بيروت ـ زينة طبارة
رأى وزير التربية والتعليم العالي د. حسن منيمنة (تيار المستقبل) أن زيارة الرئيس الحريري الأخيرة الى سورية على رأس وفد وزاري يمثل جميع الأطراف السياسية قد حددت نقطة الانطلاق لقطار العلاقات اللبنانية - السورية، وهو ما أقر به الرئيسان الحريري والعطري وأيضا الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن هذه اللقاءات ما كانت لتتحقق لولا إصرار الرئيس الحريري على كسر حالة الجليد من خلال ما سبقها من لقاءات له مع الرئيس الأسد، مشيرا الى أن زيارة الوفد المشار اليه لقاء تأسيسي لرحلة بناء العلاقات الصحيحة بين البلدين الشقيقين، معربا عن أمله بوصول مسار إعادة بناء العلاقات الى مستوى طموح الشعبين اللبناني والسوري، على أن تكون قائمة على المصارحة والمكاشفة وعلى بنيان مؤسساتي وديبلوماسي رسمي متين.
ولفت الوزير منيمنة الى أن العلاقات اللبنانية - السورية لا يمكن أن تحقق ما يصبو اليه اللبنانيون بين ليلة وضحاها، وإنما تستلزم مسارا طويلا من اللقاءات والمناقشات لترسيخ أسسها، وذلك لاعتباره أن هذه العلاقات لم تكن عرضة للاهتزاز ولم تمر بفترات عصيبة ومتوترة فقط منذ العام 2005، إنما منذ الاستقلال اللبناني حيث برزت الخلافات الكبيرة بين البلدين حول طبيعتها، الأمر الذي يحتم على كل من الطرفين اللبناني والسوري إعادة بنائها وصياغتها بتروّ ومدماكا فوق آخر، يكون فيها الوضوح والثقة أهم مرتكزاتها مع الأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة للاستفادة من حسناتها وتفادي سيئاتها منعا لهبوطها وتهدمها من جديد عند أي اهتزاز سياسي أو أمني محلي أو إقليمي.
وردا على سؤال أعرب الوزير منيمنة عن اعتقاده أن جميع الفرقاء اللبنانيين بمن فيهم القوات اللبنانية يرغبون فعليا في إقامة أفضل العلاقات مع سورية وهو ما كانت القوات قد أعلنت عنه في محطات عديدة وفي أكثر من مناسبة، مستدركا بالقول ان اللبنانيين في المقابل يريدون من سورية أن تتعاطى بمساواة مع الفرقاء اللبنانيين كي يستطيع الجميع ترسيخ خطواتهم باتجاه
إرساء حالة من الثقة المتبادلة وإزالة كافة المخاوف والهواجس، مؤكدا أن القوات اللبنانية لا ترغب في العداء مع سورية وإنما تطمح الى علاقات مميزة تتسم بالاحترام المتبادل واعتراف كل دولة منها بالأخرى، معربا عن أمله بزوال ما يشهده الوسط الإعلامي من سجالات بين القوات اللبنانية وحلفاء سورية في لبنان، وذلك لاعتباره أن التراشق بالاتهامات بين أي من الأطراف اللبنانية لن يفيد مسار ومساعي الحكومة اللبنانية في عودة العلاقات الجيدة والصلبة مع سورية.
هذا ورحب الوزير منيمنة بخطوة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وأشاد بمسعاه لإحلال التهدئة بين جميع الفرقاء السياسيين حول موضوع المحكمة الدولية، مؤكدا أن قوى 14 آذار مع التهدئة بكل معانيها ومع إبعاد المحكمة الدولية عن التداول السياسي وعن نظرية الفرضيات والتوقعات والتكهنات بانتظار صدور القرار الظني رسميا عن المحكمة، على أن يرضى به أو يرفضه بعد صدوره من يريد، مذكرا في المقابل أنه أيا تكن مواقف بعض الفرقاء لاحقا فإن قوى 14 آذار سترضى بقرار المحكمة أيا يكن وذلك لثقتهم بها وبما سيصدر عنها من قرارات، مطالبا جميع اللبنانيين دون استثناء بالتعاطي مع موضوع القرار الظني المرتقب بحكمة وبهدوء وترو بعيدا عن أي لهجة تصعيدية توتر الأجواء على المستويين السياسي والشعبي.
وردا على سؤال حول كلام وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن المخاوف من تسييس المحكمة الدولية، ختم الوزير منيمنة لافتا الى أن ما صرح به هذا الأخير هو تكرار للموقف السوري الرسمي، مشيرا في المقابل الى أن ما تتميز به المواقف السورية الرسمية من المحكمة الدولية هو التأكيد على أنها شأن لبناني داخلي لا علاقة لهم بها، كما تميزت تلك المواقف أيضا بالنبرة الهادئة مقارنة مع نبرة حليفهم حزب الله.