بيروت ـ عمر حبنجر
حالة حذر وترقب سيطرت على الجنوب أمس، وسط تقدير اللبنانيين لجهوزية جيشهم الذي لم يتردد في الرد على الاختراق الاسرائيلي لأرضه، وهذا ما أكسبه احترام الخارج مثل الداخل.
الاختــلاف مــازال قائمــا في تفسير المبادرة الاسرائيلية التحرشيــة بالجيـــش اللبنانــي، هــل هــي جــس نبض لقياس مدى الاستعداد او خطأ في التقدير من جانب ضابط الميدان الاسرائيلي، او ان ما حصل جزء من سيناريو ينتهي باحداث فتنة داخلية بين مؤيد للرد العسكري الحاسم وقلق من تداعيات هذا الرد.
بيد ان الاجماع الوطني تم حول التنويه بشجاعة قرار القيادة العسكرية التي قررت ضرب الحديد وهو حام حتى لا يعتاد الاسرائيليون هذه المعزوفة الاختراقية لحدود السيادة اللبنانية.
تكريس المعادلة
وبموازاة الوقفة الميدانية الشجاعة للجيش اللبناني، كانت ثمة وقفة سياسية وطنية واحدة كرست معادلة «الجيش والمقاومة والشعب»، في وقت كشف فيه الأمين العام لحزب الله ان المقاومة كانت يوم واقعة العديسة في حالة جهوزية خلف الجيش وقد اعتمدت الانضباط والحكمة ووضعت نفسها بتصرف الجيش.
وقال نصرالله ان الرسالة مما جرى في العديسة هو ان لبنان بكل شجاعة لا يخشى العدو الاسرائيلي، لكنه استبعد وقوف المقاومة متفرجة على اي عدوان بعد اليوم «وسنقطع اليد التي تمتد الى الجيش اللبناني».
وفيما يتعلق بملف المحكمة الدولية اتهم نصرالله اسرائيل باغتيــال الرئيــس الشهيــد رفيــق الحريــري، معلنـا انــه سيكشــف عن أدلة حسية ومعطيات في المؤتمر الصحافي الذي ينوي عقده يوم الاثنين في التاسع من أغسطس، تؤكد ان اسرائيل من خلال عملائها كانت تستغل الخصومة السياسية حتى في عام 1993 بين حزب الله والرئيس الحريري لايجاد قناعة لدى الرئيــس الحريري وبعــض أصدقائــه ومحيطــه بأن حزب الله يريد اغتياله.
في هذا الوقت تلقى رئيس الحكومة سعد الحريري ليلا اتصالا من وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخل موراتينوس بعدما اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك مرتين، وبوزير خارجيته احمد أبوالغيط والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس وزراء الأردن سمير الرفاعي، وذلك للمساهمة في احتواء الوضع المتوتر في الجنوب ووقف الاعتداءات الاسرائيلية.
وفي إسرائيل لوحظ نوع من الإرباك في الروايات الإسرائيلية حول حادثة العديسة، فالإذاعة الإسرائيلية اعتبرت ان جرأة الجيش اللبناني ضد الجيش الإسرائيلي ازدادت، وقالت رواية أخرى انه كمين مدبر ضد الجيش الإسرائيلي، فيما قالت وسائل إعلام أخرى ان ما جرى هو حادث عرضي وانتهى.
وذكرت تقارير من الجنوب ان القوات الإسرائيلية عادت واقتلعت الأشجار موضوع المشكلة أمس، بعدما أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي أن ازالة الاشجار تمت بناء على موافقة لبنان بعد تلبية شروطه بوساطة من قوات اليونيفيل.
قيادة الجيش تنعى شهيدين
بدورها قيادة الجيش، نعت العسكريين اللذين استشهدا في عملية التصدي للجيش الإسرائيلي في العديسة وهما الرقيب الشهيد روبير الياس العشي (1978) متأهل وله ولد وحيد، والرقيب الشهيد عبدالله محمد الطفيلي (1971) متأهل وله ولدان.
وقد جرى تشييع الأول في بلدته درب النسيم جنوب صيدا، والثاني في الزهراني جنوب صيدا أيضا.
أما الصحافي عساف بورحال، فهو من مواليد 1955 له ثلاثة أبناء أحدهم ضابط في الجيش، وقد عمل في صحيفة المستقبل ثم انتقل الى «الأخبار» وهو من بلدة الكفير في حاصبيا.
واقرأ ايضاً:
توقيف العميد فايز كرم بتهمة التجسس لصالح إسرائيل!
كيرتزر لـ «الأنباء»: تدهور الأوضاع يفجّر مواجهة أوسع من لبنان وإسرائيل
أخبار وأسرار لبنانية
الأسد استقبل جنبلاط: التأكيد على دور المقاومة في ردع إسرائيل
المطارنة الموارنة: التحرك العربي أظهر الاهتمام باستقرار البلد
استطلاع: اتهام «المحكمة» لحزب الله عودة للحرب اللبنانية