ثلاث قراءات لما يجري على صعيد المحكمة الدولية:
ـ قراءة لمحلل سياسي قريب من 8 آذار: «البلاد على عتبة اشتباك سياسي داخلي بسقف مرتفع عناوينه متشعبة وعديدة، لكن الاشتباك لن يخرج عن ضوابطه، وسيبقى محكوما بموجات باردة وساخنة حتى الخريف المقبل في ظل تزايد الحديث عن مخاوف جدية على البلاد متزامنة مع القرار الظني للمحكمة الدولية وتداعياته، وعدم القدرة على تحمل شظاياه في ظل الحكومة الحالية. والتسريبات الدولية والمحلية عن قرار المحكمة الدولية ليست بريئة مطلقا ويتولاها فريق محلي ودولي وتكشف أن المخطط الذي اعد بعناية لتخريب لبنان مازال قائما ومستمرا، وصدور قرار المحكمة الدولية في الخريف ليس بريئا مطلقا وسيتزامن صدوره مع الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، ونتائج هذه الانتخابات ستقرر مصير الديموقراطيين وهي ترسم الى حد بعيد شخصية الرئيس الآتي الى البيت الأبيض عام 2012، وبالتالي فإن أوباما يصب كل اهتمامه الآن على هذه الانتخابات، وهو سيعمل على استغلال قرار المحكمة الدولية للتأكيد على تشدده في المنطقة ضد قوى الممانعة».
ـ قراءة لمحلل سياسي قريب من 14 آذار: «لا يجوز للدولة ان تبقى نعامة دافنة رأسها في الرمل، فيما يشتبك الوسط السياسي فيما لايزال حتى الآن مجرد نقاش، لكنه مرشح لأن يتحول قريبا الى ما يشبه الانقلاب على الحكم والنظام. فالفريق الذي يعتبر نفسه متضررا من عمل المحكمة الدولية هو نفسه الفريق الذي اصطنع أزمة 2006-2008 وحفر الشرخ في جسم المجتمع وخون الفريق الآخر واستباحه، وها هو يستعد لاصطناع أزمة مماثلة ستمضي هذه المرة الى ما بعد السابع من مايو 2008. ذاك ان التصدي للمحكمة الدولية، كمؤسسة دولية يشرف عليها الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، سيتطلب تعطيل التعامل الحكومي اللبناني معها، والوعيد يطلق جهارا بإطاحة الحكومة في سعي الى قطع العلاقة مع المحكمة. فالخطة ستستأنف هذه المرة من حيث توقف السابع من مايو 2008 لاستبدال «استئثار» بآخر تمهيدا للإجهاز على اتفاقي الطائف والدوحة معا بإفراغهما من أي محتوى».
ـ قراءة لمصدر حيادي: «ما هو واضح الى الآن ان حزب الله سيرفض قطعا توجيه الاتهام لأي من عناصره وكوادره وسيرفض اعتبار هؤلاء مخترقين لأي جهة خارجية، ما سيؤدي الى إنتاج قرار لديه بمواجهة أي قرار اتهامي بخطوات دراماتيكية وعندها سيكون سعد الحريري أمام الاختبار الأقسى لأن هامش خياراته سيضيق بين احتمال التراجع عن تأييد المحكمة أو الذهاب بهذا التأييد الى النهاية، ولكل خيار أكلافه ونتائجه».