في اطار الحديث عن الاهتمام الاسرائيلي الاستثنائي بالقرار الظني، يجري التداول بسيناريوهات اسرائيلية عدة لتفجير الوضع في لبنان.
من بين هذه السيناريوهات سيناريو فتنة سنية شيعية يكون طرفها السني اللاجئ الفلسطيني في لبنان في مقابل الشيعي المقاتل مع حزب الله.
ومثل هذا السيناريو الذي أورده تقرير صحافي في بيروت يريد استكمال الاساءة لصورة حزب الله كمقاومة، ولتعميق صورته بأنه ليس أكثر من حركة شيعية تابعة لإيران، وانه متصادم مع الوجدان العربي وليس له صلة بالدفاع عن فلسطين أو بالصراع مع اسرائيل.
ويلحظ هذا السيناريو الذي ظهرت تفاصيل عنه لأول مرة في خريف العام الماضي، ان المعركة بين الديموغرافيا الشيعية والفلسطينية في لبنان يجب ان تكون ساحتها حصرا منطقة صيدا، وذلك لعدة أسباب:
أولها: ارباك الساحة الجنوبية حيث تشكل صيدا المدخل الاستراتيجي بين المقاومة وعمقها في الداخل اللبناني.
ثانيها: اشراك مخيم عين الحلوة الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني في المنفى في هذه الفتنة كي تكتمل رمزية ان حزب الله يضرب المنفى الفلسطيني اللاجئ.
ثالثها: السيناريو يتحفظ على خروج الفلسطيني من مخيمات بيروت ليقاتل في العاصمة ضد الشيعة، وذلك خوفا من ان احتلال البندقية الفلسطينية لبيروت سيسمح بإعادة تكرار تجربة ياسر عرفات في لبنان.
رابعها: منطقة صيدا التي يتداخل فيها العامل السني الفلسطيني الاجتماعي والاقتصادي مع العامل السني اللبناني، تعطي كامل الانطباع بمعاني الفتنة الشيعية السنية الأوسع من اللبنانية، ليصبح لها بعد عربي، وهذا أمر غير مرغوب اسرائيليا التي تريد تعميم منطق الفتنة الكبرى بين المسلمين العرب لتكون احدى سمات ضعفهم الأساسي في هذا القرن.