بيروت ـ اتحاد درويش
أشاد نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي بالوقفة البطولية للجيش اللبناني في تصديه للعدوانية الاسرائيلية في منطقة العديسة، وحيا الشهداء العسكريين والمدنيين الذين سقطوا في مواجهة العدو الاسرائيلي دفاعا عن السيادة اللبنانية، وأشار الى ان القيادات الاسرائيلية السياسية والعسكرية والأمنية التي نشطت في الأسابيع الماضية بالتحريض ضد لبنان استخفت بالرد عليها على قاعدة ان الجيش لن يقوم بردة فعل وبمهمة الدفاع عن السيادة الوطنية وان دوره فقط دور المراقب شأنه شأن اي قوة من قوى النظام العربي الرسمي بشكل عام، وأكد ان الجيش اللبناني أثبت انه جيش مقاوم ويدافع عن السيادة الوطنية.
وأعرب الفرزلي في حديث لـ «الأنباء» عن اعتقاده ان الاسرائيليين تصرفوا انطلاقا من خلفية مسبقة في ثقافتهم ان الجيش اللبناني لن يتدخل ازاء اي عدوان وان وظيفته هي خلق توازن بينه وبين حزب الله، وبينه وبين سورية، لافتا الى ان اسرائيل لم تعد تراهن اليوم على اي تناقض بين اللبنانيين بعضهم ببعض على اساس الجيش والمقاومة والشعب تحت شعار النظريات التي تطرح من هنا وهناك، لأنه ثبت لإسرائيل بصورة قطعية وجذرية ان الجيش اللبناني لا يمكن ان يخرج من جلده.
وأكد الفرزلي ردا على سؤال ان للجيش اللبناني دورا قياديا في عملية حماية السيادة الوطنية وان عقيدته القتالية هي عقيدة تعتبر ان اسرائيل هي العدو الذي يحتل الأرض، ورأى ان المواجهة التي خاضها الجيش في العديسة أثبتت ان النظرية المثلثة الأضلاع اي الجيش والمقاومة والشعب هي نظرية تقع في موقعها الطبيعي وان المقاومة ايضا كجزء من الجيش اللبناني وفصيل من الجيش اللبناني في الصيغة القائمة على الأرض هي الإطار الحقيقي الذي يرد على كل التساؤلات التي كانت مطروحة، لافتا الى ان الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية او الحديث عن المقاومة كاحتياط استراتيجي او كرأسمال استراتيجي بيد الجيش قد ثبت في مواجهة العديسة.
واعتبر ان المعادلة التي طرحها السيد حسن نصرالله عندما قال ان اليد التي تمتد الى الجيش سنقطعها ذهبت الى موقع جديد وهي معادلة توازن الرعب، ان الاعتداء على الجيش ليس فصيلا منفردا عن الدفاع عن الأرض الذي هو جزء من هذا الفصيل المقاوم للبنان ككل.
وحول ما يعتبره البعض ان حزب الله بات مأزوما ومكبلا بالقرار الظني ولم يعد له من مجال للتحرك في ظل القرار 1701 وقوات «اليونيفيل» قال الفرزلي: الآن المقاومة انضبطت اعتبروها مأزومة ولو لم تنضبط لقالوا انها اخذت لبنان الى حرب وأكبر دليل على عدم مأزوميتها الموقف الذي اخذه السيد حسن نصرالله عندما قال ان اليد التي ستمتد الى الجيش اللبناني سنرد عليها، معتبرا ان هذا الكلام هو «عنزة ولو طارت» وان الموقف والثقافة العدائية للدفاع عن الكرامة والسيادة ليس جديدا في لبنان بل عمره اكثر من اربعين عاما منذ ان كانت فكرة المقاومة.
وفي مجال آخر وحول ما يتوقع ان يكشفه السيد نصرالله اليوم من معلومات تتصل بالوضع الأمني في البلاد وخاصة عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتأخر خمس سنوات في تقديم الدليل الحسي في هذا المجال توقف الفرزلي عند الكلام الأخير للسيد حسن نصرالله، معتبرا اياه محطة من المحطات التي حاول ان يوحي بها السيد حسن نصرالله عندما تحدث عن تقديم قرائن تدلل على ان الفرضية الاسرائيلية يجب ان تؤخذ من الباب الواسع ولفت الى ما قاله السيد نصرالله من ان الحزب انكب في الأشهر الأخيرة على تجميع ما لديه من معلومات وانه مجبر على ان يعلن سرية حدث نوعي تم للمقاومة، مشيرا الى ان سرية هذا الموقف لم يكن قادرا على اعلانه قبل ذلك نظرا للمعركة القائمة مع أبشع عدو.