بيروت ـ عمر حبنجر
وصفت اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله المؤتمر الصحافي الذي عقده الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مساء امس، بأنه «الاهم في تاريخ اطلالاته الاعلامية، حيث وجه اتهاما مباشرا لاسرائيل بالتورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والقيادات اللبنانية الاخرى».
كما رد نصرالله على استباق البعض للمؤتمر الصحافي بالقول انهم حاولوا التشويش على ما سيقوله، عبر اثارة جملة اسئلة للتقليل من اهمية ما سيدلي به من معطيات ومعلومات من شأنها ان تفتح آفاقا جديدة للتحقيق في الجريمة.
وكان نصرالله كرر في مناسبات سابقة الدعوة الى الاخذ بالفرضية الاسرائيلية وراء الجريمة بعين الاعتبار، والتعامل معها بجدية، لان الاصرار على تجاهل هذه الفرضية برغم وجود الدافع والامكانيات لدى اسرائيل لتنفيذ الجريمة، هو الذي دفع السيد نصرالله الى الادلاء بما ادلى به امس، وفق اذاعة «النور» عينها، لكن معظم قوى 14 آذار، رأت ان هذا الاتهام، كان الاجدر ان يأتي قبل اليوم، بمعزل عن مدى جديته.
في هذا الوقت طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري من وزراء كتلته النيابية الدعوة في اول جلسة لمجلس الوزراء الى تنفيذ جميع الاحكام القضائية التي صدرت بحق العملاء والجواسيس.
وقال بري امس: ما دام وضع شبكات العملاء وصل الى هذا الحد الذي يهدد لبنان فلابد من الاقتصاص من جميع هؤلاء، الذين لا ينتمون الى اي طائفة، داعيا الاجهزة القضائية للقيام بالدور المطلوب منها في هذا الشأن.
ورحب بري لـ«النهار» بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى بلدة العديسة في الجنوب، وتفقده المواقع العسكرية واشاد بها، كما اشاد بقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يقوم بالواجبات المطلوبة منه.
كما علق على اعتراض نواب في الكونغرس على تسليح الجيش اللبناني بالقول: يبدو ان هؤلاء يريدون توجيه هذا السلاح الى الداخل وليس الى اسرائيل، ليتبادل اللبنانيون القتال بين بعضهم البعض.
حساب مصرفي لجمع التبرعات
وعلمت «الأنباء» في هذا السياق ان الترجمة العملية للحملة الوطنية التي اطلقها رئيس الجمهورية للتبرع للجيش اللبناني من اجل تجهيزه وتسليحه ستكون عبر الاعلان عن فتح حساب في مصرف لبنان خاص بأموال المتبرعين.
النائب وليد جنبلاط، قال من جهته ان رئيس الجمهورية محق في كلامه حول وجوب تسليح الجيش اللبناني من دون الخضوع لأي شروط سياسية، منتقدا اشتراط بعض الدول على الجيش عدم إطلاق النار على إسرائيل مقابل منحه بعض الأسلحة.
بدوره الوزير السابق كريم بقرادوني قال بعد لقائه العماد ميشال عون امس، انه لا يشعر بالمبادرة العربية التي انبثقت عن اللقاء العربي الثلاثي في بعبدا والتي من شأنها تطويق نتائج المحكمة الدولية، معتبرا ان ما حصل في بعبدا انتهى في بعبدا، ولا تكملة حقيقية له.
بقرادوني القريب من قوى 8 آذار رأى ان المحكمة الدولية تشكل المحطة الرئيسية للتطورات التي حصلت او التي ستحصل، مشيرا الى ان الخطر من هنا على المحكمة، التي يمكن ان تصبح أداة لتصفية الحسابات بحسب قوله.
سلاح الأصدقاء مضيعة للوقت
الوزير السابق البير منصور ميز بين تسليح الجيش عبر الدول الصديقة والقرار اللبناني الرسمي بتغطية هذا الجيش. وقال الكلام عن تسليح الجيش بواسطة الدول الصديقة تعودناه من زمان، فالدول التي تسمى صديقة، هي الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي يستحيل ان تسلح الجيش اللبناني بالكثير من معدات بسيطة تؤهله للقيام بدور داخلي محض، وبالتالي فإن كل محاولة من هذا القبيل مضيعة للوقت والجهد. وطالب منصور بصدور قرار من مجلس الوزراء يقضي بتسليح الجيش وتعزيز قدراته لأمرين أساسيين، مواجهة العدو الإسرائيلي بصواريخ ارض جو لمنع سيطرته الجوية على المعركة وبصواريخ مضادة للدروع لتمنع سيطرته على الأرض. وقال منصور وهو وزير سابق للدفاع ان هذا التسليح الدفاعي لا يتم بمساعدة الدول الغربية التي نعتبرها صديقة، بينما هي صديقة لإسرائيل، وختم منصور بالقول ان من يتراجع عن دعم الجيش هو الذي لا يريد قيام دولة في لبنان، وأضاف ردا على سؤال: سلاح المقاومة لا يمنع قيام الدولة بل عدم تسليح الجيش هو الذي يمنع، أما تسليحه بما يوازي سلاح الأمن الداخلي، فهذا لا يكون من اجل قيام الدولة، بل لقيام الحكم. وعلى هذا المنوال غزل مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق امس، بقوله ان المجتمع الدولي الذي عجز عن حماية شجرة على حدود العديسة لن يستطيع حماية لبنان.
واعتبر قاووق انه عندما اقتلعت الشجرة اقتلعت إسرائيل معها كل قناع دولي يضلل الرأي العام بالقول انه أتى لدعم لبنان ومؤازرة جيشه في بسط سلطة دولته، إنما وقف موقف المنحاز علانية لإسرائيل، يسوق لمشروعها العدواني ويغطي اقتلاعها للأشجار اللبنانية، لافتا الى ان لبنان مكشوف أمام المخابرات الإسرائيلية.
ورأى قاووق في احتفال في الناقورة ان رهان المجتمع الدولي على الولايات المتحدة محض سراب.