بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلتي «زحلة» و«الكتائب» النائب إيلي ماروني أن التفاتة العرب الدائمة نحو لبنان جيدة من ناحية حرصهم على ترسيخ الاستقرار والسلم الأهلي فيه، والتأكيد على عدم لجوء حزب الله إلى استعمال العنف كلغة لحل الأزمات والخلافات العالقة بين اللبنانيين، معتبرا في المقابل أن تلك الالتفاتة كرست التدخلات العربية في الشأن اللبناني لاعتبارهم (اي العرب) ان اللبنانيين مازالوا غير راشدين وليس لديهم القدرة على معالجة قضاياهم الداخلية، وبالتالي وضعت لبنان في موقع من يحتاج دائما إلى عناية عربية ودولية كي يتمكن اللبنانيون من اتخاذ قرار يتعلق بمصير بلدهم.
وعلق النائب ماروني في تصريح لـ «الأنباء» على ما أسماه الـ «مزاجية» في توجيه الدعوات لحضور اللقاء الثلاثي بين خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد في القصر الجمهوري، متسائلا ما إذا كان اللبنانيون قد اجادوا استثمار الزيارات العربية الى لبنان لجمع شملهم في القصر الرئاسي، وما إذا كان موجه الدعوات يرى أن المشهد السياسي قد اكتمل في ظل تغييب الرؤساء الروحيين ورؤساء الجمهورية والحكومة السابقين ورؤساء الاحزاب واستبدال حضورهم بحضور وزراء ونواب حاليين وسابقين، كما تساءل ايضا عن الجديد الذي طرأ على بروتوكول القصر كي يتم تعمد تغييب لون أساسي عن الحضور، مؤكدا ان اسئلة كثيرة سوف يتوجه بها حزب الكتائب لاحقا الى رئاسة الجمهورية لتوضيح القصد من تغييب قيادات أساسية في المعادلة اللبنانية عن المشاركة في القمة الثلاثية، لافتا الى ان المشهد اللبناني الوطني والجامع لم يكتمل في ظل تغييب المظلة المسيحية الأكبر البطريرك صفير وفي ظل تغييب الزعامات المسيحية في قوى 14 آذار، وبالتالي فإن ما حصل في قصر بعبدا كان مجرد مأدبة غداء لمجلس رئاسي لبناني لا أكثر ولا أقل.
هذا ودعا النائب ماروني بناء على ما «ارتكبه» برتوكول القصر الجمهوري من أخطاء فادحة بحق فريق أساسي على الساحة اللبنانية، الى عقد لقاء موسع لمسيحيي قوى 14 آذار في بكركي تحت مظلة البطريك صفير، للتباحث في موضوع التغييب المتعمد للزعامات المسيحية عن اللقاء الثلاثي واتخاذ الموقف الموحد منه.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت القمة الثلاثية وبالشكل الذي اتت عليه ستثمر نتائج ايجابية تخفف الاحتقان في الداخل اللبناني، اعرب النائب ماروني عن شكوكه باستطاعة قمة دامت لمدة ساعتين حل مشاكل مزمنة على الساحة اللبنانية، مستدركا بالقول انه ايا تكن نتائج القمة لا يمكن المس بمسار المحكمة الدولية لان الشريحة الاكبر من اللبنانيين وعلى رأسهم ذوو الشهداء متمسكون بمعرفة حقيقة من اغتال القيادات اللبنانية، معتبرا ان احدا من اللبنانيين لم يتهم حزب الله او عناصر منه بالضلوع في جرائم الاغتيال، انما حزب الله هو الذي سارع الى اتهام نفسه قبل صدور القرار الظني بشكل يشير وكأنه يعرف هوية الفاعلين وبدأ بعملية دفاعية استباقية غير مبررة قد تكون خلفياتها ابعد مما يعلنه.