بيروت ـ عمر حبنجر
الجدل الساخن مستمر حول قرار الاتهام في الجريمة الكبرى، بالكلام حينا وبالتحركات الشارعية الاحتجاجية ذات الطابع الخدماتي حينا آخر، في وقت جدد فيه رئيس الحكومة سعد الحريري ايمانه بالحقيقة والعدالة، رافضا الرد على التحريض كما قال في افطار رمضاني في قريطم امس عشية اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي اكد فيها على مواقفه السابقة من المحكمة والشهود ومعطيات تورط اسرائيل في الجريمة، بينما ذهب عضو المكتب السياسي للحزب محمود قماطي الى حد القول ان القرار الاتهامي بات وراء الحزب ولا يعنيه.
الرئيس ميشال سليمان حسم امر علاقة الدولة بهذا القرار عندما ابلغ وفد نقابة محرري الصحافة قوله: انا رئيس الجمهورية، ولا علم لي بالقرار الاتهامي بمضمونه او بموعد صدوره وارفض التدخل في هذا الموضوع.
وكشف الرئيس سليمان انه زار طهران سابقا وفاتح المسؤولين الايرانيين بموضوع تسليح الجيش اللبناني، وقال ردا على سؤال ان الجانب الايراني وعد بدرس الموضوع لكن حتى اليوم لم يتبلغ اي جواب من ايران التي وصفها بالدولة الصديقة، علما ان هناك الكثير من الدول الصديقة للبنان ولم تساعدنا على تسليح الجيش.
وبالمناسبة، يتوجه الرئيس سليمان الى نيويورك في 21 سبتمبر المقبل لترؤس وفد لبنان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة يرافقه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وسيلقي كلمة لبنان التي تشدد على اهمية دعمه دوليا ومساعدته على مختلف الصعد ليتمكن من مواجهة الاستحقاقات المحلية والاقليمية الداهمة، وينتظر ان يعقد لقاءات مع مسؤولين دوليين من بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وقبل ذلك كله ستكون لسليمان كلمة في الافطار الرئاسي الموسع الذي يقيمه في القصر الجمهوري غدا.
وسينتقل سليمان من نيويورك مباشرة الى المكسيك تلبية لدعوة من نظيره المكسيكي الذي سيستقبله في القصر الرئاسي، ويعقد معه محادثات حول العلاقات الثنائية ويلتقي اعضاء الجالية اللبنانية، وسيكون في سويسرا في 23 اكتوبر المقبل لترؤس وفد لبنان الى القمة الفرانكوفونية، ويلقي كلمة في المناسبة ويلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
في هذا الوقت، قال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان الكلام مهما كثرو اشتد ومهما حمل من عبارات التحريض والتهديد فلن يتمكن من وقف مسار العدالة، مشيرا الى ان هناك اصرارا من بعض الدوائر والاقلام على تعطيل الفرص المتاحة. وقال منذ مدة ونحن ننادي بالتهدئة ولكن لا حياة لمن تنادي، لقد آن الأوان لكي يراجع البعض مواقفه كما راجعنا نحن مواقفنا وليفكروا في نتائج سياسة التخوين والتخويف والتهديد وهل اوصلتنا خلال السنوات الخمس الماضية الى مكان ما؟ الى اصلاح ما؟ انا اقول كلا.. فالمكان الوحيد الذي استطعنا ان ننجز امورا، هو حين جلسنا نتحدث مع بعضنا البعض.
في غضون ذلك كشف النائب هاني قبيسي (أمل) عن قيام رئيس مجلس النواب نبيه بري بتحرك لجمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وقال لتلفزيون «otv» التابع للعماد ميشال عون ان بري سيتابع اتصالاته في فترة لاحقة على مستوى تسوية الاوضاع وتصويب وجهات النظر لنصل الى مسارات حقيقية وفعلية من كل الازمات التي تتعلق بالواقع الداخلي.
بيد ان اوساطا ديبلوماسية عربية في بيروت ابلغت «الأنباء» ان الاجواء الاقليمية لا تبدو مساعدة لمعالجة الالتهابات السياسية الموضعية في لبنان وان تيار المستقبل وقوى 14 آذار عموما بدأت تلاحظ عدم تفاعل الطرف الآخر مع خفض الجناح من قبلها رغم الاصرار على التهدئة وعدم مقابلة الاساءة الكلامية بمثلها وهذا الوضع ولد شعورا بالمرارة لدى رئيس الحكومة سعد الحريري يمكن قراءته في تصريحاته الرمضانية اليومية.