بيروت ـ يوسف دياب - خلدون قواص
استأثر توقيف القيادي في التيار «الوطني الحر» العميد المتقاعد فايز كرم باهتمام الاجهزة القضائية والامنية، وقد تابع فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي التحقيق معه حول المعطيات المتوافرة عن ضلوعه في التعامل مع اسرائيل، وأكد مصدر امني ان فايز كرم «بات الآن حلقة اساسية في مسلسل العملاء» واشار الى ان هذا الموقوف وبحسب اعترافاته الاولية اضطلع بمهمات تشكل خطرا على امن الدولة ومؤسساتها، وقال: صحيح انه لم يثبت حتى الآن تنفيذه عمليات امنية لصالح العدو، الا ان المهمات التجسسية التي اوكلت اليه تعتبر متميزة، خصوصا لناحية تكليفه من قبل الموساد بجمع معلومات عن شخصيات سياسية وعسكرية وقيادات حزبية هي دائما تحت المجهر الاسرائيلي.
وتوقع المصدر ان يأخذ التحقيق الاولي مزيدا من الوقت مع كرم، لان المحققين يتجنبون اجهاده واستجوابه لوقت طويل مراعاة لوضعه الصحي، خصوصا انه سبق ان اجرى عملية قلب مفتوح قبل سنوات.
واشار المصدر الى ان بداية التواصل بين كرم والاسرائيليين تمت في بداية الثمانينيات خلال تسليمه منصبا عسكريا مهما في الجنوب في شرق بيروت.
وثمة اتصالات جرت عام 2009 سنة الانتخابات النيابية التي كان مرشحا للانتخابات فيها على لائحة النائب سليمان فرنجية، الذي رفض اخذه على لائحته رغم ضغوط حليفه العماد ميشال عون الذي كان فايز كرم من اقرب المقربين اليه.
وذكرت صحيفة «الشرق» البيروتية انه تم اعتقال ثلاثة موظفين غير مدنيين، من ذوي الرتب الرفيعة بشبهة التعامل مع العدو الاسرائيلي ما يوحي بأنهم عسكريون.
وكانت شائعات سرت عن ملاحقة شخصيات ونواب ووزراء بجرم التعامل، وردا على هذه التسريبات قال النائب مروان حمادة، ان جهات معروفة وراء هذه التسريبات، علما انه يرضي القتيل وليس يرضي القاتل. بدوره نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي، قال ردا على سؤال حول دور النائب مروان حمادة في ترتيب شهود الزور انني انفي هذه التسريبات جملة وتفصيلا.
وفي هذا السياق رأى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا نقولا، في حديثه لقناة «lbc» حول اعتقال العميد المتقاعد فايز كرم، ان هناك واجبا على وزيري الداخلية زياد بارود والعدل ابراهيم نجار الا يتركا الصحافة على عنانها لان لكل شيء حدودا وهناك كرامات للاشخاص، معتبرا ان هناك توجها وخطة لكي يتم المس بالتيار الوطني الحر وبكرامة التيار، واضاف: اذا استمرت هذه التسريبات عبر الصحف من المصادر الامنية غير المعلنة واذا استمر هذا الاسلوب في التعاطي ولم يكن هناك توضيح من قبل المعنيين في الدولة فإننا سنقول ان هناك شبهات حيال التحقيق مع العميد كرم.
وختم بالقول: هناك حملة مركزة لضرب «التيار الوطني الحر»، فليتنازل وزير الداخلية قليلا ويعلن حقيقة الامر، فالتيار الوطني اشرف من فرع المعلومات ومن كل الصحافة اذا ارادوا التجريح بنا.