميزة بين البلدين الشقيقين في خدمة الشعبين».
وعبر عن امله في «تنفيذ هذه الاتفاقيات وتكثيف الزيارات المتبادلة بين البلدين في المستقبل القريب»، من جهته، قال وزير الاشغال العامة اللبناني غازي العريضي ان هذه الزيارة «استثنائية ومميزة تعبر عن طبيعة العلاقات السورية - اللبنانية المتميزة التي اشار اليها اتفاق الطائف».
وحول ما قيل عن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى لبنان قال المعلم انها ستتم في الوقت المناسب فهي «تحتاج الى تحضير وترتيب جدول اعمال حتى تكون ناجحة».
وردا على سؤال عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، كرر المعلم ان «المحكمة الدولية شأن لبناني».
لكنه اوضح انه «اذا طالت سورية بطريقة او باخرى، فإن اي مواطن يثبت تورطه بالدليل القاطع سيحاكم في سورية بتهمة الخيانة العظمى».
وردا على سؤال عن ترسيم الحدود، قال المعلم ان «هذا الموضوع يحتاج الى رؤية اجتماعية تنصف العائلات اللبنانية الموجودة في سورية والسورية الموجودة في لبنان»، واضاف ان «ترسيم الحدود شأن اجتماعي»، مؤكدا بدء «تشكيل لجنة في سورية ولبنان على ما تم الاتفاق عليه في السابق في هذه المسألة».
من جهة اخرى، اكد المعلم انه «لا تعديل على معاهدة الاخوة والتنسيق والتعاون وهذا بشكل قاطع»، في اشارة الى الاتفاقية الموقعة في تسعينيات القرن الماضي.
ولم تتم مناقشة معاهدة الامن، في المباحثات أمس بسبب غياب وزير الدفاع اللبناني الياس المر عن الوفد، حسبما قال المعلم.
وعزا المعلم هذا الغياب الى «سفر المر خارج لبنان»، مؤكدا في الوقت نفسه ان «تشكيل الوفد اللبناني امر سيادي بحت يخص لبنان»، حيث ضم الوفد اللبناني وزيري العدل ابراهيم نجار والثقافة سليم وردة العضوين في حزب القوات اللبنانية المسيحي الماروني الذي كان احد ابرز منتقدي الوجود السوري في لبنان.
من جهتها نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن عطري ارتياحه العميق لهذا اللقاء الاخوي الذي يجمع الجانبين السوري واللبناني في اطار اجتماعات الهيئة التي تشكل منطلقا للارتقاء بعلاقات البلدين الشقيقين واعطائها قوة دفع في مجالات التعاون كافة.
وأكد عطري ان ما يجمع بين سورية ولبنان عصي على التفرقة واقوى من رهانات الاعداء والمتآمرين، وان العلاقة السورية - اللبنانية تقوم على ارث مشترك من روابط الاخوة واواصر القربى والانتماء وعوامل التاريخ والجغرافيا والتضحيات المشتركة والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية وخاصة التمسك بخيار الصمود ودعم نهج المقاومة لمواجهة التحديات الماثلة واستعادة الحقوق المشروعة وافشال المشاريع والمخططات التي تستهدف امن المنطقة واستقرارها وهوية الامة العربية وتراثها الانساني ومكانتها الحضارية.