بيروت ـ عمر حبنجر ـ داود رمال
عشية المؤتمر الصحافي المنتظر للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله غدا، والذي سيعرض فيه بالادلة المادية، ضلوع اسرائيل بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما تقول اذاعة «النور» الناطقة بلسان الحزب، احتدم التجاذب حول الموقف من المحكمة، وحول الجواسيس، وكان اللافت الحملة المنسقة من اعضاء كتلة التغيير والاصلاح على نشر الاخبار عن تورط القيادي في التيار العميد المتقاعد فايز كرم قبل ثبوت ما هو منسوب اليه، بحيث بدا التشكيك بما نشر عن الرجل، مقدمة لموقف دفاعي يعتمده السيد نصر الله عن حليفه السياسي العماد ميشال عون، وربما تحدث عون نفسه اذا لم يصدر عن القضاء ما يثبت تورط الرجل.
ويبقى الجنوب في واجهة المواقف منذ الاصطدام بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال الاسرائيلية على محور العديسة.
وفي هذا الاطار زار الرئيس ميشال سليمان موقع الجيش في العديسة يرافقه قائد الجيش العماد جان قهوجي حيث التقيا ضباط وجنود الموقع الذين شاركوا في المواجهات، وعكست زيارة الرئيس دعم الدولة وتبنيها للجنود الذين طالبت اسرائيل بمحاسبتهم رسميا. كما التقى سليمان قادة اليونيفيل. وقد اطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حملة وطنية وعربية ودولية لتسليح الجيش اللبناني داعيا الدول الشقيقة والصديقة لمساعدة الجيش بمختلف انواع الاسلحة التي تمكنه من الدفاع عن لبنان، اذا كان همها قيام الدولة كذلك دعا اللبنانيين القادرين الذين يريدون الاستثمار في لبنان الى ان يستثمروا ايضا في الجيش اللبناني عبر تمكينه من امتلاك السلاح المناسب، لافتا ردا على حملة اسرائيل لدى الدول لمنع تسليح الجيش الى وجوب انطلاق حملة تبرع لبنانية لتسليح الجيش وتجهيزه بشكل لائق لتنفيذ مهمته الوطنية لان في ذلك فائدة للجميع.
ولفت رئيس الجمهورية الى ان الجيش اللبناني هو صمام الامان للوحدة الوطنية للوطن وان من يستطيع القيام بمهامه على الحدود في مواجهة العدو الاسرائيلي يستطيع القيام بمهامه في الداخل، ورأى ان التشكيك بولاء ضباط الجيش ووحداته وجنوده يهدف الى زرع الفتنة واستفراد الجيش كما كانت اسرائيل تحاول قبل العام 2006 الاستفراد بالمقاومة.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال زيارة تفقدية للجنوب امس شملت مقر قيادة اللواء الحادي عشر وحاجز العديسة الذي قصفه العدو الاسرائيلي واستشهد نتيجته عسكريان للجيش اللبناني ومراسل صحيفة «الاخبار» في الجنوب.
واطلع رئيس الجمهورية من العميد طليس والجنرال البرتو اسارتا قائد قوات اليونيفيل على تفاصيل ما حدث داعيا الى المزيد من التنسيق بين الجيش والقوات الدولية لتطبيق القرار 1701 الذي لاتزال اسرائيل تخرقه باستمرار والخرق الاخير كان عنوان الثلاثاء الفائت.
مع ضباط اللواء
ثم رأس الرئيس سليمان اجتماعا حضره ضباط اللواء حيث عزاهم بالشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان ونوه بعزم الجيش وجهوزيته للحفاظ على الحدود والدفاع عن الارض، مكررا تصميم الدولة على تسليح الجيش بأسلحة دفاعية متطورة.
وقال الرئيس سليمان: الاسرائيليون يستغربون كيف ان الجيش تصدى لهم، في المرة السابقة استغربوا والآن ايضا الجيش واجه التصدي وله تاريخ كبير بالتصدي لاسرائيل، من المالكية الى 12 آيار 1970 في العرقوب حيث قاتل قتالا بطوليا. وقدم الشهداء خلال عناقيد الغضب، وكنت انا قائد واستهدفوني في رأس العين في صور، واستشهد سائقي، فالجيش كان دائم الحضور بما اتيح له من انتشار وعتاد ولم يقصر يوما، في التحرير عام 2000 لو لم يكن الجيش داعما للمقاومة ما كان التحرير ليحصل وكذلك في عدوان تموز 2006 الذي نعيش في ايامه، ايضا ادى الجيش دورا بطوليا في عدة اماكن، وكان يسعى للاشتباك مع العدو وقدم خمسين شهيدا، ان تاريخ الجيش هو تاريخ مشرف بالتصدي لاسرائيل.واضاف: ضرب البنى التحتية لا يكسر وطنا واستشهاد عسكريين او مقاومين او مدنيين يؤدي الى جيل اشد التزاما بالوطنية، وهم باتوا يعرفون هذا الامر لذلك يلعبون على الفتنة الطائفية ويحاولون عبر التهديدات الوصول الى غايتهم، وأعلن الرئيس اللبناني أن الحكومة ستضع في جلستها المقبلة خطة لتسليح الجيش «بكل ما يلزم، وذلك بغض النظر عن مواقف بعض الدول من هذه المسألة». وأوضح سليمان ان «حملة تسليح الجيش ستبدأ ومجلس الوزراء سيتخذ قرارا حول إقرار خطة ثلاثية او خماسية». واعتبر ان هناك «حملة لعدم تسليح الجيش، ونحن نطلق حملة مضادة لتسليحه من خلال الدولة». وجاء في بيان وزعه المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية عقب انتهاء الزيارة ان سليمان «أطلق حملة وطنية وعربية ودولية لتسليح الجيش اللبناني داعيا الدول الشقيقة والصديقة لمساعدة الجيش بمختلف أنواع الأسلحة التي تمكنه من الدفاع عن لبنان اذا كان همها قيام الدولة».
وتزامنت جولة الرئيس سليمان الجنوبية مع زيارة مستشار المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي اكبر ولايتي للجنوب يرافقه السفير الايراني غضنفر ركن ابادي، حيث زار معلم مليتا الجمادي ومعتقل الخيام، والتقى هناك مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق وقال ان كل ما يسرب عن لجنة التحقيق الدولية من اتهامات لحزب الله يعوزها الدليل.
في هذه الاثناء، كان نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم يعتبر ان من يرفض معادلة الشعب والجيش والمقاومة خارجا عن القرار السياسي للدولة اللبنانية بعدما اكد البيان الوزاري عليها وبالتالي يكون ضد الدولة.
الاستراتيجية الدفاعية
واضاف قائلا في احتفال تربوي ان التصويب على المقاومة خدمة لاسرائيل، قصد ذلك او لم يقصد، ومن يبحث اليوم عن الاستراتيجية الدفاعية عليه ان يفهم جيدا اننا نعمل ضمن استراتيجية عملية موجودة وليس من فراغ استراتيجي او سياسي، حيث ان هناك استراتيجية دفاعية قررتها الحكومة بالمعادلة الثلاثية وقررها الجيش بالتلاحم مع المقاومة.
من جهته، رأى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في حديث اذاعي امس ان الجيش اللبناني اثبت في العديسة حضوره، وان في زيارة الرئيس سليمان الى الجنوب رسالة مفادها أن الدولة اللبنانية حريصة على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وأكد سعيد ان حزب الله في الداخل يسعى في موضوع المحكمة الى أن يفرض رأيه، معتبرا انهم يضعون الخيار بين السلم الأهلي والعدالة، وأن على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس الحكومة سعد الحريري خوض معركة إسقاط المحكمة الدولية وإذا فشلا فسيكونان المسؤولين عن حصول فتنة سنية ـ شيعية. ورأى سعيد ان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم والنائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون يعملون على بلبلة الوضع اللبناني لوضع خيار إما السلم الأهلي أو العدالة. متمنيا من جنبلاط ان يلتزم بالفريق الذي يريد إسقاط المحكمة الدولية لأنه سيتحول من موقع الى موقع آخر. وشدد سعيد على ان من يملك قرائن ومستندات في موضوع المحكمة ان يقدمها الى المحكمة الدولية وليس الى الرأي العام لبلبلته. بيد ان وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي اعتبر ان ما يقوم به رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، في هذه المرحلة بالذات هو ما يمليه الواجب الوطني لحماية لبنان.
وقال: ان التطور في الجنوب كاد يذهب بالبلد الى مواجهة كبرى لكن تصدي الجيش أعطى بعدا حقيقيا لمفهوم المقاومة ودور المؤسسة الوطنية، وأضاف: ان اي انقسام يفتح الباب أمام أميركا وإسرائيل للتلاعب بالوضع اللبناني.