بيروت ـ عمر حبنجر
يستكمل الرئيس ميشال سليمان تحركاته التشاورية مع الفعاليات السياسية خلال الأيام القليلة المقبلة في إطار مسعاه لتبريد الأجواء التي شهدت المزيد من الحماوة على وقع الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وفي هذا السياق التقى الرئيس سليمان رئيس المردة سليمان فرنجية ورئيس الكتائب أمين الجميل ووزير العمل بطرس حرب.
وقد حضرت هذه الأجواء المشحونة على طاولة مجلس الوزراء الذي انعقد برئاسة الرئيس سليمان في بعبدا أمس، وسط احتدام الجدل الداخلي على خلفية مسألة المحكمة الدولية وجواسيس الاتصالات، ومحاولة البعض تسييس المسألتين، لأغراض ذات أبعاد، وفي هذا الإطار كشفت مصادر أمنية لـ «المنار» عن تقدم مدعي عام المحكمة دانيال بلمار بطلب الى قيادة الجيش اللبناني لفرز قوة عسكرية قوامها 200 عنصر لتنفيذ قرارات التوقيف التي ستصدر عن المحكمة لكن قيادة الجيش لم تتجاوب مع الطلب إذ ان هناك ضابطة عدلية معنية بالتوقيفات.
وكان الرئيس سليمان باشر مشاوراته «التبريدية» العاجلة بلقائه كلا من الرئيس فؤاد السنيورة والنائبين محمد رعد وميشال عون، حيث جرى التأكيد على ضرورة اعتماد خطاب التهدئة السياسية من أجل إبقاء الساحة الداخلية ضمن دائرة الاستقرار، لاسيما على أبواب موسم السياحة والاصطياف.
وبحسب المعلومات فإن الرئيس سليمان يستشعر خطورة المرحلة وحساسيتها، وقد عرض واقع الحال مع رئيس الحكومة سعد الحريري مساء أمس الأول، والذي وضعه في أجواء لقاءاته الثلاثة المتتالية مع الرئيس بشار الأسد في دمشق.
أجواء المشاورات مشجعة
الجولة الأولى من المناقشات أظهرت تجاوب الأطراف مع إشارة الرئيس سليمان الى خطورة العودة الى أجواء مرحلة الانقسام السابقة ولضرورة العمل على حل كل التباينات بالهدوء والنقاش.
ونقلت «السفير» عن أوساط الرئيس السنيورة، ان نواب كتلة المستقبل لم يكونوا البادئين بالتوتر السياسي، بل هم قاموا برد الفعل على توتر الآخرين، بينما أشار النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الى ان المطلوب للخروج من الأزمة ألا يدخل أي طرف لبناني في اللعبة الإسرائيلية - الأميركية، التي تحاول نفخ نار الفتنة في لبنان والتضييق على المقاومة.
موضوع شبكات التجسس والأسئلة التي طرحها الأمين العام لحزب الله حول العميل شربل قزي وتقرير قوى الأمن الداخلي عرضت أمس على طاولة مجلس الوزراء.
بارود: الجواب عبر مجلس الوزراء
وأوضح وزير الداخلية زياد بارود قبل الجلسة انه لا يريد ان يجيب إعلاميا، على سؤال سماحة السيد حسن نصرالله، لأن الموضوع دقيق وفني وكذلك سياسي، والسؤال موجه أيضا لرئيس مجلس الوزراء ولا أستطيع أن أنفرد بالجواب، أنا جزء من حكومة مسؤولة، طرح السؤال مساء الجمعة، السبت كان التقرير لدي، والأحد كنا بزيارة لسورية، وفور عودة دولة الرئيس مساء امس الأول سلمته التقرير، ومن يسأل عن جواب الدولة على السؤال أجيب: لأن هناك دولة لن يكون الجواب إلا بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وسأطرح الأمور أمام مجلس الوزراء.
من جهة أخرى، التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط يرافقه الوزيران غازي العريضي وأكرم شهيب وبحضور مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا.
وقد تم التباحث في الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وتطرقوا الى الوضع الاقليمي وانعكاساته الأمنية والسياسية، وتناولوا مسألة حقوق الفلسطينيين وشبكات العملاء وما يدور من مناقشات حول المحكمة الدولية.