بيروت ـ محمد حرفوش
كان الحوار يدور حول الاستراتيجية الدفاعية، فقفز فجأة عنوان البحث عن استراتيجية دفاعية لامن بيروت.
الجامع المشترك بين الطرحين هو حزب الله الذي يقود ايضا معركة استباقية في مواجهة القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ولئن كانت اشتباكات الثلاثاء الدامي بين حزب الله وجمعية المشاريع (الاحباش) قد انتهت بالمعنى الميداني، الا ان تداعياتها السياسية ما زالت تتفاعل، فكل طرف يحاول ان ينتهز اي فرصة لتسجيل نقاط على خصمه، وهذا ما باشرته قوى 14 آذار في محاولة لحشر الحزب ولاعادة احياء مقولة بيروت منزوعة السلاح بالتزامن مع التهديد باطلاق «المقاومة المدنية»، اما حزب الله الذي لم يفاجأ بردود الفعل تلك، فإن المهم بالنسبة اليه هو ان تجربة برج ابي حيدر تخضع للقراءة والمراجعة الضروريتين.
ويرى مصدر في 14 آذار ان ما حصل في برج ابي حيدر ومحيطه يجب الا يمر مرور الكرام، لا بل يجب ان يشكل مناسبة فعلية لتحويل مقررات اتفاق الدوحة والقمة الثلاثية في بعبدا، من مقررات نظرية تؤكد على الاستقرار ومرجعية الدولة وتحظر استخدام السلاح في الداخل، الى مقررات فعلية تتولى السلطة السياسية «التوافقية» ترجمتها بمنحها الغطاء السياسي اللازم للجيش بغية ضربه بين من حديد اي محاولة لضرب الاستقرار في الداخل، ولعل اي تهاون او «استلشاق» في هذه المسألة يعني ان ما حصل في 7 مايو 2008 و24 اغسطس 2010 قابل للتكرار في اي وقت والتعميم على اي منطقة من لبنان، بينما يفترض ان يشكل هذا الحادث محطة يكون ما قبلها غير ما بعدها، وهذا ما يستدعي من الدولة الكف عن الاقتداء بسياسة «ابي ملحم» واتخاذ الاجراءات السريعة للبدء باعلان مدينة بيروت منزوعة من السلاح، الا من السلاح الشرعي، ومن بعدها نشر هذه المبادرة على جميع المناطق اللبنانية.