بيروت ـ عمر حبنجر
الاطلالة الثالثة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعادت تحمية الموقف السجالي حول المحكمة الدولية، على ابواب قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية ـ قطرية مرجحة في بيروت نهاية هذا الاسبوع يفترض ان تعيد ضبط الايقاع السياسي اللبناني على وزن الاستقرار القائم منذ تشكيل هذه الحكومة، فيما تصاعدت التهديدات الاسرائيلية لتصل الى درجة التلويح بضرب المقار الحكومية اللبنانية.
مصادر متابعة اكدت ان الزيارات العربية لبيروت كانت مبرمجة قبل اندلاع التوتر السياسي حول قانون المحكمة الدولية، غير ان تصاعد الأزمة وتسارعها قلبا اولوياتهم.
وفي هذا الاطار انطلقت الترتيبات في القصر الجمهوري لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكذلك امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في اليوم عينه.
ولم تؤكد بعبدا المعلومات التي ترددت عن امكان قيام الرئيس الاسد بزيارة بيروت في اليوم عينه من اجل عقد قمة رباعية للنظر في الازمة الناشبة انطلاقا من احتمال اتهام عناصر من حزب الله بالضلوع في اغتيال الرئيس الحريري.
بدورها صحيفة «السفير» دعت الى عدم الاستعجال في اطلاق التوقعات على هذا الصعيد، معتبرة ان لا شيء نهائيا على مستوى اللقاءات في قصر بعبدا خصوصا ان زيارة الملك عبدالله لن تتجاوز الخمس ساعات.
المصادر المتابعة ترى الى ذلك ان اللقاءات القممية في بيروت مرتبطة بنتائج محادثات خادم الحرمين في واشنطن ثم مع الرئيس المصري حسني مبارك ومدى ارتياح الرئيس بشار الاسد الى هذه النتائج.
الى ذلك، فان الصحف البيروتية القريبة من دمشق اعتبرت في تعليقاتها على خطاب الرئيس الحريري بمؤتمر تيار المستقبل، ان الاخير لم يلتقط الاشارات السورية، فيما يتعلق بتحالفات 14 آذار التي اعلن تمسكه بها.
في غضون ذلك تواصلت المحطات الخطابية للسيد نصر الله على طريق المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي المحكي انه يتناول عناصر من حزب الله، مع تدرج من حدة النبرة، ووعد باطلالتين في الثالث من اغسطس بدلا من 30 يونيو، نزولا عند رغبة الرئيس ميشال سليمان بسبب زيارة ضيوف كبار للبنان في هذا الوقت، والثانية في 11 أغسطس اي قبل بداية شهر رمضان المبارك.
خطاب نصر الله
وفي خطابه الثالث، اقترح السيد نصر الله تشكيل لجنة لبنانية تتولى مسألة شهود الزور في قضية المحكمة الدولية، في وقت اكد فيه رئيس الحكومة سعد الحريري التمسك بالمحكمة، رافضا اي تسوية على حساب الحقيقة. وقال في خطاب اختتام مؤتمر تيار المستقبل «نحن ام الصبي ونحمل على اكتافنا مسؤولية كبرى».
السيد نصر الله ابدى استعداده في احتفال ابناء الشهداء، لمناقشة موضوع المحكمة الدولية من باب الحرص على البلد، امام مجلس الوزراء، او في هيئة الحوار الوطني، ليس للبحث عن مخرج، فأنا أرفض الجلوس مع احد من اجل المخارج، وخلص الى الدعوة لتشكيل لجنة وطنية، برلمانية وقضائية او وزارية، للاستماع الى شهود الزور وعلى رأسهم محمد زهير الصديق، وذلك اثباتا للحرص على تحقيق العدالة.
عضو كتلة نواب المستقبل عمار حوري قال معلقا على الحملة ضد المحكمة الدولية، ان مداخلات السيد نصر الله المتكررة حول هذا الموضوع موجهة الى جمهوره في الداخل، ولا اعتقد ان الشروحات التي نسمعها تفيد في اقناع اي فريق آخر، فلذلك لن يتهم احد حزب الله بأي تهمة، وما من احد يعرف شيئا عن القرار الاتهامي، وما سمعناه هو استنتاجات ومعطيات اعلامية، واستخلاص من هنا ومن هناك. واضاف: إذا كان هناك من وقائع واتهامات ومستندات، فإن الجهة الصالحة لتسلمها هي المحكمة الدولية، وحتى الانتقادات التي وجهت للمحكمة او للمدعي العام، هناك اصول لتقديم هذه المستندات الى هذه الجهات وليس الى الرأي العام مع الاحترام الكامل للرأي العام.
الحريري منفتح على كل القوى
وحول حديث السيد نصر الله عن شهود الزور قال حوري، هناك تراجع عن المحكمة الدولية، عن لجنة التحقيق، وهذه خطوة الى الوراء باعتبار انه سبق ان اجمعنا على المحكمة الدولية في مؤتمر الحوار واجمعنا عليها في البيان الوزاري والعودة مجددا الى لبننة هذه المحكمة تبعدنا كثيرا عما كنا اتفقنا عليه.
وعن احتواء الازمة واحتمال لقاء قريب بين الرئيس الحريري والسيد نصر الله قال: الرئيس الحريري منفتح على كل القوى وعلى السيد نصر الله بالذات، وهو الذي قال في مؤتمر تيار المستقبل نحن ام الصبي، ونحن نعتبر استقرار البلد جزءا اساسيا من مسؤوليتنا، لكن هذا لا يتعارض مع مبدأ الحقيقة والعدالة. من جهة أخرى وفيما يتصاعد السجال الداخلي حول المحكمة الدولية، ومع توالي المعلومات عن امكانية عقد قمة سورية ـ سعودية ـ قطرية ـ لبنانية في بيروت نهاية الاسبوع، توعد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست نشرت امس بان تضرب اسرائيل مباشرة المؤسسات الحكومية اللبنانية اذا اطلق حزب الله صواريخ على مدن اسرائيلية. واوضح باراك الذي يصل الاثنين الى واشنطن ان حكومة بلاده لن تسكت على اي هجوم جديد من جانب حزب الله. وقال: «لن نلاحق كل ارهابي او كل مهاجم من الحزب» في حال اطلقوا صاروخا على تل ابيب، بل «سنعتبر ان ضرب اي هدف للدولة اللبنانية وليس فقط لحزب الله امر مباح».