بيروت ـ عمر حبنجر
مازال شعار «بيروت منزوعة السلاح» محور الحراك السياسي هنا، خصوصا من جانب قوى 14 آذار التي توسع بعض اطرافها في الطرح ليشمل الشعار كل لبنان وليس بيروت فقط، وهذا ما يعتبره حزب الله استغلالا رخيصا لحادثة فردية.
واليوم تنتقل المقاربة الحكومية لموضوع السلاح من الكلام الى الفعل مع الاجتماع الاول للجنة الوزارية التي انبثقت عن الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس سعد الحريري في محاولة لرسم بداية معالجة لهذا الموضوع الشائك من خلال اقتراحات عملية ومحددة.
إفطار الحريري في دمشق
وفيما تترقب الأوساط خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري غدا في ذكرى اختفاء السيد موسى الصدر وإطلالة السيد حسن نصرالله عصر الجمعة لإحياء يوم القدس العالمي، تحدثت معلومات صحافية عن زيارة الرئيس الحريري الى دمشق مطلع هذا الاسبوع تلبية لدعوة افطار من الرئيس بشار الاسد، الامر الذي لم يؤكده تيار المستقبل، في حين اكدت مصادر في التيار ان العلاقة بين الحريري ودمشق ممتازة ومثل هذا اللقاء وارد قبل نهاية شهر رمضان المبارك.
الرئيس الحريري وفي افطار اقامه لفعاليات الشوف واقليم الخروب وحضره تيمور جنبلاط ممثلا لوالده، رد على الانتقادات الموجهة من قبل المعارضة ضد شعار «بيروت منزوعة السلاح» وشدد على ان حماية الشعب هي لحماية المقاومة.
وقال الحريري: نحن كحكومة سنتحمل مسؤولياتنا كما سبق واعلنت، وقد شكلنا لجنة وزارية ستقدم اقتراحات عملية ومحددة لمعالجة هذه القضية، وانا واثق من ان مجلس الوزراء مجتمعا سيكون موحدا لحماية الاستقرار وامن المواطن في بيروت وفي كل لبنان.
اللجنة الوزارية التي ستجتمع اليوم تلقت شحنتي دعم من الرئيس ميشال سليمان ومن رئيس مجلس النواب نبيه بري، فالرئيس سليمان قال كلاما حاسما ضد العنف الميليشياوي في افطار بعبدا عندما اكد ان الدولة ترفض ان تتكرر مثل هذه الاحداث التي وقعت في برج ابي حيدر وان القوى الامنية ستقوم بدورها وبمؤازرة الجيش «لمواجهة أعمال العنف وفرض الأمن».
بري لمجموعة وطنية لا طائفية تحكم
أما الرئيس نبيه بري فقد اعتبر ان المشكلة في برج ابي حيدر حصلت بين فريقين حليفين من حيث المبدأ، الا انه تلقى تقارير تفيد بان «جهات عدة» استنفرت في العاصمة وانتشرت في اكثر من حي علما انها لا تلتقي عقائديا مع الاحباش.
وقال بري انه بعد اقل من ساعة على وقوع الحادث تحول السني الى سني والشيعي الى شيعي في مشهد سيبقى ينبذه ويرفضه ويحاربه دائما.
بري اكد ان المطلوب هو وجود مجموعة لبنانية وطنية لتحكم هذا البلد، وليس مجموعة طائفية داعيا الى الاستمرار في دعوات التهدئة والعودة الى الضمائر.
بارود: المطروح ضبط السلاح وتنظيمه
وزير الداخلية زياد بارود قال من جهته امس ان السلطة لا تستطيع فقط ان تستنكر ما حصل في برج ابي حيدر، والحكومة لا تستطيع ان تقف متفرجة.
وعن اللجنة الوزارية التي ستجتمع اليوم قال «لصوت لبنان» ان الحكومة في تشكيلها اللجنة الوزارية قامت بالحد الادنى المطلوب منها اذ لا يمكن حل موضوع السلاح بين ليلة وضحاها، ولكن علينا مقاربة الموضوع، اذ لا نستطيع فرض السلم الاهلي وسلامة الناس تحت اي عنوان من العناوين، لافتا الى ان سلاح المقاومة غير مطروح وهو يعالج على طاولة الحوار.
وعن الحلول التي ستطرحها اللجنة الوزارية لفت بارود الى ان العنوان الابرز المطروح هو ضبط السلاح وتنظيمه، مشددا على ان الجيش ليس بحاجة الى الامتحان بوطنيته ولا يجوز التشكيك بقدراته او استسهال التعرض له، وهو الضمانة الاساسية للسلم الاهلي.
الناب عقاب صـقر (المســتقبل) حذر من المساعي التي تبـذل لخلق مسألة شيعية في لبنان تكون مدخلا لتفتيت المنطقة العربية على غرار المسألة الشرقية التي شكلت المدخل لتفتيت السلطنة العثمانية.
صقر الذي يشغل المقعد الشيعي في دائرة زحلة النيابية، نبه ايران الى مخاطر مشاريع التقسيم على لبنان، وقال ان الحديث عن تقسيم لبنان مثل غزة والضفة ينطلق من معطيات تتجاوز التحليل.
الحص: ليس لمقاومة العدو بديل
في هذا الوقت اوضح رئيس الحكومة سليم الحص ان دعوته لابعاد السلاح عن بيروت، فسرت وكأنها دعوة للتخلي عن المقاومة، وهذا عين الخطأ.
وفي بيان له امس تابع الحص يقول: نحن من الذين لا يـرون لـمقاومة العدو الصهيوني بديلا خصوصا ان هذا العدو لايزال رابضا على حدودنا الجنوبية، ومن دون مقاومة سيبقى لبنان مكشوفا على شتى انواع العدوان ومن دون وازع او رادع.
واضاف: لن يكون للردع اللبناني وزن من دون وجود حركة مقاومة تحسب لها اسرائيل الف حساب.
اما عضــو كتلة الوفــاء للمقاومة النائب نوار الســاحلي، فقد كرر القول ان ما حدث في بيروت حادث فردي، استغله البعض محاولا استثماره في السياسة، لافتا الى ان ذلك لا يصب في مصلحة بيروت واهلها وهي التي لكل اللبنانيين.