واشنطن ـ أحمد عبدالله
فيما تتجه الأمم المتحدة الى تشكيل لجنة قانونية للتحقيق في الاعتداء الاسرائيلي الأخير على الأراضي اللبنانية فإن الإدارة الاميركية تتجه الى تحميل لبنان مسؤولية الحادث الذي أثار قلقا شديدا في الدوائر الرسمية المعنية بالشرق الأوسط في واشنطن. فقد صرح مسؤول بالادارة الاميركية لمحطة «بي.سي.اس» التلفزيونية قائلا: ان المعلومات الاولى تفيد بأن التصعيد بدأ من الأراضي اللبنانية، ونشعر بقلق متزايد من تدهور المناخ الأمني على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية».
وقال المسؤول الذي وصفته المحطة بأنه «رفيع المستوى» دون ان تسميه قائلا: «نعتقد ان على جميع من يملكون تأثيرا على الأوضاع في تلك البقعة التحرك لاحتواء احتمالات حدوث تصعيد أكثر مما حدث بالفعل. اننا لا نعتقد ان من مصلحة احد في الوقت الحالي حدوث ما هو أسوأ. ونحن نأمل في وضع آلية جديدة لضبط الموقف تحول دون تكرار ما يؤدي في السياق الراهن الى حدوث ما يمكن ان يؤدي الى تفجر مواجهة مسلحة أوسع نطاقا».
من جهته قال سفير الولايات المتحدة الأسبق لمصر وإسرائيل دانييل كيرتزر في تصريح لـ «الأنباء» في معرض التعليق على تصريحات المسؤول ان هناك بالفعل مخاوف متزايدة مما أسماه «إفلات الوضع» على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وتابع كيرتزر «هذا الوضع يشهد تدهورا متصلا منذ بعض الوقت والحادثة الاخيرة لم تأت خارج السياق».
وقال كيرتزر «لا توجد حتى الآن صمامات أمان للحيلولة دون نشــوب حــرب ثالثــة بيــن لبنان وإسرائيل. ويتعين توجيه الجهود دون إبطاء نحو وضع مثل تلك الصمامات اما عن طريق الأمم المتحدة او عن طريق وساطة نشطة من الولايات المتحدة تضع قواعد جديدة لحفظ الأمن على الحدود، «مؤكدا ان نشوب حرب ثالثة يمكن ان يؤدي الى كارثة، المناخ العام في المنطقة الآن يتجه بالتدريج نحو التدهور وهو مناخ قابل للانفجار والتوسع الى ما هو أكثر من مواجهة بين إسرائيل ولبنان».
وألمح كيرتزر إلى دور قوى إقليمية مثل تركيا في لعب دور قناة الاتصال بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل قائلا: «حين يتصاعد التوتر الى هذا المستوى فإن الأمر يمكن ان يتدهور دون خطط مسبقة بل ودون ان يكون هناك قرار بالتصعيد من أي من الأطراف.
واضاف «إننا نعلم من التجربة ان مثل تلك المواقف تكتسب منطقا خاصا بها ويمكن لها ان تفرضه على اي منطق آخر ولو كان ذلك المنطق الآخر هو حسابات تؤكد ان تصعيد النزاع ليس مفيدا لمن يصعدونه. وحيث إننا لا نملك القدرة على الاتصال بحزب الله فإن علينا ان نبحث عن قنوات اخرى يمكن لها ان تلعب هذا الدور الديبلوماسي الذي تزيد الأحداث من أهميته بصورة يومية».