بيروت ـ عمر حبنجر
دخلت نتائج القمة الثلاثية التي انعقدت في القصر الجمهوري يوم الجمعة الماضي، مرحلة الاختبار اعتبارا من أمس الاثنين، مطلع الاسبوع اللبناني الجديد، وطبيعي ان يكون الاختبار الاول لهذه النتائج في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم بمناسبة ذكرى الانتصار في حرب يوليو 2006، والذي من شأنه الاشارة الى حصيلة القمة التي انتهت الى الدعوة للتهدئة والاحتكام الى الحوار.
وعشية الموقف المنتظر من السيد نصرالله برز موقف لافت لوزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن فيه ان من يريد استقرار لبنان عليه تحييد المحكمة الدولية.
وربما من باب الانسجام مع هذه الدعوة، تجاهل البيان المشترك الذي صدر في اعقاب اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليل أمس الأول، كل ما له علاقة بالمحكمة الدولية، وبالقرار الاتهامي المنتظر صدوره عنها تماما.
النتائج المتوقعة
البيان المشترك أعلن ان الرئيس بري والسيد نصرالله تناولا القمة اللبنانية ـ السورية ـ السعودية وتوقفا عند مجرياتها وتداولا بالنتائج المتوقعة والمرجوة منها والتي تحاكي الظروف الدقيقة والحرجة والملفات الحساسة التي يعيشها البلد.
وأشاد اللقاء بالزيارة التاريخية والمميزة والأخوية التي قام بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى قرى المواجهة والبطولة في الجنوب كتعبير صادق عن الوقفة الشجاعة الى جانب لبنان جيشا وشعبا ومقاومة، وتتويجا للجهود الكبيرة التي بذلتها قطر الشقيقة في الدفاع عن أرض الصمود وإعادة اعمار ما هدمته آلة الحرب الاسرائيلية في حرب يوليو.
التهديدات المبرمجة
ودان اللقاء حملة التهديدات الاسرائيلية المبرمجة التي يطلقها قادة العدو، ورأى فيها استهدافا واضحا للبنان شعبا ودولة ومؤسسات للنيل من وحدته الوطنية وقدرة مؤسساته، كما دان الانتهاكات الاسرائيلية اليومية للأجواء اللبنانية والتي تشكل خرقا للقرار 1701.
وتابع البيان: ان الجانبان بحثا آخر ما توصلت اليه الأجهزة الأمنية اللبنانية في الكشف عن شبكات العملاء وتفكيكها في داخل المؤسسات العامة والخاصة، وجرى التنويه بهذا الانجاز الوطني وطالبا بإنزال أشد العقوبات بهؤلاء المجرمين.
البيان أكد على عمق العلاقة الاستراتيجية بين أمل وحزب الله في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والخارجية.
الخطب والتصريحات
الى ذلك، فإن الاجواء الداخلية اللبنانية، لم تتأثر كثيرا بمناخ القمة الثلاثية، فقد جاء الانضباط على مستوى السجالات السياسية حول قرار الاتهام الدولي بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري نسبيا، بدليل تواصل الخطب والتصريحات حول هذا القرار، وان بنبرة اقل حدة، الا ان الالتزام بهذا المناخ التهدوي، جاء تاما من جانب رئيس الحكومة سعد الحريري، وقد عبر عن ذلك لسفره الى سردينيا الايطالية امس، في اجازة عائلية لعشرة أيام، فيما يعكس بيان بري ـ نصرالله الالتزام عينه.
علما ان أوساطا سياسية لبنانية متابعة استبعدت ان يكون أي تفاهم محدد قد تم في موضوع قرار الاتهام والمحكمة الدولية، نظرا الى ان الدول العربية تدرك صعوبة النفاذ الى هذا الموضوع، وان جُل ما يمكن القيام به هو مساعدة اللبنانيين على فتح قنوات الاتصال والحوار وتبادل الهواجس والحرص على منع المواقف من الاندفاع نحو الهاوية.
الغياب الإيراني وتحضيرات بري
وتبدي هذه الاوساط لـ «الأنباء» عدم ارتياحها لغياب العامل الايراني عن الحراك العربي التبريدي للاجواء في لبنان، الى جانب القلق من الصمت الذي تبديه طهران حيال القمة الثلاثية التي شهدتها بيروت، الى جانب النشاط المكثف لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وفي هذا السياق، تحدثت مصادر صحافية عن تحضير رئيس مجلس النواب نبيه بري لتحرك معين تبدأ معالمه للظهور في الايام القليلة المقبلة بهدف إشاعة مناخ سياسي هادئ وضع أسسه بالتنسيق مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والرئيس الاسد والشيخ حمد، ويبدو ان البداية كانت مع السيد نصرالله.
التنسيق مع الحريري
وتقول «النهار» ان بري سينسق تحركه مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
الرئيس بري وصف زيارة الملك عبدالله والرئيس الاسد الى بيروت بالمهمة جدا، لافتا الى ان نتائجها قد لا تكون فورية، بيد انها ستظهر تباعا، وشدد على ان معادلة س.س (أي السعودية وسورية) لاتزال هي ضمانة الاستقرار في لبنان، وان زيارة الملك السعودي والرئيس السوري أعطت دفعا قويا لهذه المعادلة.
التفاهم بين الرياض ودمشق
وأشار بري الى ان التفاهم بين الرياض ودمشق قائم، بل يمكن القول ان العلاقة السورية ـ السعودية تمر بمرحلة جيدة جدا، وتشبه المرحلة التي كانت سائدة بين الرئيس الراحل حافظ الاسد والقيادة السعودية.
وبعد لقائه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قال جعجــع: ان لقاءه مع الشيخ حمد كان جيدا، وقد طرحنا الامور والمشكلة الحالية في العمق.
وأضاف: كان لدي رأي واضح وهو ضرورة عدم اتخاذ أي موقف قبل صدور القرار الظني للمحكمة. ولدى صدوره ننكب جميعا على درسه، وإذا كان هــــناك أي تلاعب فإننا قبل حزب الله، لن نقبل بأي تلاعب، لكن ما يطرحه حزب الله الآن، ومن يردد صداه ليس منطقيا.