بيروت ـ عمر حبنجر
سجل أمس دخول عسكري إسرائيلي لم يكن مفاجئاً على خط الأزمات في لبنان بقدر المفاجأة التي اطلقها الجيش اللبناني بالدفاع والمواجهة الشرسة التي خاضها.
عملية الدخول التي فاجأت مختلف المستويات السياسية في لبنان، والتي استرخت مؤخرا تحت مظلة القمة العربية الثلاثية في بيروت، تمت في الثامنة من صباح امس من خلال عملية قطع شجرة «سرو» تقع في الجانب اللبناني بين الشريط الشائك والشريط الإسرائيلي الالكتروني تمهيدا لتركيب كاميرا تصوير وكاشف ضوئي مكانها، ما أثار اعتراض الجيش اللبناني.
وتم ابلاغ قيادة القوات الدولية بالأمر لكن الإسرائيليين تابعوا سعيهم فأرسلوا قوة مؤللة الى محاذاة الشريط عمدت الى قطع الشجرة التي سقطت على الشريط الشائك، فاستنفر الجيش اللبناني في تلة العديسة وسيرت الكتيبة الإسبانية المتمركزة في المنطقة دورياتها واقفلت الطريق بوجه المدنيين وكانت المفاجأة الثانية بتقدم دبابة اسرائيلية الى الشريط واطلاقها قذيفة باتجاه حاجز للجيش في مدخل العديسة فأصابته، وجرحت احد عناصره وقد رد الجيش على النار بالمثل ودارت مواجهات بالاسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات استغرقت اكثر من ساعة وانتهت بتدخل اليونيفيل واعادة الهدوء، لكن الدبابات الاسرائيلية عادت واطلقت ثلاث قذائف على تلة العويضة في العديسة حيث توجد نقطة للجيش اللبناني، ثم تخطت احدى الدبابات الاسرائيلية الخط الازرق من قبيل الغطرسة والتحدي فيما شرع الموقع الاسرائيلي قبالة «بوابة فاطمة» التي زارها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال جولته الجنوبية مؤخرا بالقنص على الطريق العام داخل الاراضي اللبنانية واسفر كل ذلك عن سقوط 3 شهداء و5 جرحى للجيش اللبناني ومقتل ضابط اسرائيلي برتبة «مقدم».
وفيما لوحظ ان حزب الله مارس اعلى درجات ضبط النفس، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، ان دورية تابعة للعدو الاسرائيلي أقدمت على تجاوز الخط التقني عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية في خراج بلدة العديسة، وضمن أراض متحفظ عليها لبنانيا.
وعلى الرغم من تدخل قوات الأمم المتحدة المؤقتة لمنعها، اكدت قيادة الجيش ان الدورية تابعت تجاوزها فتصدت لها قوة الجيش اللبناني بالأسلحة الفردية، وقذائف الـ (آر بي جي) فحصل اشتباك استعملت فيه قوات العدو الأسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات مستهدفة مراكز الجيش ومنازل المدنيين، مما أدى إلى سقوط عدد من العسكريين بين شهيد وجريح.
وأشار بيان القيادة الى ان الوضع لايزال حذرا، لافتا الى ان قوات الأمم المتحدة المؤقتة تتولى الاتصالات لإعادة الوضع الى طبيعته فيما تواصل مروحيات العدو التحليق في المنطقة.
الى ذلك ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان امس مسؤولية لبنان عن الاشتباكات التي اندلعت في وقت سابق على الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجانبين، قائلا: إن هناك انتهاكات شديدة للقرار الدولي رقم 1701 بعد تبادل إطلاق النار بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني على الحدود اللبنانية.
ونقل راديو «إسرائيل» عن ليبرمان تحذيره من «العواقب الوخيمة» التي تترتب على استمرار ذلك، مطالبا ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى للأمين العام ومجلس الأمن، مشيرا إلى أن هناك حالة من الهدوء تسود الآن الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.
بدوره دعا الناطق باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» أندريا تينينتي إلى أقصى درجات ضبط النفس بين لبنان وإسرائيل بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت امس وقال تينينتي في بيان: إن نائب القائد العام للقوات الدولية العميد سنتي بوفنتي يتصل بقيادتي الجيشين اللبناني والإسرائيلي «لحثهم على اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس».
وأضاف تينينتي «حدث تبادل لإطلاق النيران بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي على طول الخط الأزرق في منطقة العديسة، أولوية مهمة القوات حاليا هي إعادة الهدوء للمنطقة».
وقال الناطق باسم القوات الدولية إن قوة دولية توجهت إلى مكان الحادث في محاولة للتأكد من ظروف واحتمال وقوع إصابات، وكانت مصادر أمنية لبنانية نفت أن يكون تم إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل.
الى ذلك برز تطور خطير امس تمثل بموافقة مجلس الشيوخ الإيطالي امس على مرسوم تمديد عمل القوات الإيطالية في البعثات الدولية لكنه قرر تخفيض عديد القوات الإيطالية ضمن قوات حفظ السلام في جنوب لبنان التابعة للأمم المتحدة «اليونيفيل» ورفعها في أفغانستان.
وأفادت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية بأن المرسوم بات ساري المفعول بعد أن نال موافقة مجلس الشيوخ بحصوله على أصوات الائتلاف الحاكم والمعارضة ما عدا حزب ايطاليا القيم.
لقطات
صواريخ كاتيوشا: بعدما أعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان صاروخين أطلقا من جنوب لبنان سقطا في شمال إسرائيل، نفى ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية هذه المعلومات عن اطلاق الصاروخين.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد: «لم يطلق اي صاروخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل».
استشهاد مراسل «الأخبار»: لقي مراسل صحيفة «الأخبار» اللبنانية في جنوب لبنان عساف أبو رحال مصرعه امس خلال العدوان الإسرائيلي على بلدة العديسة.
وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن المراسل كان برفقة مجموعة من الاعلاميين لتغطية أخبار الاعتداء بينهم مدير جريدة «الأخبار» في الجنوب كامل جابر الذي نجا بأعجوبة مع اعلاميين آخرين.
وإصابة مندوب «المنار»: أعلن تلفزيون المنار التابع لحزب الله ان مراسله في الجنوب علي شعيب أصيب في قدمه، ونقل على اثرها الى المستشفى.