بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب يوسف خليل ان كلام وزير الدفاع الياس المر عن عزمه توقيف كل كاتب يتعرض للمؤسسة العسكرية، ليس تعديا على حرية الصحافة والاعلام، انما عملية ضبط ايقاع ما يرمى من منشورات عبر بعض الوسائل الاعلامية والتي تساهم الى حد كبير في اعاقة التحقيقات وتضليلها وفي الاساءة الى مستقبل الموقوف وكرامته ومركزه فيما لو لم تثبت عليه تهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي، معتبرا ان استدعاء أحد الصحافيين للتحقيق معه في وزارة الدفاع حول ما أثاره من معلومات مغلوطة، لا يضير العمل الصحافي في لبنان ولا يمس بالوجه الحضاري للمهنة، وذلك لاعتباره انه على الصحافة والوسائل الاعلامية ان تلتزم بمسؤوليتها وبتوخي الدقة في نقل المعلومات، خصوصا في موضوع العمالة والتجسس نسبة لما تسببه تلك المعلومات الخاطئة من فوضى وبلبلة ولما تثيره من حساسيات بين الفرقاء اللبنانيين.
وأسف النائب خليل في تصريح لـ «الأنباء» لانحراف العديد من الوسائل الاعلامية عن اصول مهنة الصحافة وأهدافها، وتعمدها صياغة مقالات وهمية واختلاق روايات ومعلومات تتنافى شكلا ومضمونا مع قانون المهنة، لاسيما مع المستوى الاخلاقي منها، وهي مقالات لا تتناسب ودقة المرحلة الحالية، انما تصاغ بالشكل الذي يتناسب وتوجهات الفريق السياسي التابعة له أو المتعاطفة معه، معتبرا ان ما سبق دفع بوزير الدفاع الى اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لردع المعنيين بفبركة المعلومات عن التمادي في انتهاك المؤسسة العسكرية وفي تضليل التحقيقات الجارية في ملفات العمالة لإسرائيل وغيرها من الدول ان وجدت، مستشهدا بالكم الكبير من المعلومات المغلوطة التي تم نشرها اثر توقيف العميد المتقاعد فايز كرم وزجت زورا وبشكل معيب بالعديد من أسماء الضباط وحتى من المدنيين في ملفات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
على صعيد آخر، نفى النائب خليل ان يكون العماد عون قد حاول تبرير التعامل مع العدو الاسرائيلي كما يسعى البعض الى سوقه عنوة بشكل مناف للحقيقة والواقع، وذلك انطلاقا مما تقتضيه مصلحتهم في تحريف الكلام والمواقف، معتبرا ان العماد عون أراد تسليط الضوء بشكل منطقي على الضعف البشري الذي يتأثر سلبا بما تفرضه الانظمة القمعية والتوتاليتارية من ضغوطات نفسية ومن ملاحقات بوليسية ـ مخابراتية ومن تعديات جسدية ومعنوية تؤدي في كثير من الاحيان الى اللجوء للعدو هربا من الظلم، مؤكدا ان استفاضة العماد عون في شرح العوامل النفسية القاهرة التي تدفع أحيانا بالضعف البشري الى اللجوء للخطأ، لا تعني اطلاقا تغطية العمالة أو الدفاع عن المتعاملين، انما تعني لفت أنظار الاجهزة الامنية والقيمين عليها الى ضرورة عدم خلق حالة من العداء مع المواطنين، مذكرا بكلام العماد عون حول رفعه الغطاء عن العميد فايز كرم فيما لو ثبتت عليه تهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي.
وردا على سؤال حول كلام العماد عون الذي وصف فيه الاجهزة الامنية بـ «الخيالات» لفت النائب خليل الى ان العماد عون ينتقد الاجهزة الامنية لأجل إصلاحها، وذلك حرصا منه على دورها الحقيقي في حماية المواطنين والسلم الاهلي، مشيرا الى ان العماد عون لديه عتب كبير على الاجهزة الامنية اللبنانية نسبة لما تمارسه في بعض الاحيان من خرق للقوانين المرعية الاجراء واتخاذ المبادرات الشخصية والخاصة، اضافة الى إلحاقها الظلم ببعض الابرياء الموقوفين رهن التحقيق، خاصة ان العماد عون كان قائدا للجيش ويدرك عن كثب كل التفاصيل التي تحيط بالاحداث الأمنية وبالتحقيقات وما يرافقها وما يعتريها من شواذات قانونية تمس بكرامة الموقوفين الابرياء.
وانتقد النائب خليل وصف البعض للتيار الوطني الحر بالبيئة الحاضنة للعمالة على اثر توقيف العميد فايز كرم بتهمة التعامل مع اسرائيل، معتبرا ان هذا الكلام ليس سوى للاصطياد بالماء العكر ومحاولة لتحميل العماد عون ما لا يمت الى حمله الوطني والاخلاقي بصلة، لافتا الى ان من وقف أمام العالم مطالبا بتحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي وبانسحاب كل الجيوش دون استثناء من الاراضي اللبنانية، لا يمكن لدوره أو لموقعه السياسي ان يكون بيئة حاضنة للعمالة، مؤكدا من جهة اخرى انه اذا ثبتت على العميد كرم تهمة التعامل مع اسرائيل، فهي ستكون الدليل على ان العدو الاسرائيلي حاول خرق التيار الوطني الحر للحصول على معلومات عنه وعن غيره من الاحزاب المتحالفة معه، مما يؤكد أن التيار الوطني عدو لإسرائيل وليس بيئة حاضنة للمتعاملين معها.
وختم النائب خليل نافيا وجود فتور أو برودة في العلاقة بين التيار «الوطني الحر» و«حزب الله» على اثر توقيف العميد فايز كرم، مؤكدا ان العلاقة التي تربط الفريقين المذكورين هي علاقة مبدئية قائمة على الاحترام المتبادل وعلى رؤية استراتيجية واحدة حول سياسة الدولة ومستقبل لبنان، وانه لا يمكن لظهور عميل محتمل هنا أو هناك ان يكون سببا في فرملة التحالف وفرط عقد التفاهم بينهما.