بيروت ـ عمر حبنجر
تاكد الكلام عن قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية في بيروت غدا الجمعة، فيما لايزال الغموض يحيط بطبيعة المخارج العربية المطروحة لأزمة القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمناحيه الاقليمية وانعكاساته الداخلية في ظل تشكيك حزب الله بمصداقية المحكمة الدولية ونزاهة قراراتها.
التحرك العربي بدأ في شرم الشيخ امس، بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك، حيث كررت القاهرة اعلان ان لبنان على جدول أولويات القمة.
زيارة خادم الحرمين للبنان هي الأولى له منذ توليه سدة الحكم في المملكة العربية السعودية، وسيصل اليها ظهر غد الجمعة بعد المرور بشرم الشيخ حيث التقى امس الرئيس حسني مبارك ثم في دمشق حيث يتباحث مع الرئيس بشار الأسد.
وكانت التطورات الداخلية اللبنانية في مقدمة جدول أعمال زياراته، ولفتت وكالة أنباء الشرق الأوسط الى ان الوضع في لبنان شغل جانبا مهما من المحادثات.
لقاء رؤساء الكتل النيابية
ويرافق الملك عبدالله في جولته وفد سعودي رفيع المستوى مؤلف من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وعدد من الأمراء والوزراء.
وسيلتقي خادم الحرمين الى جانب الرؤساء اللبنانيين رؤساء الكتل النيابية ومن بينهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
من جهته، وزير الإعلام والثقافة السعودية د.عبدالعزيز خوجة توقع ان يكون للزيارة مردود كبير على صعيد لم الشمل العربي، وأشار الى ان خادم الحرمين سيبحث مع القادة العرب الذين سيلتقيهم في القاهرة ودمشق وبيروت وعمان جميع القضايا بما يعزز وحدة الصف والعمل المشترك لمواجهة كل ما يعترض طريقه.
رئيس الحكومة سعد الحريري وعشية وصول خادم الحرمين الملك عبدالله عرض مع سفير المملكة علي عواض عسيري امس الأوضاع الراهنة.
إيران على خط المحكمة الدولية
في هذه الأثناء، دخلت ايران على خط المحكمة الدولية لأول مرة، حيث اعتبر رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ان تطورات المحكمة تهدف الى الضغط على طهران وحزب الله من أجل مساعدة اسرائيل في طرح برنامج جديد للسلام، وحذر لاريجاني أميركا وإسرائيل من انهما تخطئان اذا تصورتا ان لبنان بين أيديهما.
في هذا الوقت تواصلت التحضيرات لزيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عصر غد الجمعة، حيث سيقوم بجولة على 12 قرية جنوبية أعادت بلاده اعمارها بعد العدوان الاسرائيلي في يوليو 2006.
وحرص الشيخ حمد على اعطاء زيارته الجنوبية الطابع الشعبي، وسيقيم له رئيس مجلس النواب نبيه بري مأدبة تكريمية في مقره الجنوبي في مصيلح.
في غضون ذلك انشغل القصر الجمهوري في بعبدا بالتحضير لليوم العربي الطويل، بعد تاكيد ما نشرته «الأنباء» امس عن قيام الرئيس السوري بشار الاسد وخادم الحرمين الملك عبدالله بزيارة بيروت معا غدا.
وستكون شخصيات رسمية وقيادية بين المدعوين، وشددت على ان الأهمية تكمن في ان العرب يلتقون في لبنان تداركا لانفجار قد تطاول شظاياه المنطقة، باعتبار ان الملف اللبناني هو الاكثر حماوة في هذه المرحلة.
ونقل زوار الرئيس سليمان عنه قوله ان زيارات القادة العرب ستساهم في معالجة التناقضات، لكن هناك مسؤولية لبنانية ايضا.
أما عن المخارج المطروحة، فقد تحدثت مصادر إعلامية عن اجتماع يعقد بين الرئيس الحريري والامين العام لحزب الله السيد نصر الله برعاية الرئيس الأسد والملك عبدالله، وقالت مصادر ان لقاء الحريري ـ نصر الله وارد انطلاقا من دعوة رئيس الحكومة الى التهدئة والحوار، وانسجاما مع هذا التوجه، كان اللقاء الذي انعقد ليلا بين الرئيس الحريري والمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله، الحاج حسين خليل في بيت الوسط، حيث قالت الصحف ان الجو كان وديا وتفصيليا مع التشديد على استمرار قنوات التواصل وعلى تحصين الاستقرار.
الحريري في «بنشعي»
في السياق ذاته زار الرئيس الحريري امس النائب سليمان فرنجية، رئيس تيار المردة في مقره الشمالي في «بنشعي» يرافقه النائبان سمير الجسر وعاطف مجدلاني ومستشاره هاني حمود. واشار البيان المشترك الى خلوة بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية وان البحث تناول التطورات الداخلية والاقليمية والجهود لتعزيز مناخ الحوار بين كل الاطراف في لبنان.
من جهته الناطق باسم تيار المردة المحامي سليمان فرنجية، قال في تصريح لصوت لبنان ان لقاء «بنشعي» طوى صفحة خلافات شخصية قديمة، وهي المرة الاولى التي يزور فيها الرئيس الحريري بنشعي، وقد كانت هناك خلوة دامت ساعتين بين الرجلين، وبطبيعة الحال تم التطرق الى المواضيع الآنية ومنها موضوع المحكمة الدولية. وقال: نحن لدينا وجهة نظر قلناها للعلن والرئيس الحريري معروفة وجهة نظره بهذا الموضوع، انما كان هناك اجماع على نقطة معينة وقد لمسناها من دولة الرئيس، بألا تحصل ضربة كف في البلد.
وعن العلاقة بين تيار المردة وتيار المستقبل قال الناطق بلسان المردة انها قديمة الى حد ما، ان من حيث العمل السياسي العام او من حيث العمل الانتخابي، وان كان ثمة خلافات حصلت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، انما هناك واقع شعبي استمر على توافقه.
عون ووهاب يحذران من العدوان
من جانبه رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون نبه الى ضرورة التحفظ على كل ما يصدر من اوروبا والولايات المتحدة الاميركية لان كل ما يهم هؤلاء مصالح العدو الاسرائيلي. واثر اجتماع كتلته النيابية في الرابية اشار العماد عون الى ان المخطط الاسرائيلي هو التآمر على حزب الله واظهاره امام المجتمع الدولي بصورة بشعة على انه مجرم، محذرا من فتنة يهيأ لها في لبنان، وداعيا الى تحكيم العقل. كذلك حذر الوزير السابق وئام وهاب من عدوان اسرائيلي جديد على لبنان والمقاومة يأخذ المحكمة الدولية عنوانا له، مؤكدا ان استخدام الخارج لبعض اللبنانيين في هذا المجال سيدفع ثمنه الجميع.