أنهى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله صيامه عن الكلام السياسي في شهر رمضان، وفجر في كلمة ألقاها امس الاول خلال إفطار الأنشطة النسائية في هيئة دعم المقاومة الإسلامية عددا من المواقف المهمة حول العديد من القضايا المطروحة، داعيا الحكومة اللبنانية الى «التفكير جديا» في بناء «مفاعل نووي يؤمن الطاقة لكل لبنان»، كعلاج لأزمة الكهرباء المستعصية، اذ قال «ادعو الحكومة بشكل جدي الى دراسة ومناقشة خطة بناء مفاعل نووي للطاقة النووية السلمية لتوليد الكهرباء في لبنان وقد تكون كلفته اقل بكثير من كلفة الخطة التي وضعناها على اربع سنوات».
وتابع: «محطة بوشهر النووية التي ستؤمن قسطا كبيرا من حاجة ايران من الطاقة كلفت اقل مما انفقه لبنان على قطاع الكهرباء والذي بلغ مليارات الدولارات» منذ سنوات. واضاف: «ايران فيها نفط وغاز وموارد طاقة متنوعة ومتعددة، ومع ذلك القيادة في ايران قررت اللجوء الى الطاقة النووية السلمية لتؤمن طاقة لشعبها بعد عشرات السنين خشية ان ينتهي النفط والغاز».
واضاف: «نحن الذين لا نملك شيئا ولدينا ازمة كهرباء، الا يجدر بنا ان نفكر بشكل جدي لسنوات الى الامام»، مضيفا «لم لا نكون طموحين؟ ولم غير مسموح لنا بالتفكير في النووي؟». وقال «قد يصبح لدينا مفاعل نووي يؤمن الطاقة لكل لبنان ويمكننا من ان نبيع لسورية وقبرص وتركيا والاردن وغيرها». وإذ أكد نصر الله انه أصبح لدينا في لبنان أغنى تجربة نضالية وسياسية وعسكرية، قامت على معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي نجحت، ونحن معنيون بأن نحافظ عليها، تطرق الى موضوع تسليح الجيش، متوقعا ان يقرر الأميركيون الاستمرار في تسليحه بحجة «ان مواجهة حزب الله تستدعي عدم وقف تسليح الجيش، لأن هذا سيسقط لبنان بيد حزب الله». وعرض الخيارات المتاحة لتسليح الجيش، قائلا: الخيار الاول هو وضع موازنة لشراء السلاح وهذا الأمر مكلف. والخيار الثاني هو التبرعات وهذا ما دعا إليه الرئيس ميشال سليمان وهذا الأمر جيد، لكن كما قال الرئيس نفسه ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، فإن التبرعات الشعبية لا تسلح جيشا.
وأضاف: هناك الخيار الثالث، وهو ان «كل الدول العربية تفصح عن حبها للبنان وتوجد دول صديقة لنا أيضا، فأقترح من هذا المنطلق أن تحدد الحكومة نوع السلاح الذي تحتاج اليه في تسليح الجيش وتعرض مطلبها على الدول العربية على قاعدة اننا لا نريد أموالا بل نريد السلاح لأن الصدأ سيأكله لديكم». ودعا الحكومة الى اتخاذ قرار بطلب مساعدة إيرانية، متعهدا بأن يعمل «حزب الله بقوة ويستفيد من كل صداقاته كي تقوم ايران بتسليح الجيش اللبناني»، معربا عن اعتقاده أن «إيران التي قدمت للبنان على مدى 28 عاما بلا حدود، لن تبخل على الجيش بأي مساعدة».
ورأى انه مهما تبدلت تسمية شهود الزور، فلن يتغير في حقيقة الأمر شيء، وهو ان هنالك من ضلل التحقيق ومن علمهم وقال لهم اذهبوا الى التحقيق الدولي والقضاء اللبناني وقولوا كذا وكذا.
وأوضح أنه لم يقدم أدلة بل قرائن ومعطيات تفتح آفاقا في التحقيق، «ونحن قدمناها للقضاء اللبناني ولا علاقة لي بالتحقيق الدولي، أنا غير معني بالمحكمة وسأقول أسبابي في الوقت المناسب، أنا جاهز للتعاون مع القضاء اللبناني، وجزء كبير من المعطيات التي استندت اليها موجود عند القضاء».
على خط مواز، وبعد أيام من تسلم مكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الوثائق والقرائن التي قدمها السيد نصر الله من القضاء اللبناني، اعتبر مكتب بلمار أمس الاول انها منقوصة، وطلب من السلطات اللبنانية تزويده في أقرب وقت ممكن بما بقي من المواد التي أشار إليها نصر الله خلال المؤتمر الصحافي. وكان لافتا للانتباه إشارة مكتب بلمار الى ان «المدعي العام لن يصدر أي قرار إلا إذا اقتنع بأنه يستند إلى أدلة قاطعة، وذلك في ضوء الظروف كافة».