بيروت ـ عمر حبنجر ووكالات
بات التبدل المناخي والارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة هما أول لدى اللبنانيين، تضاعفت سلبياته مع تقطع الامدادات الكهربائية.
وقد لامست الحرارة امس الأربعين درجة مئوية على الساحل والمرتفعات فيما تخطت هذا الرقم في البقاع بدرجتين، وستستمر الكتل الهوائية الخليجية المصدر في نفث رياحها الساخنة في الأجواء اللبنانية اليوم وغدا لتبدأ بالانحسار يوم الاثنين لتعود الى قاعدتها المعتدلة اعتبارا من يوم الأربعاء.
الهموم الأخرى معروفة، المحكمة الدولية وقرار الاتهام باغتيال الرئيس رفيق الحريري وصحبه، القرائن والمعطيات التي عرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كمؤشرات على تورط اسرائيل في الجريمة و«شهود الزور» الذين يسعى حزب الله الى محاكمتهم في اطار حملته التشكيكية بقرار الاتهام المرتقب صدوره.
أما ما تبقى من الاستراتيجية الدفاعية وتسليح الجيش، فهي الآن أقل عرضة لشمس اغسطس اللاهبة، بعد تأجيل الحوار شهرين الى الأمام، والتحضير لتسليح الجيش وتمويل عملية تسليمه على نار هادئة.
الرئيس سعد الحريري اعتبر في ايداع قرائن ومعطيات نصرالله النيابة العامة الدولية خطوة في الاتجاه الصحيح.
وأضاف في افطار رمضاني بحضور سفراء المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، ومصر أحمد البديوي والأردن زياد المجالي ونواب بيروت ان قضية الشهيد رفيق الحريري ستبقى حية في ضمير بيروت وضمير كل لبنان، وكرر القول ان كل الأمور يمكن ان تحل بالكلمة الطيبة والهدوء والروّية، وقال ان الحوار الذي جرى في بيت الدين امس الأول كان ناجحا.
وتطرق الحريري الى التحديات التي تواجه البلد وأعطى مثالا ما حصل في الجنوب «العديسة» حيث كاد يشكل حربا مع اسرائيل بسبب الغطرسة الإسرائيلية والاعتداء على السيادة اللبنانية.
هذه السجالات اليومية خرقها أمس البطريرك صفير خلال زيارة له امس الى بعلبك حيث شدد على التعاون مع الشيعة وغير الشيعة ليعود لبنان الى سابق عزه وكرامته.
وكان النائبان مروان فارس واميل رحمة والرئيس حسين الحسيني في استقبال صفير الذي فقال: «زيارتنا لكم زيارة عزيزة علينا، ولقد تأتى لنا أن نرى ما أحرزتم من نجاح في أبرشيتكم، وإذ بالمؤمنين وإن تغير بعضهم إلا أنهم باقون على تمسكهم بإيمانهم».
وشكر صفير أهالي بلدة شليفا على «العاطفة الطيبة»، وسأل الله أن «يديم نعمه».
وخلال الاستقبال كانت هناك كلمة لرحمة، أكد فيها ان «بكركي مجد لبنان كانت وستبقى السقف الحاضن لجميع أبنائها»، مستذكرا «ما قاله الإمام موسى الصدر حين قال: كل رصاصة تطلق على دير الأحمر والقاع كأنها تطلق على صدري وعلى عمامتي، هذا ما نريد - أي المحبة - في المسيحية والرحمة عند الإسلام».
وبالعودة الى ملف المحكمة الدولية استبعد الوزير حسين الحاج حسن (حزب الله) الوصول الى الحقيقة ما لم يبدأ التحقيق مع شهود الزور، وما لم يتم فحص الأدلة والقرائن التي قدمها السيد حسن نصرالله، وخصوصا علاقة بعض العملاء بهذه الجريمة، لكن الحاج حسن أكد أن حزبه كما تيار المستقبل يريد معرفة الحقيقة ويريد طلب العدالة.
تشكيك في النوايا
الى ذلك، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب كامل الرفاعي ان احالة موضوع شهود الزور الى وزير العدل ابراهيم نجار يشكل مخالفة دستورية الا انه فضّل التريث قليلا بانتظار رؤية ما سيقدمه الوزير نجار.
النائب الرفاعي أبدى شكوكه في المطالعة التي قدمها د.سمير جعجع، والرامية الى وضع أسلحة المقاومة وعملياتها بتصرف الجيش في الجنوب، وقال ان جعجع يخفي شيئا ما وانه يريد مراقبة المقاومة، واما اقتراحه بإرسال الجيش باللباس المدني فيخفي التمويه على الأهالي وليس على الإسرائيليين.
مخيبر: تكليف نجار إيجابي
قال النائب غسان مخيبر إن من الخطأ اعطاء صورة عن ان الحوار مضيعة للوقت، واذ شدد على ضرورة الحوار، اعتبر ان المطلوب هو الاسراع في وتيرة الاجتماعات والتركيز على ما يساعد للوصول الى نتيجة.
مخيبر، وهو محام، رأى في تكليف وزير العدل ابراهيم نجار بمتابعة قضية شهود الزور ايجابية كبيرة بعكس حلفائه في المعارضة وتحديدا في التيار الوطني الحر، قارئا في ذلك اقرارا من مجلس الوزراء على ان هذا الموضوع هو حالة تسمم مصداقية وثقة اللبنانيين بالمحكمة الدولية والتحقيق.