بيروت ـ اتحاد درويش
استغرب عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب عباس هاشم حجم الردود السياسية التي تناولت خطاب الأمين العام السيد حسن نصرالله في «يوم الجريح المقاوم» دون قراءة دقيقة لما قصده السيد نصرالله للمواقف التي أطلقها، لافتا الى ان هذه الردود عبّرت عن حالة من التوتر والإرباك لدى الفريق الذي عودنا على حملاته غير المسبوقة على حزب الله.
وأعرب عن تقديره لما قدمه السيد نصرالله مفصلا بالحجة والدليل عندما تحدث عن العداء لإسرائيل والعمالة لها، وما إذا كان هذا الأمر هو وجهة نظر ورؤية سياسية عند البعض أم ان هذا الأمر خيانة يعاقب عليها القانون اللبناني.
ورأى النائب هاشم في حديث لـ «الأنباء» ان السيد نصرالله طرح في خطابه أسئلة مشروعة ووضع الإصبع على الجرح عندما تناول موضوع العملاء والجواسيس على خلفية اكتشاف الخرق الإسرائيلي الفاضح لقطاع الاتصالات في لبنان.
رسالة الرئيس الحريري
وردا على سؤال حول قول البعض ان حزب الله يستبق صدور القرار الظني وان ليس هناك من طرف لبناني وجه إليه اي تهمة أوضح النائب هاشم ان حزب الله لا يستبق التحقيق، لافتا الى كلام نقله إعلامي في قصر الإليزيه يقول فيه ان الرئيس سعد الحريري تحدث مع السيد نصرالله عن أسماء أشخاص منتمين الى حزب الله غير منضبطين وان هناك من أبلغ الرئيس الحريري عن القرار الظني وذهب للتفاوض عليه، مشيرا الى ان الرئيس الحريري عاد الى بيروت وخاطب السيد نصرالله بما
معناه ان هناك قرارا ظنيا سوف يصدر ويتناول افرادا من حزب الله ونؤكد لك ان الحزب لا علاقة له وان هؤلاء الافراد هم عناصر غير منضبطة، وسأل النائب هاشم هل صدر القرار الظني؟ وكيف عرف به الرئيس الحريري؟ ومن كلفه بهذه التسوية ليطرح الموضوع ذاته على القيادة السورية، ثم يبلغ الرئيس ساركوزي وتأتي الرسالة الى بيروت وتنشر في الاعلام، مذكرا بأن خطاب السيد نصر الله مضى عليه اسبوع بينما كان قد مضى على هذا الكلام اكثر من شهر.
المنظومة المتناغمة
واعتبر النائب هاشم في معرض توصيفه لخطاب السيد نصرالله، أنه المدماك الاول لاعادة الاعتبار للحقيقة وانه حمى لبنان من السقوط في الفتنة، لافتا الى حالة الارباك التي اصابت المنظومة المتناغمة التي انطلقت لتردد كلاما جرى نفيه في اليوم التالي من قبل شعبة المعلومات عندما اوردت صحيفة النهار ونقلا عن مصدر موثوق في شعبة المعلومات حول تسلم حزب الله اسماء ثلاثة اشخاص متورطين في عملية اغتيال الرئيس الحريري، مؤكدا ان هذا الموقف يعبر عن هزالة مواقفهم وارباكهم.
ولفت النائب هاشم الى موضوع التخوين الذي يتهم فيه البعض حزب الله، ورأى ان ما نشرته صحيفة دير شبيغل عن تورط حزب الله في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو تخويني وفتنوي وكل ما يسمى مندرجات القرار الظني على المحكمة الدولية هو خطاب فتنوي وتخويني والذي لم نر اي اعتراض عليه، هي الفتنة بحد ذاتها، لافتا الى كلام اشكينازي رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي عندما تحدث عن قلاقل في لبنان عند صدور القرار الظني عن المحكمة ولم نر أي صوت يرتفع من الفريق الاخر وهذه هي الخيانة العظمى.
وتوقف النائب هاشم عند تصريح احد السياسيين الكبار الذي دافع فيه عن ملف العملاء بقوله: لا يحق لكم تسميته عميلا الا عندما يصدر قرار قضائي، معتبرا ان التخوين الاكبر والفتنة الكبرى هي عندما يتم التفاوض على الاخراج قبل صدور القرار الظني وقبل التحقيق.
وحول ما نشرته صحيفة «السفير» عن تخوف العماد ميشال عون من سيناريو دراماتيكي تتداخل فيه عناوين المحكمة واسرائيل والداخل اللبناني، قال النائب هاشم ان الزعيم السياسي يجب ان تكون لديه رؤية لمعرفة ما يمكن ان يكون في خلال القادم من الايام بمعنى ان يتعاطى مع الشيء الوقائي بدلا من التعاطي مع النتائج وهذا جزء اساسي من عملية فكر القائد او حس القيادي في عملية القراءات المتعددة.
النية لإيجاد فتنة
واشار النائب هاشم في هذا المجال الى ان اي شخص مطلع في السياسة يقوم بقراءة ان هناك نية لايجاد فتنة في لبنان، لافتا الى ان العماد عون أعرب عن رؤيته للأوضاع وتقديره للأمور، مشيرا الى ان هذه الحالة الافتراضية التي وضعها العماد عون تسقط إذا كانت صحيحة وإذا كانت غير دقيقة نكون قد أوجدنا حالة المناعة لإسقاط كل الاحتمالات.