- جعجع: قدمت مداخلة دفاعية مرحلية لحين التوصل لحل لسلاح حزب الله.. ورعد يرد: لم تكن إيجابية ولا مشجعة
بيروت ـ عمر حبنجر
مظلة التهدئة التي شملت بنعمتها الجلسة التشريعية لمجلس النواب الثلاثاء وجلسة مجلس الوزراء الأربعاء، غمرت بلطفها اجتماع هيئة الحوار الوطني الحادي عشر في بيت الدين امس الخميس، الذي بدا بمثابة انعكاس واضح لجلسة مجلس الوزراء، حيث خفّت حدة الموقف المتشبث لوزيري حزب الله في موضوع شهود الزور المتمثل في إصرارهما على تشكيل لجنة وزارية ـ قضائية للنظر بأمرهم، على وقع «الكلمات الطيبة» لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وتمت الموافقة على تكليف وزير العدل إبراهيم نجار (ممثل القوات اللبنانية في الحكومة) على معالجة الوضع، كما عولج ملف «القرائن» التي أعلنها السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله حول تورط إسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بحيث جرى تسليمه للنيابة العامة التمييزية، ومنها الى المدعي العام الدولي، برغم التحفظ على المحكمة.
الإستراتيجية الدفاعية أخذت حيزا من النقاش في الاجتماع الحواري امس، وطار الإفطار الذي كان الرئيس ميشال سليمان ينوي إقامته على شرف المتحاورين في قصر بيت الدين، باعتبار ان هؤلاء سيكونون مدعوين الى الإفطار الموسع الذي سيقيمه الرئيس ميشال سليمان في 26 أغسطس في قصر بعبدا.
وقد عقد الحوار في قاعة الشيخ حليم تقي الدين في بيت الدين، برئاسة الرئيس سليمان وحضور اعضاء الهيئة الذين غاب عنهم العماد ميشال عون لأسباب لم تعرف، ووزير الدفاع الياس المر لدواع صحية. وقد استهل الرئيس سليمان الجلسة بكلمة استعراضية للأحداث التي حصلت منذ الجلسة السابقة مركزا على القمة الثلاثية في بعبدا، وعلى المواجهة مع الإسرائيليين في العديسة فضلا عن تطور عملية السلام في المنطقة، مشددا على وجوب تجهيز وتسليح الجيش اللبناني لأنه أساس الاستراتيجية الدفاعية المطلوبة، موضحا ان تسليح الجيش شأن الدولة، أما التبرعات فمن قبيل المساندة.
بري: و«بيت قلة الدين»
وكان الرئيس سليمان استبق اجتماع الهيئة بعقد خلوة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال لدى دخوله قاعة الاجتماع هذا بيت قلة الدين وليس «بيت الدين»، بسبب الحر الشديد.
الرئيس سعد الحريري، لفت الى ان أجواء التهدئة التي شهدها مجلس الوزراء ستنسحب على طاولة الحوار بالتأكيد.
اما النائب وليد جنبلاط فقد جال في أرجاء قصر بيت الدين، واصفا عقد جلسة الحوار الوطني فيه بالجيدة جدا والممتازة، رغم حرارة الطقس.
بدوره لفت رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد انتهاء جلسة الحوار الوطني، الى انه قدم مداخلة دفاعية موضوعية ومرحلية على اثر حادثة العديسة وذلك حتى التوصل الى حل لسلاح «حزب الله».
واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ان مداخلة جعجع «لم تكن ايجابية ولا مشجعة». وبعد انتهاء الجلسة أكد المجتمعون أهمية الوفاق الوطني وترسيخ الاستقرار السياسي والأمني والالتزام بقرارات الحوار السابقة، لاسيما ما يتعلق منها بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والاستمرار في نهج التهدئة الإعلامية والسياسية. وشدد المجتمعون على المضي بالحملة الوطنية لتأكيد حق العودة ورفض التوطين. وحدد يوم الثلاثاء 19 اكتوبر المقبل موعدا للجلسة المقبلة.
ولدى خروج الرئيس المجتمعين من الجلسة سئل الرئيس نبيه بري عن رأيه بالجلسة فأجاب: «إيجابية بنسبة 70%»، ومن ثم سئل الحريري فرد «قدي قدو» ما يعني موافقته على كلام بري الإيجابي.
الى ذلك، عجزت مظلة التهدئة العاكسة للاهتمام العربي بلبنان عن كسر حدة الحر، الذي قفزت درجاته الى حدود الأربعين في لبنان أمس، وستستمر هكذا اليوم الجمعة وربما غدا السبت مع الأمل في التراجع اعتبارا من مطلع الاسبوع المقبل.
الانعكاس السلبي الأساسي لموجة الحر، كان كهربائيا، حيث توسعت عمليات قطع الطرق بإطارات المطاط المشتعلة، لتشمل بعد طريق المطار، شوارع البسطة التحتا والخندق العميق د.بشارة الخوري في بيروت، حيث غالبية السكان من انصار أمل وحزب الله، وامتدت جنوبا الى حي البوابة الفوقا في صيدا والبداوي في الشمال.
وحصلت مواجهة بين قوى الأمن الداخلي والشبان المحتجين في الخندق العميق في بيروت، وكذلك في شارع بشارة الخوري عندما حاولت هذه القوى فتح الطرق دون طائل، ما اضطرها الى اطلاق النار في الهواء، وقد رد المحتجون بتحطيم زجاج إحدى سيارات الشرطة، الأمر الذي استدعى تدخل الجيش وأعيد فتح الطريق عند العاشرة والنصف ليلا.
سليمان: الكهرباء أزمة موروثة
وكانت أزمة الكهرباء حضرت في اجتماع مجلس الوزراء في بيت الدين وكان هناك اجماع على عدم تحميل وزير الطاقة جبران باسيل مسؤوليتها لأن هذا الموضوع ممتد منذ ثلاثين سنة.
وقال الرئيس ميشال سليمان ان هذا الموضوع موروث، موضحا ان هناك طلبا على 2400 ميغاوات بينما لا يزيد الانتاج على 1400 ميغاوات، ناهيك عن الأعطال التي تطرأ على الشبكة. الوزير بطرس حرب استغرب كيف ان بعض الوزراء يتكلمون عن سرعتين متفاوتتين في العمل، سرعتهم وسرعة الحكومة طالبا تفسير ذلك.
وزير الطاقة والكهرباء جبران باسيل المقصود بهذا الكلام تجنب الرد المباشر على زميله اللدود بطرس حرب، لكنه أشار الى وجود بطء في العمل الحكومي، مستشهدا بأن طلبه للحصول على ستة مليارات ليرة لإعداد دراسات تنفيذية لخطة تطوير قطاع الكهرباء بقي معلقا لمدة الشهر.