بيروت ـ عمر حبنجر
تلقفت النيابة العامة الدولية المعطيات التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي الأخير، وبادر المدعي العام بلمار الى طلب تزويده بهذه المعطيات والافلام ليبقى السؤال الكبير: هل سيتجاوب حزب الله مع الطلب وهو الذي سبق ان أعلن عدم ثقته بالمحكمة والمؤسسات التابعة لها؟
لا اشارات دالة على موقف الحزب حتى اللحظة، وقد حاولت «الأنباء» جس نبض المعنيين في بيروت بلا طائل، لكن كان لافتا اجراء اذاعة «النور» الناطقة بلسان الحزب حديثا مع اللواء علي الحاج، احد الضباط الأربعة الذين أفرج عنهم، دعا فيه الى مقاطعة المحكمة الدولية واصفا اياها بمحكمة شهود الزور العاملة لصالح اسرائيل.
وعلى خط مواز أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اختفاء «الشاهد الملك» في قضية اغتيال الرئيس الحريري، السوري محمد زهير الصديق، وقال كوشنير، على هامش مؤتمر صحافي، ان الصديق كان في منزله خاضعا للإقامة الجبرية ثم اختفى وان هذا كل ما يعرفه ويأسف له.
ولكن هذه المستجدات لم تكن الأبرز على الساحة الداخلية الا ان وزير الدفاع الياس المر فجر أمس تصريحات هجومية للغرب والدول التي تضع شروطا على تسليح الجيش اللبناني. وقال المر ان لبنان سيرفض أي مساعدات عسكرية قد تتقدم بها الولايات المتحدة إذا كانت مشروطة بعدم استخدام الأسلحة ضد اسرائيل.
وتابع: «أولئك الذين يرغبون في مساعدة الجيش اللبناني شريطة ألا يقوم هذا الجيش بالدفاع عن أرضه وشعبه وحدوده، أجدر بهم ان يحتفظوا بأموالهم».
واضاف في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الدفاع في اليرزة قرب بيروت: «نحن نرحب بكل من يريد مساعدة الجيش اللبناني دون شروط. ولكن على الذين يريدون مساعدة الجيش شريطة ان يتخلى الأخير عن واجبه في الدفاع عن أرضه وشعبه وحدوده من اسرائيل ان يحتفظوا بنقودهم – أو يمنحوها لاسرائيل عوضا عن ذلك».
وقال: «سنواجه اسرائيل بالامكانات المتوافرة لدينا حاليا». من جهة أخرى كان الوزير المر أمس الأول أمام حملة من صحيفة الأخبار التي طالبته بالاعتذار عما صرح به ضد الصحيفة وأحد العاملين فيها، الذي استدعي للتحقيق على خلفية خبر ألمح فيه الى ان وزير الدفاع ساهم في فرار العميد المتقاعد غسان الجد عندما طلب من قائد الجيش التمهل لبعض الوقت، قبل توقيفه، فإذا به يسافر في اليوم التالي الى خارج لبنان.
والجد متورط في التعامل مع اسرائيل حسب السيد نصرالله، وكان في مسرح جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل يوم من حصولها.
وكان قد تم استدعاء مسؤول عن محطة تلفزيونية أوردت «معلومات خاطئة» عن توقيف ضباط في الجيش.
وقال المر في مؤتمر صحافي عقده مساء على عجل، انه تقدم بشكوى أمام النائب العام التمييزي لمعرفة من يقف وراء المقال الذي نشر في الاخبار نافيا علمه بالعميل غسان الجد الذي طرد من وظيفته كنائب لرئيس الأركان في الجيش منذ 1991 لأنه كان فاشلا.
واردف المر قائلا: أنا لم أتاجر بدمي، وأنا في 12 يوليو 2010 كنت في المستشفى لاستئصال شظايا زجاج مازال في بطني (جراء التفجير الذي تعرض له عام 2005).
واضاف: لا يجوز ان يصبح القتيل قاتلا، فالصورة التي أراها في بعض الأقلام توحي وكأن الرئيس سعد الحريري صار قاتل أبيه كي يرثه، وأنا ابني فجرني لأنني منعته من السهر، والوزير بيار الجميل انتحر لأنه زعل من اخته أو أمه، والشهيد جبران تويني تدهورت سيارته على الطريق.
واستطرد قائلا: ما هذا الكلام؟
هل أصبحت أرواح الناس قلما وحبرا للتسلية.. دعوا كل المعلومات تتوظف ضد العدو الاسرائيلي وعملائه في الداخل. ودعوا الشهداء يرتاحون حيث هم، ودعوا من مثلنا الذين ماتوا وعاشوا أي نعيش فيما تبقى لنا من العمر مرتاحين.
وهدد المر بأن أي قلم يتعرض لضابط في الجيش بحرف أو باسم، بمعلومات غير صحيحة، سيتم توقيفه والتحقيق معه ومعرفة من يقف وراءه.