بيروت ـ عمر حبنجر
اعتماد رئيس الحكومة سعد الحريري بلاغة الصمت حيال المسائل الخلافية المطروحة ابتعادا عن كل ما من شأنه هز اساسات التهدئة المحلية المحمية عربيا، كان موضع قراءة واهتمام في بيروت امس باستثناء بعض المعارضة التي يعبر عنها الوزير السابق وئام وهاب والذي قال انه لم يكن ينتظر ما سيقوله رئيس الحكومة.
الحريري اعلن مجددا تمسكه بمعرفة الحقيقة في اغتيال والده والاغتيالات الاخرى اللاحقة مع الحرص على حماية الاستقرار الوطني.
وقال في الافطار الذي اقامه تكريما لجيران قريطم: كثيرون يتوقعون ان يصدر عني كلام سياسي كبير، لكن انا اختار متى اتكلم وليس لاحد ان يحدد لي التوقيت، وكل شيء في اوانه.
واضاف: ان سعد الحريري وكل اللبنانيين يريدون الحقيقة ولا شيء اكثر من ذلك ونريد الاستقرار وان نعرف من اغتال والدي وسائر الشهداء، نريد الحقيقة والاستقرار، لأن الفوضى وعدم الاستقرار امر من صناعة اليد، وليس من فعل المجهول، ونحن كمسؤولين في هذا البلد باستطاعتنا ان نتصدى لاشنع المهمات اي كانت، اسرائيلية او غيرها، فاذا تصرفنا بحكمة فيما بيننا وبروية وبهدوء نستطيع ان نسمع بعضنا بعضا اما بالصراخ فلا يستطيع احدنا ان يسمع الآخر.
الوزير متري: كلام دقيق
وتعليقا، قال وزير الاعلام طارق متري ان الرئيس الحريري حريص على الدقة في مواقفه، وتحدث متري عن اختلاق الاخبار في وسائل الاعلام وقال انها مشكلة اخلاقية كبرى.
وقال وزير الاعلام انه لم يفاجأ بموقف الحريري الهادئ والذي غاير توقعات البعض، واضاف: ليس على احد ان يضع كلامه في فم سواه ولا يستبق كلام سواه، فبالاحرى رئيس الحكومة، لكن الجميع يعرف حرص الرئيس الحريري على الاستقرار والحفاظ على الخير المشترك للبنانيين، وهو ليس بحاجة عندما يتكلم بحفل افطار او بغير حفل افطار اظهار هذا الحرص.
وفي موضوع المحكمة الدولية، قال متري ان ما قاله رئيس الحكومة في هذا السياق واضح، وردا على سؤال حول ما يعنيه الحريري ان الفوضى امر من صناعة اليد، قال انه يقصد ان الفتنة او الاستقرار ليست قوة عمياء تقع علينا من عل او من مكان مجهول، انما هي ما نفعله نحن اللبنانيين، فاذا قرر كل اللبنانيين الا تكون هناك فتنة فلن تكون فتنة، واذا كل اللبنانيين اتفقوا على الاستقرار يحفظ الاستقرار، فالحروب والفتن لا تحصل رغم ارادة من تقع بينهم.
سقف التهدئة العربي
وذكرت اوساط 14 آذارلـ «الأنباء» ان رئيس الحكومة اللبنانية تفادى التطرق الى موضوع المحكمة الدولية التزاما منه بسقف التهدئة العربي، وبالتالي تجنبا للتصعيد، وحتى اذا ما اهتز الاستقرار يكون الطرف الآخر هو البادئ والمسؤول.
بدوره نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان قال ان لبنان كدولة ووطن ملتزم بالمحكمة الدولية، وحسنا فعل المدعي العام بلمار في طلب المعطيات من الامين العام لحزب الله لأن اي معطيات يجب ان تؤخذ بالاعتبار. واضاف عدوان: من غير المنطقي استبعاد فرضية تورط اسرائيل في الاغتيال.
ملاحقة شهود الزور
في هذا الوقت، واصل حزب الله وحلفاؤه التركيز على المطالبة بملاحقة شهود الزور قبل صدور قرار الاتهام، لأن هذه القضية غير قابلة للفلسفة او الضبضبة، كما قال الوزير حسين الحاج حسن الذي اتهم هؤلاء الشهود بتضليل التحقيق لسنوات عدة وبنتيجة شهاداتهم اخذ البلد الى حافة الفتنة، وتسممت العلاقات اللبنانية ـ السورية، وترتبت نتائج على هذه الشهادات، ثم تأتينا المحكمة الدولية تقول ان محاكمتهم ليس من اختصاصها.
بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ان الطريق الى الحقيقة تمر بمحاكمة شهود الزور ومعرفة من فبركهم. واكد رعد ان الامين العام لم يعرض ادلة دامغة، كما يقول المتفلسفون من اطفال السياسة الآن، بل ان ما قدمته المقاومة من معطيات وقرائن يكفي بنظره لكي يدرس مسار الاتهام لاسرائيل بجريمة اغتيال الرئيس الحريري بشكل جدي.