بيروت ـ زينة طبارة
رأى رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون أن حزب الله أخطأ في هجومه المسبق على المحكمة الدولية وعلى القرار الظني المتوقع صدوره عنها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ووضع نفسه في قفص الاتهام قبل صدور نتائج التحقيقات الدولية، وذلك اعتقادا منه انه قد يستطيع من خلال مواقفه التصعيدية والتهديدية إلغاء أو تغيير تلك النتائج خوفا من شيء ما قد يكون افتراضيا ضلوع احد عناصره في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتبرا ان ليس هناك اي تفسير آخر يبرر ردود الفعل العنيفة التي ابداها امين عام الحزب السيد حسن نصرالله ضد المحكمة لدرجة اتهامها بـ «المشروع الإسرائيلي» مؤكدا ان لا حزب الله ولا غيره من القوى المحلية أو الخارجية يستطيع التأثير على مسار المحكمة الدولية أو تغيير النتائج التي توصلت وستتوصل إليها، كما أن المحكمة لن تتقيد بمواقف هذا الحزب او ذاك حتى ولو كان مسلحا لطالما ان الدولة اللبنانية ملتزمة بالتعاون معها بموجب اتفاقية موقعة من الطرفين وبموجب خضوعها لقرارات مجلس الأمن الدولي انطلاقا من عضويتها فيه.
ولفت النائب شمعون في حديث لـ «الأنباء» الى ان تهجم السيد نصرالله على المحكمة الدولية ليس فقط تمهيدا للانقلاب على الحكومة إنما على الدولة ككل وسوقها في الطريق الذي يتناسب ومساره السياسي، متسائلا ما اذا كانت الدولة التي يطمح إليها حزب الله هي الجمهورية الاسلامية التي سبق وأعلن عنها في العام 1985 والتي تتقيد بأحكام ولاية الفقيه، ام هي الدولة التي يرغب اللبنانيون في إقامتها على أساس النظام البرلماني الديموقراطي الصحيح، مطالبا السيد نصرالله بالرد علنا وبشكل صريح وواضح على هذا السؤال كي يتسنى للآخرين تحديد كيفية التعامل مع الحزب، ومتسائلا في المقابل عن مدى قناعة بعض القيادات المارونية بالتحالف مع حزب الله في ظل الضبابية التي تحيط بصورة الدولة التي ينوي إقامتها.
وردا على سؤال ايضا اعرب النائب شمعون عن اعتقاده بأن العماد عون غير مقتنع بالتحالف مع حزب الله ومساره السياسي الذي يكتنفه الغموض، إنما يراهن من خلال هذا التحالف على قدرة حزب الله العسكرية على قلب المعادلات لإيصاله الى سدة الرئاسة التي كان ومازال يطمح الى الوصول إليها منذ العام 1988 اثر تسلمه رئاسة الحكومة العسكرية الانتقالية، وإلا بحسب شمعون كيف يمكن تفسير التناقض ما بين تصريحاته خلال إقامته في العاصمة الفرنسية باريس حول عدم شرعية سلاح حزب الله واتهامه بالسلاح المتواطئ على الدولة اللبنانية، وتصريحاته اليوم المدافعة بشراسة عن هذا السلاح.