بيروت ـ عمر حبنجر ـ هدى العبود ـ داود رمال
القمة الثلاثية الاستثنائية في بيروت، من الاحتمال الى الحقيقة، القصر الجمهوري في بعبدا، اعاد توزيع بطاقات الدعوة الى الغداء التكريمي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقيمه الرئيس سليمان بعد اضافة اسم الرئيس السوري بشار الاسد الى خانة التكريم، ما حسم بأن الرئيس الاسد سيكون برفقة الملك عبدالله.
وفي ضوء نتائج القمة غير المسبوقة بين خادم الحرمين ورئيسي لبنان وسورية، يتحدد اتجاه الامور اللبنانية الداخلية بعد التشنج الذي فرضه موقف حزب الله من المحكمة الدولية.
وتحدثت المعلومات عن خلوة بين الرئيس سليمان والملك عبدالله والرئيس السوري قبل الغداء التكريمي ثم تجري بعدها لقاءات مع عدد من المسؤولين والشخصيات يرجح ان تشمل اقطاب هيئة الحوار الوطني، وترددت معلومات عن امكان مشاركة الأمين العام لحزب الله الغداء والمشاورات التي ستسبقه، لكن معلومات اخرى قللت من احتمال ذلك، بسبب الاعتبارات الامنية للسيد نصر الله.
المصادر اللبنانية المتابعة اكدت لـ «الأنباء» ان الوضع في لبنان كان في صلب محادثات الملك عبدالله مع الرئيس المصري حسني مبارك الى جانب المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية المباشرة التي تضغط من اجلها واشنطن، كما ان الامر عينه جرى في دمشق على طاولة المباحثات السعودية ـ السورية.
واشار المصدر ان الملك عبدالله والرئيس الأسد سيصلان معا على متن الطائرة الملكية السعودية قادمين من دمشق وستحط الطائرة الملكية في مطار رفيق الحريري الدولي قرابة الواحدة ظهرا، حيث سيكون في مقدمة المستقبلين على أرض المطار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيسا مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري وأركان الدولة من الوزراء والنواب والسلك الديبلوماسي العربي والقيادات العسكرية والأمنية والقضائية، حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمية على أرض المطار قبل أن يصعد القادة الثلاثة الى السيارة الرئاسية التي ستقلهم في موكب رئاسي الى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث تعقد على الفور قمة ثلاثية تبحث في ثلاثة ملفات رئيسية:
الملف الاول يتعلق بالعلاقات المشتركة وتطويرها وتعزيزها.
الملف الثاني يتصل بالتطورات في المنطقة، لاسيما عملية السلام وتنسيق المواقف حيالها.
الملف الثالث، وهو الأهم، يتصل بالوضع الداخلي اللبناني والاجواء المؤثرة الاخيرة وضرورة الحفاظ على الاستقرار على الصعد كافة وتبريد هذه الاجواء المتشنجة وتأكيد وجود مظلة عربية آمنة تحمي لبنان من أي مخاطر محدقة به أو تطورات في المنطقة تنعكس عليه.
وأضاف المصدر ان «اجتماعا موسعا سيعقب القمة الثلاثية يحضره الرئيسان بري والحريري وربما بعض القيادات الاساسية من شأنه أن يؤدي الى طي صفحة التوتر وفتح صفحة جديدة من التعاون البناء سواء على الصعيد الحكومي وإنتاجيته أو على صعيد مواجهة كل التحديات المرتقبة. ويعقب هذه المحادثات حفل غداء يقيمه الرئيس سليمان على شرف ضيفيه يحضره كبار أركان الدولة والقادة الروحيون، وسيتخلله أحاديث جانبية ربما تؤدي الى كسر الجليد في العلاقة بين أطراف لبنانيين وكل من السعودية وسورية وتحديدا بين البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير والرئيس السوري بشار الاسد».
وأكد المصدر ان ما سيصدر عن القمة الثلاثية سيفرح قلوب اللبنانيين ببدء عهد جديد من الوفاق والوئام اللبناني ـ اللبناني برعاية عربية ـ عربية مباشرة ومن الدولتين ذواتي التأثير الاكبر على الساحة اللبنانية.
ولفت المصدر الى ان زيارة خادم الحرمين والرئيس الاسد ستستمر زهاء أربع ساعات يغادران بعدها لبنان، اذ يتوجه الملك عبدالله الى الاردن ويعود الرئيس الاسد الى سورية.
من ناحية أخرى دعت وزارة الخارجية الاميركية سورية الى ان «تنأى بنفسها عن ايران، اذا كانت تريد لعلاقاتها ان تتحسن مع الولايات المتحدة والمنطقة والعالم».
زيارة خادم الحرمين الى سورية كانت مدار سجال بين دمشق وواشنطن. فالناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي حض الرئيس السوري بشار الاسد والقادة السوريين على «الاصغاء الى ما سيبلغهم اياه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال الزيارة التي يقوم بها لسورية ولبنان»، وقال: ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحثت مع نظيرها السعودي الامير سعود الفيصل عبر الهاتف الجهود التي تقوم بها المملكة من اجل تعزيز مبادرة السلام العربية»، مشيدا بـ «الدور الذي يضطلع به العاهل السعودي لتحقيق السلام وترويج مبادرة السلام العربية».
من جانبها انتقدت سورية امس تصريحات كراولي، حيث اعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية «عن استغراب الوزارة لمضمون التصريح الذي ادلى به الناطق باسم الخارجية الاميركية مؤكدا انه ليس من مهام الولايات المتحدة ولا يحق لها ان تحدد علاقاتنا مع دول المنطقة ولا ان تتدخل بمضمون المحادثات التي ستجري خلال زيارة العاهل السعودي الى دمشق».
واكد المصدر ان سورية والسعودية بلدان مستقلان ينتميان الى هذه المنطقة ويعرفان اكثر من غيرهما مصالح شعوب المنطقة وكيفية العمل لتحقيق هذه المصالح بعيدا عن اي تدخل خارجي وكلاهما الاقدر على تحديد سياساتهما بما يحقق الامن والاستقرار في المنطقة.
لقطات
حدد موعد الغداء الرئاسي التكريمي للملك عبدالله والرئيس الأسد في الساعة 2.15 من بعد الظهر وبلغ عدد المدعوين 150 شخصية من رؤساء حاليين وسابقين ووزراء ونواب ورؤساء بعثات ديبلوماسية عربية وأجنبية.
تسلم الوزراء دعواتهم إلى الغداء الرئاسي للضيفين الكبيرين، خلال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت مساء في السراي الكبير.
ذكّرت مصادر لبنانية بأن زيارة الأسد إلى بيروت، تأتي تلبية لدعوة الرئيس ميشال سليمان، الذي زار دمشق أكثر من مرة.
غادر رئيس مجلس النواب نبيه بري المستشفى امس، بعد ان أجرى عملية تفتيت حصوة في الكليتين، وعاده الرئيس سعد الحريري في المستشفى قبل مغادرته، وسيكون اليوم في استقبال الزعماء العرب إلى جانب الرئيسين سليمان والحريري.