بيروت ـ داود رمال
أدان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الخرق الاسرائيلي الجديد للقرار 1701 واجتياز الخط الأزرق والاعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة، معتبرا ان هذا العدوان الجديد هو برسم الأمم المتحدة والحريصين على وجوب احترام القرار 1701 وتطبيقه.
واطلع الرئيس سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل هذا الخرق ووجوب التصدي لأي محاولة اعتداء اسرائيلية مهما كانت التضحيات، على ان تتم متابعة هذا الموضوع مع الجهات الديبلوماسية والدولية المعنية.
ووجه سليمان دعوى عاجلة لمجلس الأعلى للدفاع لعقد جلسة طارئة في القصر الجمهوري في بعبدا ولدرس الموقف المستجد بعد الاعتداء الإسرائيلي في الجنوب»، كما افادت مصادر ان حركة ديبلوماسسية كبيرة قام بها لبنان باتجاه مجلس الامن الذي انعقد امس لمتابعة تطورات الجنوب الخطيرة، والدول الفاعلة لتوحيد الموقف من الاعتداء الغاشم.
بدوره، استنكر رئيس الحكومة سعد الحريري من سردينيا العدوان الاسرائيلي على السيادة اللبنانية.
وأجرى الحريري اتصالا بالرئيس سليمان ثم بقائد الجيش العماد جان قهوجي، وبقيادة قوات الطوارئ، مطالبا بالضغط على اسرائيل للالتزام بالقرار 1701.
من جهته أدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بتصريح أكد خلاله ان هذا الاعتداء الإسرائيلي هو رسالة واضحة ضد الجهد العربي الذي تقوده سورية والمملكة العربية السعودية لضمان الاستقرار في لبنان، وهو استهداف لكل جهد عربي لإعادة الاعمار وإزالة آثار العدوان في جنوب لبنان، خصوصا جولة أمير قطر مؤخرا مع أركان الدولة لتفقد مشاريع بلسمة جراح الجنوبيين.
شكوى عاجلة
ودعا بري الحكومة للتقدم بشكوى عاجلة الى مجلس الأمن لأن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي ينال من القرار 1701 ومن الجهد الدولي المبذول للتهدئة، ويرفع من نسبة التوتر في جنوب لبنان والمنطقة.
ولفت امس تطابق معظم آراء الفرقاء اللبنانيين من ضرورة التصدي للعدوان.
سياسيا كان تحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري سرّع باتجاه ترجمة نتائج القمة اللبنانية ـ السعودية ـ السورية التي انعقدت في قصر بعبدا، مستبقا الاطلالة الخطابية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس، في الذكرى الرابعة «للنصر الإلهي» على اسرائيل عام 2006.
وقد اكتسب لقاء بري ـ نصرالله ليل الأحد ـ الاثنين والذي استغرق 4 ساعات، دلالات لافتة، وبدا البيان الصادر عنهما اشبه برسالة سياسية مشتركة رغم انه تجنب الاشارة المباشرة الى دوافع الأزمة الأخيرة الناشئة عن موقف حزب الله من القرار الاتهامي المرتقب للمدعي العام الدولي، ويبدو ان بري طمأن نصرالله الى تفهم القمة الثلاثية لهواجس الحزب.
وقد ظهرت الرسالة من هذا اللقاء في خطاب نصرالله المسائي الذي جاء منسجما مع الدعوة للتهدئة التي أطلقتها قمة الجمعة الماضي، لكنه توسع في الرد على التحرشات الاسرائيلية بالجيش اللبناني الذي فقأت مخابراته عيون الموساد الاسرائيلي داخل المؤسسات اللبنانية.
على ان الخطاب الأهم هو ما سيقوله السيد نصرالله في مؤتمر صحافي سيعقده عشية الأول من رمضان المبارك، بعد مرور توصيات القمة حول موضوع القرار الاتهامي بفترة الاختبار المبدئية.
جنبلاط على مائدة لحود
في هذا الوقت، لفت موقف لرئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط من القمة الثلاثية فقد تمسك جنبلاط بتأييده للمحكمة الخاصة لكنه شدد على تحييدها عن التسييس.
وفي خطوة أخرى باتجاه حلفاء دمشق، حل جنبلاط ضيفا على مائدة الرئيس السابق اميل لحود في مصيف بعبدات، في لقاء هو الأول لهما منذ أكثر من خمس سنوات، اي منذ التمديد له في رئاسة الجمهورية ثلاث سنوات اضافية.
وشارك في اللقاء السيدة نورا جنبلاط وتيمور جنبلاط الى النائب السابق اميل اميل لحود ورالف اميل لحود.
وكان جنبلاط تجنب مثل هذا «الاستحقاق» المتصل بإعادة تطبيع علاقاته مع العاصمة السورية الا انه وجد ان لا مناص من «مناطحة الزائد» مع الرئيس لحود، عشية زيارته، اي جنبلاط، الى دمشق للقاء معاون رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف (أبو وائل) المتابع للملف اللبناني في السلطة السورية، ووزير الخارجية وليد المعلم.