بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عبدالمجيد صالح ان في لبنان حفنة من الوسائل الاعلامية المصابة بداء الوهم والتخيلات والتي لا شأن لها سوى تضليل الرأي العام ودس فرضياتها السامة لتصنع منها مادة اعلامية ملتهبة وبالتالي لخلق حدث معين من لا حدث بالاساس، وذلك من خلال صياغتها لبعض المقالات المشككة بسياسة الرئيس بري، ونسبها تارة الى مصادر متابعة ومطلعة وطورا الى مسؤولين رسميين في الحكم. واعرب النائب صالح في تصريح لـ «الأنباء» عن استغرابه اقدام احد المواقع الالكترونية المحلية على نشر تساؤلاته وتحليلاته المريضة «على حد قوله» حول اسباب غياب السفير السوري علي عبدالكريم عن الذكرى الثانية والثلاثين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، لافتا الى ان كلام المصدر للموقع المشبوه ان «غياب السفير السوري يمكن ادراجه في خانة الرسائل السياسية، خصوصا انه جاء بعد اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الحكومة سعد الحريري في العاصمة السورية دمشق، وفي ظل انقطاع رئيس المجلس النيابي عن زيارة سورية (اقله في الزيارات المعلنة)، وتاليا في غمرة الحديث المتنامي عن احتضان سورية لرئيس الحكومة تنفيذا لوعود قطعتها سورية للمملكة العربية السعودية بهذا الشأن»، كلام عار عن الصحة ولا مكان له في قاموس الرئيس بري السياسي وهو محاولة بائسة للطعن بشكل او بآخر بشفافية وصدق علاقته مع سورية، مشيرا الى ان سورية الرئة التي يتنفس منها لبنان، والمساحة التي يرنو من خلالها باتجاه الدول العربية، وبالتالي ليست سورية بموقعها الرائد على المستويين العربي والاقليمي صندوق بريد كي يوجه الرئيس بري رسائله اليها ومن خلالها، مذكرا الموقع الالكتروني ومصدره المتابع بكلام الرئيس السوري بشار الاسد للرئيس بري خلال القمة الثلاثية «هانحن قد جئناك بـ (س. س) الى حد عندك»، معتبرا ان كلام الرئيس الاسد يدحض جملة وتفصيلا ادعاءات المصدر المتابع الذي اقل ما يقال فيه انه «الطابور الخامس» ويكشف حجم التزلف ومحاولة استغلال غياب السفير عبدالكريم عن ذكرى تغييب الامام الصدر لخلق عنوان اعلامي لن يستطيع اجتياز عتبة شاشة الموقع المشبوه سوى الى سلة المهملات. ولفت النائب صالح الى ان ما سبق يؤكد للمصدر صاحب النظرية البهلوانية، ان ما تكنه سورية وجميع الدول العربية للرئيس بري اكبر بكثير ممن يظنه بعض المتطفلين من مصادر وهمية وغيرهم من الطارئين على التحاليل السياسية، كون الرئيس بري معنيا بملفات كبيرة على المستوى العربي ويتصرف كمسؤول عربي وليس فقط كرئيس للمجلس النيابي اللبناني.
وعن عدم اطلاق الرئيس بري لمبادرته الانقاذية التي كان قد اعلن عنها سابقا على خلفية القرار الظني للمحكمة الدولية، لفت النائب صالح الى ان التقويم السياسي الحالي في لبنان يرتكز على نتائج القمة الثلاثية بين خادم الحرمين الملك عبدالله والرئيسين سليمان والاسد وبالتالي فإن مؤشر العلاقات السعودية ـ السورية خفف من حدة التشنج الذي كان سائدا قبل انعقاد القمة في قصر بعبدا والذي من اجل تدارك تداعياته اراد الرئيس بري اطلاق مبادرته الانقاذية الجديدة، معتبرا ان كلام القاضي بلمار عن عدم صدور القرار الظني خلال شهر سبتمبر الحالي، تكريس لنجاح القمة الثلاثية، وبالتالي لم يعد هناك من داع لاطلاق اي مبادرة، مشيرا في المقابل الى ان آلية الرئيس بري وميكانيكية عمله لا تتوقف وهي مبادرة متحركة وغير ثابتة، وبالتالي فإن الريس بري يدرك توقيت الاعلان عن مبادراته ومضمونها.