بيروت ـ عمر حبنجر
تحول خطاب الرئيس ميشال سليمان في «العديسة»، الى مبادرة وطنية داعية لتسليح الجيش اللبناني بالاعتماد على النفس. وفي معلومات لـ «الأنباء» ان هذه المبادرة ستغطي المساحة السياسية والاعلامية في لبنان على امتداد هذا الاسبوع، الى جانب القضايا الاخرى الطافية على وجه الاحداث اللبنانية، وأبرزها المؤتمر الصحافي للسيد حسن نصرالله مساء اليوم الاثنين والذي سيعرض فيه بياناته حول تورط اسرائيل في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشبكات الجواسيس المحليين العاملين في خدمة اسرائيل، وموقف التيار الوطني الحر من توقيف احد قيادييه العميد المتقاعد فايز كرم بشبهة التعامل مع العدو.
من جهته، وزير الداخلية زياد بارود توقع ان تطرح في مجلس الوزراء مبادرة رئيس الجمهورية انطلاقا من الحرص على المؤسسة العسكرية ودورها وتقديرا لتضحياتها.
وقال بارود لصحيفة «النهار» البيروتية، لا شك في ان كلام الرئيس يأتي ليؤكد ضرورة اعطاء الجيش كل ما يلزمه من تجهيز وتسليح ومن تعزيز دوره الذي كان موضع إجماع. وانه لا يعقل ان يعاقب جيش بأي شكل من الاشكال لأنه قام بدوره في حماية الحدود وفي الدفاع عن الوطن. وقال ان مجلس الوزراء هو المكان الأنسب للبحث في الآليات التنفيذية لما صرح به رئيس الجمهورية، كما ان صيغة الحوار التي تبحث في الاستراتيجية الدفاعية هي على تماس مع ما حصل وما قام به الجيش.
وكان الرئيس ميشال سليمان قد أطلق خلال جولته الحدودية حملة تسليح الجيش، مؤكدا ان استفراد الجيش ليس واردا، ومقابل الحملة القائمة ضد تسليح الجيش اللبناني (في الكونغرس وغيره)، أطلقنا حملة، مضادة، لتسليح الجيش عبر الدولة.
النائب طلال أرسلان نوه بالمشروع الوطني العملاق الذي أطلقه الرئيس من أجل تعزيز الجيش اللبناني عتادا وعددا من موقع الكرامة والسيادة والحصانة الوطنية. وقال أرسلان في تصريح له أمس، ان الدولة اللبنانية لم تعد دولة متسولة، عند هذه القوى الدولية أو تلك، ففي وسع لبنان ان يحصل على السلاح من دول عدة في العالم، ورأى ان كلام الرئيس سليمان يؤسس لبناء دولة جديدة، ولابد من أن نسهم جميعا في بلورتها على قاعدة الدفاع الوطني المرتكز على درع الفولاذ ومثلث القوة (الجيش والشعب والمقاومة).
قضية الجواسيس
من جانبه رحب وزير العدل ابراهيم نجار بدعوة الرئيس ميشال سليمان من الجنوب، لتسليح الجيش. واستحضر الوزير نجار الذي يمثل القوات اللبنانية في الحكومة قولا للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد اثر انسحاب اسرائيل من قسم من الجنوب عام 2000 وفيه رأى وجوب ان يكون الى جانب الجيش اللبناني في الجنوب، الذي لا يستطيع دائما القيام بعمليات عسكرية رسمية، قوى مسلحة، وهذا المنطق يعني انت يا دولة لبنانية، اذا شئت التصدي لاي حركة اسرائيلية سيكون لذلك مدلول كبير اقوى كثيرا من قيام مجموعات مسلحة غير رسمية بهذه الاعمال.
وعن قضية الجواسيس الذين يملأون السجون اللبنانية اليوم، وعن قضية المحكمة الدولية قال نجار انا كوزير للعدل اعطي اهمية كبيرة للحقيقة، وما سيقوله السيد نصر الله اليوم ويصب في خانة الحقيقة انا ارحب به، والمفروض انه اذا كانت هناك دلائل جديدة فعلى كل المعنيين بالامر ان ينظروا فيها ويمحصوا بها.
وكشف نجار في ملف العملاء ان مجلس الوزراء تلقى تقريرا كان طلبه حول ملف العملاء، تضمن نحو 140 الى 150 حالة تجسس وضع القضاء يده عليها وتضم اسماء من كل الطوائف والمذاهب، ونتائج غير منتظرة وكأن لهذه الظاهرة التجسسية سنوات بل عشرات السنوات، وسترفع الملفات التي اجرينا الجردة بشأنها الى مجلس الامن لان خطورتها قد تفضي الى تشكيل ملف قوي ومتين يصلح لشكوى جدية امام مجلس الامن، وقد اكتمل الملف واحيل الى وزير الخارجية الذي سيرسله الى سفيرنا لدى الأمم المتحدة.
نجاد في بيروت
وفي طهران، لفت وزير الخارجية علي الشامي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني منوچهر متكي الى انه حتى الآن ورغم سقوط العديد من القتلى والجرحى جراء الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة لم تقدم القوات الدولية اي شكوى ضد القوات الاسرائيلية، مشددا على وجوب تحرك هذه القوات ضد اسرائيل.
من جهته، رحب متكي بتمتين العلاقات بين سورية والسعودية، مشيدا باستقبال اللبنانيين لبعض زعماء المنطقة كقطر والسعودية وسورية، متمنيا عليهم ان يستقبلوا في القريب مسؤولين من الجمهورية الاسلامية الايرانية، مذكرا بزيارة الرئيس احمدي نجاد الى بيروت في اقرب فرصة بعد شهر رمضان.
مواجهة العدو
من جانبه، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في تأبين الرقيب الشهيد عبدالله محمد الطفيلي الذي استشهد في المواجهة مع الاسرائيليين عند محور العديسة، ان المواجهات في العديسة كشفت ان كل الوطن يصبح جيشا في مواجهة العدو، وان المسؤولية الوطنية يتقاسمها الجميع جيشا وشعبا ومقاومة، مشيرا الى ان الجيش اللبناني يرفض التسليح الذي يصادر عقيدته الوطنية.
واضاف ان العدو تذرع بأسر جنديين في يوليو ليشن الحرب على لبنان، فما باله لا يتحرك بعد مقتل مقدم في الجيش الاسرائيلي وهو اخطر من اسر جنديين بالطبع، خالصا الى التأكيد على ان اسرائيل كانت تعيش قرار الحرب بخلاف الحاصل الآن.
ومن بخعون في الضنية وفي غداء تكريمي اقامه النائب السابق جهاد الصمد للسفير السوري علي عبدالكريم علي، بحضور الرئيس عمر كرامي ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد قدم السفير السوري مقاربة ايجابية للاوضاع اللبنانية، حيث اعتبر ان المقاومة التي صنعت للبنان ولسورية وللامة كلها مجدا وثقة تتعزز أكثر بالنفس، وتتعزز اكثر بالمستقبل، وتبشر أيضا بصيانة السيادة في سورية ولبنان والمنطقة كلها.