يجزم كثيرون ممن عرفوا المرجع الاسلامي الكبير السيد محمد حسين فضل الله بأنه ليس من اليسير التحدث اليوم عن خليفة له، لا بل ان هؤلاء يجزمون بأنه ليس منطقيا التعاطي مع مسألة خلافته باعتبارها معادلة حسابية بأن يخلفه فلان أو فلان ممن يطمحون للسير في دروب الأعلمية والمرجعية، ومرد ذلك يعود الى أسباب عديدة أهمها ان فضل الله مرجع تقليد ولكنه ليس مرجعا تقليديا، أضاف اسمه الى مئات المراجع الذين عاشوا على مر تاريخ المراجع والفقهاء المسلمين الشيعة، فالسيد فضل الله يتميز بكونه محطة نوعية بارزة في هذا التاريخ، لن يكون ما بعده كما كان ما قبله في ضوء اسهاماته العميقة واجتهاداته البارزة لإضفاء الحداثة والمعاصرة على الفكر الاسلامي، وبالاضافة الى كونه نجح كمرجع تقليدي نجاحا باهرا، فإنه كذلك فعل كمرجع مؤسسات بعد ان استطاع بناء عشرات المؤسسات في قطاعات ومجالات عديدة.
والسؤال المطروح: هل يعني كل ذلك بأن لا مرجعية بعد فضل الله؟ وفي الاجابة عن هذا السؤال تشير مصادر الى ان البيان الصادر عن مكتبه يجيز البقاء على تقليده رغم وفاته في كل ما هو غير مستجد وطارئ، وقد كان لهذا البيان وقعه في قطع الطريق على كل محاولات وراثة فضل الله المرجعية والمؤسسات سواء من قبل أشخاص أو جماعات أو سلطات في دول مهتمة، وتضيف المصادر انه ومن خلال مجلس الفاتحة الذي أقيم على روح فضل الله في ختام مراسم تقبل التعازي، بدا واضحا ان عائلة ومكتب فضل الله والخلص من مقلديه وأتباعه كانوا حازمين في منع أي استثمار للمناسبة، وتقول معلومات ان السيد فضل الله كان أجرى تقسيما للمسؤوليات أو المهام بين أبنائه قبل وفاته فأسند ادارة المبرات الى نجله السيد علي وادارة الحوزات الى نجله السيد جعفر وادارة المؤسسات على تعددها للسيد أحمد، وهذا التوزيع مستمر اليوم ولم يطرأ عليه أي تعديل وسيستمر، خصوصا انه يحظى بقبول الاطار المرجعي والمؤسساتي لفضل الله وفي المقدمة أخوته الذين يقولون انهم يسلمون بما يتفق عليه أبناؤه الذين زاروا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قبل أيام ويحظون برعايته وتأييده.