حسم تيار المستقبل أمره وقرر الانضمام الى نادي الأحزاب اللبنانية مع الإعلان عن انعقاد المؤتمر التأسيسي العام نهاية الأسبوع الجاري في البيال (بحضور نحو 300 شخصية)، ليتم بذلك وضع حد لتكهنات كثيرة بشأن موعد انعقاد المؤتمر وفاتحا الباب واسعا أمام تجربة جديدة من عمل الأحزاب السياسية تستدعي في رأي أوساط مراقبة التوقف عندها ومعالجتها في أكثر من جانب.
التحضير للمؤتمر استلزم سنة كاملة من المناقشات على مختلف المستويات التنظيمية، وعقدت مئات الاجتماعات في مختلف المناطق بهدف تأطير ما تسميه مصادر قيادية في الحزب «الدفق الشعبي الكبير المؤيد لخط الرئيسين رفيق وسعد الحريري في هيكلية حزبية مؤسساتية قادرة على تلبية نداء الزعامة الحريرية في المفاصل الصعبة».
وينعقد المؤتمر بعدما أنهت اللجنة الخماسية وضع تصوراتها الكاملة للهيكلية الجديدة على صعيد كل لبنان والتي ستتضمن تعيين رئيس وأمانة عامة ومكتب سياسي من 24 عضوا، اضافة الى منسق عام سيكون على تماس مباشر مع المنسقين الجدد الذين سيصار الى تعيينهم في المناطق اللبنانية.
ويؤكد مصدر قيادي في الحزب ان «تجربة التيار التنظيمية المتراكمة منذ عام 1997 تبدلت واختلفت مع مرور السنوات، وهي تجربة ارتقت في العمل الاجتماعي والعلمي والمؤسساتي بشكل تدريجي لتصل الى التيار السياسي الأهلي المنتشر فوق الأراضي اللبنانية والذي نعرفه كما هو الآن».
وسيحدد المؤتمر رؤية «المستقبل» للمرحلة المقبلة على كل المستويات السياسية والاقتصادية، وسيعالج آلياته التنظيمية، وستنطلق أعماله في جلسة افتتاحية يحضرها سفراء وممثلون لكل القوى السياسية والحزبية والاجتماعية والثقافية ووسائل الإعلام، وتليها جلسات مغلقة مكثفة تجري خلالها مناقشة التوجهات السياسية انطلاقا من تقويم المرحلة السابقة.
ويختتم بانتخاب الهيئات التنظيمية المنصوص عليها وفقا للنظام الداخلي وبالإعلان عن المقررات الصادرة عن المؤتمر في مختلف الشؤون.
وتقول مصادر في «المستقبل» انه سيتم اظهار التيار في مؤتمره العام انه غير طائفي أو مذهبي بإبراز وجوه مسيحية، وخصوصا إسلامية من مذاهب أخرى سيتم انتخابها في القيادة والمنسقيات والمكتب المركزي.
ولن يناقش تيار المستقبل في مؤتمره العام وثيقة سياسية لأنه سبق ان ناقشها في العام الماضي قبل الانتخابات النيابية، بل سيستمع الى كلمة سياسية من رئيس الحكومة سعد الحريري بصفته رئيس التيار.
وعلى هامش انخراط تيار المستقبل في عملية المأسسة والتحول من تيار شعبي الى حزب سياسي تطرح أوساط مراقبة هذه التساؤلات:
- الى أي مدى ثمة رغبة جدية في تنظيم التيار وفق قواعد مؤسساتية؟
- هل هناك مصلحة لدى تيار المستقبل في قولبة جمهوره في اطار تنظيمي ولو كان متفلتا من الضوابط الحديدية كما يبدو من بعيد؟
- كيف يمكن الفصل بين العائلية والمفهوم التنظيمي لاسيما ان مطلق الدعوة هو أحد أفراد آل الحريري والمرشح الأبرز لأحد أبرز المواقع القيادية؟ واستطرادا هل سيتحول التيار الى «حزب العائلة» أسوة بكثير من التنظيمات اللبنانية؟
- هل تتمتع البيئة الطائفية لتيار المستقبل بقابلية «تطويعها حزبيا» ولو بالحدود الدنيا؟
- ما قدرة مسؤولي المستقبل على المواءمة بين تطلعات أحمد الحريري لجهة الاتيان بكوادر شابة تتسلم شؤون المنسقيات في المناطق للنهوض بها، ومحاولة الحرس القديم الذي رافق الرئيس رفيق الحريري منذ مجيئه الى لبنان حتى اغتياله العودة وترسيخ أقدامه في تركيبة الحزب الجديد أقله في المكتب السياسي؟