بيروت ـ عمر حبنجر
ينتظر ان تستقر الاجواء الحارة على طاولة مجلس الوزراء فور عودة رئيسه سعد الحريري من اجازته التي توجها امس الاول بلقاء الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي، بيد ان محور حركات هذا الوضع يبقى اطلالات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على موضوع المحكمة الدولية، واحتمالات صدور قرار الاتهام ناسبا لبعض عناصر الحزب التورط في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وابرز الاطلالات الاربع، كانت الاخيرة والتي تضمنت اتهاما مباشرا لاسرائيل بتنفيذ الاغتيال. هذا الاتهام تفاعل خارجيا ايضا بعد استحواذه على كل اهتمامات الداخل، فيما بقيت تداعيات المواجهة بين الجيش اللبناني والاسرائيليين في العديسة تحت الضوء، أكان لجهة الضغوط الاسرائيلية على الدول الغربية لحجب السلاح عن الجيش او لجهة حركة البحث عن البدائل التسليحية التي اطلقها الرئيس ميشال سليمان الذي طمأن عبر جريدة «الديار» ان ما يجري الآن يشبه اوجاع ما قبل الولادة.
سليمان اكد ثقته بقدرة لبنان على مواجهة الصعوبات الناجمة عن الخلاف حول المحكمة الدولية والقرار الاتهامي للقاضي بلمار، وقال ان ما يجري لن يؤدي الى تدهور الوضع لان لا مصلحة في ذلك الا لاسرائيل، وان الخطاب المتوتر لن يوصل الى الحدود المقبولة بل الحوار الهادئ.
وفيما وصف السفر السوري في لبنان علي عبدالكريم على معطيات السيد نصر الله حول تورط اسرائيل في الجريمة بالمهمة جدا حيث لن تستطيع المحكمة تجاهل هذه المعطيات، اعلنت المتحدثة باسم المحكمة فاطمة العيساوي ان المدعي العام يدعو كل من يملك دليلا متصلا بقضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الى عرضه عليه.
وقالت العيساوي ان «مكتب المدعي العام دعا على الدوام وهو لايزال يدعو كل من لديه دليل متصل بالهجوم على رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الى عرضه عليه».
وشددت العيساوي التي ذكرت انها تتحدث باسم المحكمة وليس باسم مكتب الادعاء العام، على ان دانيال بلمار اعلن اكثر من مرة انه سيلاحق كل الادلة الموثوقة.
الى ذلك نقل على لسان المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا حول معطيات الامين العام لحزب الله بشأن التحقيق الدولي واتهام اسرائيل، الذي قال ان لجنة التحقيق الدولي ملزمة من حيث المبدأ بأن تتابع المؤشرات والقرائن التي تقدم بها السيد نصر الله.
ميرزا قال في تصريح صحافي له، ان العمل جار على جمع معلومات حول العميل غسان جرجس الجد، الذي قال السيد نصر الله انه كان موجودا في ساحة الجريمة قبل يوم على وقوعها وتمكن من الفرار مع اكتشاف العملاء في العام 2009 ولفت ميرزا الى ان الامر يحتاج الى بعض الوقت
وكانت كتلة المستقبل طالبت بوضع كل المعطيات التي قدمها الأمين العام لحزب الله في يد المدعي العام الدولي وفقا للاختصاص، كما دعت الى استنفاد كل الاحتمالات في التحقيق، وصولا الى جلاء الحقيقة.
الوزير ميشال فرعون رأى كلام السيد نصرالله بمنزلة اخبار للمحكمة الدولية وتستطيع ان تضمه الى ملف التحقيق.
الوزير بطرس حرب قال من جهته أيضا ان ما تقدم به السيد نصرالله يعتبر اخبارا ويجب ان يوضع بتصرف المحكمة الدولية.
والنائب روبير غانم دعا الى انتظار القرار الاتهامي، مستبعدا ان تخالف المحكمة المسار الذي أنشأته بنفسها.
بدوره نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال ان الحكومة تتحمل مسؤولية تلقف المعطيات الاتهامية ضد اسرائيل والتي عرضها الأمين العام لتحويلها الى اجراءات عملية، وفق الجهات المختصة من أجل المتابعة لاكتشاف الحقيقة.
وتساءل الشيخ نعيم قاسم ان كانت المحكمة ستستدعي الموساد الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية لأنه لا شيء يحصل من عمليات الاغتيال الا بقرار من الحكومة الاسرائيلية.
الرئيس ميشال سليمان التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، رئيس المجلس علق قبل اللقاء على قرار الكونغرس الأميركي بتجميد المساعدات للجيش بالقول: هل يشترط الأميركيون علينا عدم توجيه النار والرصاص ضد العدو الذي يردينا يوميا؟ وهل المطلوب ان نتفرج على جنوده وهم يعتدون على أهلنا؟
وأضاف الرئيس بري في تصريح صحافي له: هذه الشروط ممنوعة في قاموسنا، ولماذا لا تضعها واشنطن على اسرائيل التي تحصل على افضل وأحدث انواع الأسلحة؟! خالصا الى تأييد دعوة رئيس الجمهورية لتوفير السلاح للجيش، وقال: أنا على استعداد لتوفير السلاح له ولو من تحت الأرض.