مازالت تداعيات توقيف القيادي في التيار الوطني الحر العميد فايز كرم مستمرة، ورغم الكلام القليل الذي صدر عن «التيار» ونواب تكتل التغيير والإصلاح حول الموضوع، فان رئيس التكتل الجنرال ميشال عون أعلن موقفه من اعتقال كرم في مؤتمر التيار للانتشار الذي عقد مساء امس الاول. عون وفي الكلمة التي ألقاها امام مناصريه المغتربين أكد الحدث بحد ذاته لا يفاجئ، ومن لا يتوقع أن يسقط معه أشخاص يكون غبيا وساذجا، وأيضا من يعش في دوامة القلق والتشكيك في كل الناس يكن أكثر غباء وسذاجة. وأضاف «لا نزال على الثقة بالنفس ذاتها، وعلى المواقف ذاتها، لا بل أقوى، وسنكمل مسيرتنا وأهدافنا ولن يردعنا شيء، ولن نسمح لأحد بأن يدخلنا في دوامة التشكيك، نتحمل هذه الأمور وكأنها جزء من الخسارة في المعركة التي نخوضها سياسيا اليوم، وكلنا معرضون لخسارة جزء من معركة». وتابع «ما حصل لن يؤثر على ثقتنا بآنفسنا أو ثقتنا بالآخرين، ولكن كما كنا متحفظين دائما سنبقى متحفظين كي لا نقع في السذاجة لا السابقة ولا اللاحقة، وإياكم والتشكيك ببعضكم البعض».
وفي سياق منفصل رأى عضو كتلة «لبنان الحر والموحد» النائب سليم كرم ان العمالة لاسرائيل كشفت لبنان وجعلت من امنه واستقراره هدفا سهلا للعبث بهما، معتبرا ان ضلوع القيادي في التيار الوطني الحر العميد فايز كرم في التعامل مع العدو الاسرائيلي، شكل صدمة كبيرة لزغرتا وطعنة لها ولتاريخ آل كرم النضالي في سبيل لبنان، ولكل المقاومين الذين قدموا اغلى ما عندهم لتحرير ارض لبنان من براثن من تعامل مع العدو على حساب الوطن، رادا اسباب وجود هذا الكم الكبير من العملاء في لبنان الى تهاون الدولة اللبنانية منذ البداية في موضوع العمالة وعدم ملاحقة العملاء جديا اثناء الحرب الاهلية وبعدها، مطالبا القضاء والحكومة بالاسراع في تنفيذ احكام اعدام ميدانية علنية بحق كل من تثبت عمالته لاسرائيل ليكون عبرة لغيره ولكل من تسول له نفسه التآمر على الوطن لصالح العدو وغيره من الدول.
ولفت النائب كرم في تصريح لـ «الأنباء» الى ان ضلوع العميد فايز كرم في التعامل مع اسرائيل جعل الشكوك مفتوحة على جميع الاحتمالات، واكد نظرية امين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله باحتمال وجود كبار العملاء داخل الطقم السياسي في لبنان، وذلك بدليل ان العميد كرم لو كان قد انتخب نائبا في العام 2008 لكانت العمالة اليوم في قلب المجلس النيابي، وربما داخل مجلس الوزراء، مشككا في ان يكون العميد كرم قد استطاع تسريب اي معلومات لاسرائيل عن المقاومة كون العلاقة بين هذه الاخيرة والتيار الوطني الحر محصورة في اطار ضيق غير قابل للانفلاش على المستويات الشخصية في العلاقات.