بيروت ـ منصور شعبان
شدد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان د.فايز شكر في حديث لـ «الأنباء» على ان الرئيس السوري بشار الاسد اكد باستمرار على استقلالية لبنان بعكس ما ينظر فريق «14 جعجع» الذي اسماهم بفريق «14 جعجع» لا «14 آذار». ودعا الى إحداث تغيير حكومي برئاسة سعد الحريري الذي وصفه بأنه «نسخة طبق الأصل من والده» ويمتلك مقومات مهمة جدا تخدم البلد واصفا الحكومة المالية بأن «رأسها أكبر من جسمها» مطالبا بجسم يتواءم مع رأسها. وأوضح شكر في حوار مع «الأنباء» أن موقعه كأمين قطري يغلب عليه الطابع اللبناني «وليس وسيطا ولا أكلف بنقل الرسائل»، مشيرا الى ان الرئيس السوري بشار الأسد ترك هامشا كبيرا وخصوصية لكل قطر إذا كان الحزب موجودا فيه».
وفيما يلي نص الحوار:
الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي د.فايز شكر، إلى أي حد يمكن الربط بين تحرككم باتجاه المسؤولين السياسيين وزيارة السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي؟
الحراك السياسي الذي أقوم به موضوع مرتبط بالحراك السياسي الداخلي إثر بروز الحديث عن القرار الاتهامي للمحكمة الدولية ولا علاقة له بزيارة الرئيس بشار الأسد الى لبنان، أما لجهة الربط بين تحركي وتحرك السفير السوري لدى لبنان فهو تزامن بالصدفة، لكن توقيت اللقاءات جاء قبيل مجيء الرئيس الأسد والملك عبدالله بن عبدالعزيز.
والسفيرة الأميركية ميشيل سيسون تحركت وجالت؟
السفيرة الأميركية تتحرك لهدف ونحن نشتغل لهدف آخر، تحركها لتنفيذ أجندة يعدها الأميركيون ومعهم الإسرائيليون، حيث ان هناك موضوع تسوية يعمل الأميركيون والإسرائيليون على تذليل ما يعتبرونه عقبات أمامه والخوف الأميركي من أن تأتي أي تسوية بغير مصلحة إسرائيل ونحن مقتنعون تماما بأن إسرائيل لا تريد السلام وتصريحات مسؤوليها تؤكد ذلك، لأن ما تريده إسرائيل سلاما بشروطها هي يعني سلام مقابل السلام عليكم وهذا لا يمكن القبول به، فهناك قوى ممانعة على رأسها سورية لا تقبل بسلام اذا لم تعد كل الحقوق العربية الى أصحابها دون قيد او شرط والعودة الى ما كان عليه الوضع في 4 يونيو عام 1967، وهذا ما أعلنه الرئيس الأسد.
الى اي مدى يمكن القول ان د.فايز شكر يعبر عن وجهة نظر سورية؟
الموضوع ليس موضوع تعبر عن سياسة الدولة السورية، هناك حزب في سورية ولدينا المبادئ والاهداف والدستور والمنطلقات النظرية والادبيات نفسها، ونحن نؤمن بأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، لكن مع الانفتاح الذي قام به الرئيس الاسد ترك هامشا كبيرا وخصوصية لكل قطر اذا كان الحزب موجودا فيه، فنحن في لبنان وتعتبر القيادة السورية ان الحزب هنا له خصوصية لبنانية صرف على الا تحجب عن بعثيي لبنان الرؤية التي نؤمن بها.
في الفترة الاخيرة كانت لديكم تصريحات هاجمتم فيها الحكومة؟
في الموضوع الحكومي طالبت بتغيير الحكومة ولم اربط موضوع التغيير بما هو قائم في الحراك السياسي، وانا لدي قناعة تامة ان الرئيس سعد الحريري هو نسخة طبق الاصل من والده، يعني انه قادر على ان يفعل شيئا لهذا البلد، هذا البلد فيه انهيارات اقتصادية، فالمذهبية بلغت اعلى منسوب لها، والدور الابرز يكمن في ضبط هذه الحكومة لهكذا انهيارات وبالاولوية، وانا وصفت وعبرت ان هذه الحكومة رأسها اكبر من جسمها وهذا الرأس المفروض ان يتكامل معه ويتواءم معه جسم مثل هذا الرأس، وانا متأكد تمام التأكد ان الرئيس الحريري يمتلك مقومات مهمة جدا تخدم البلد وعلى الكادر الذي يعمل معه ان يكون على مستوى السلطة التنفيذية، ان يساعده ويأخذ منحى آخر من العمل والوضع الاقتصادي يجب ان تكون له الاولوية في هذه الحكومة، ويجب على الرئيس الحريري ان يسعى من اجل تأمين بيئة سليمة في البلد تخرج الناس من هذا الوضع الاقتصادي المتردي.
ما النظرة السورية الآن الى لبنان بعد توقيع الاتفاقيات بين الحكومتين؟
من خلال معرفتي بالقيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الاسد انهم يتمنون كل الخير للبنان لأنهم يعتبرون ان استقرار لبنان ومعافاته في صالح سورية ومن هنا في سورية يؤكدون على افضل العلاقات بين شعب واحد في دولتين، لأن لنا العادات واللغة نفسها، والرئيس الاسد اكد باستمرار على استقلالية لبنان بعكس ما ينظر فريق «14 جعجع» ولقد صار اسمهم فريق 14 جعجع لا 14 آذار.