بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سمير الجسر ان كلام الرئيس الحريري واضح في موضوع الحفر بالسكاكان، وان لا أحد يستطيع تضليل الناس وتبديد قناعتها، معتبرا ان المواطنين قادرون على تمييز حقيقة ما يجري على الأرض وفي الوسطين الإعلامي والسياسي، وهم من سيحكم في نهاية المطاف على مجريات الأمور والمواقف الراهنة لدى الفرقاء كافة، مؤكدا ان الرئيس الحريري لا عدة لديه للطعم بها وهو أبعد ما يكون عن استعمال أساليب مماثلة، مكررا كلام الرئيس الحريري بأن ما يملكه من سلاح هو القلم والكتاب والتعليم فقط.
ولفت النائب الجسر في حديث لـ «الأنباء» الى ان موقف أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الرافض للتعاون مع المحكمة الدولية ليس بالموقف الجديد لديه وهو ما قد أعلن عنه مرارا خلال إطلالاته السابقة، لافتا الى ان الجديد في مواقف السيد نصرالله، هو الامتناع عن تعامل حزب الله مع القضاء اللبناني فيما لو تبين انه صندوق بريد للمحكمة الدولية، معتبرا ان هذا الموقف الجديد للسيد نصرالله هو إعلان واضح عن عدم رغبته في الاستجابة لطلب المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار باستكمال المستندات التي يقول حزب الله انه يمتلكها وتثبت تورط اسرائيل في جريمة الاغتيال، معتبرا ان امتناع حزب الله عن استكمال المستندات بالرغم من انه شأن خاص به الا انه يعني في مكان آخر سحب اتهامه لاسرائيل بالجريمة.
هذا واعتبر النائب الجسر ان مطالبة البعض بسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية ليس سوى كلام للاستهلاك السياسي والإعلامي فقط، ويندرج في اطار حرية الرأي انطلاقا من ديموقراطية العمل السياسي في لبنان، مشيرا الى ان ما هو مؤكد في كل تلك التصاريح وغير قابل للجدل، هو ان المحكمة الدولية أنشئت بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي غير الخاضع لقرار أحد، وبالتالي لا يُحل سوى بقرار يصدر عن الجهة ذاتها.
وردا على سؤال حول اصرار السيد نصرالله على أن القرار النهائي سيأتي متهما حزب الله، استغرب النائب الجسر استباق خطوات المحكمة الدولية والذهاب بعيدا في الفرضيات والتكهنات، في وقت لم تصل فيه المحكمة بعد الى مرحلة الاتهامات أو الظن بأحد، معتبرا ان كل ما يقال في الإطار المذكور كلام محلي غير مبني على وقائع وحيثيات، وبالتالي يجب انتظار صدور القرار الظني لمعرفة مضمونه وليبنى بعده على الشيء مقتضاه.
وردا على اتهام الرئيس الحريري بأنه تصرف بشكل مغاير لتصرفات رجل الدولة، لفت النائب الجسر الى ان رجل الدولة هو من يدعو في خطاباته ولقاءاته العامة والخاصة الى الهدوء والتهدئة، وهو من لا يفسح المجال أمام إثارة الفتن ويسعى جاهدا الى إخماد فتيلها وهو من يتمتع بجرأة الاعتراف بالخطأ حين يخطئ، وهو من يتعالى على جراحه لأجل البلاد ويقودها بالاتجاه الصحيح الذي يعود بالفائدة على البلاد وشعبها، معتبرا ان الرئيس الحريري يحمل كل تلك الصفات والمواصفات وقد أثبت ذلك خلال مساره في رئاسة الحكومة وفي انفتاحه على الآخرين وبالتالي هو رجل دولة بامتياز، معربا عن تنزه تيار المستقبل عن الانجرار الى ساحة السجالات والكلام الإعلامي المثير للفتن والحساسيات.
على صعيد آخر وعن المفاوضات المباشرة بين السلطات الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية، تساءل النائب الجسر عن البديل من المفاوضات خصوصا ان تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي يحتوي على الكثير من الأمثلة حول ما أدى اليه الامتناع عن التفاوض، معتبرا ان المفاوضات تبقى أفضل من لا شيء وذلك لاعتباره ان من يتطلع الى عمق الصراع مع اسرائيل يجد ان هذه الأخيرة تقضم الأراضي الفلسطينية منذ 62 سنة وتحديدا منذ حرب 67 حتى اليوم، وبالتالي فإن أحد الجوانب الإيجابية للمفاوضات المباشرة هو وقف عملية القضم المستمرة منذ سنين وتعطي فرصة لالتقاط الأنفاس وتساعد في استعادة الحقوق الفلسطينية والعربية المغتصبة.
وختم النائب الجسر معربا عن أمله بألا تنعكس المفاوضات سلبا على الداخل اللبناني، معتبرا ان المفاوضات اليوم تختلف سواء في طبيعتها ومعطياتها أو في التوازنات والتوجهات الجديدة في المنطقة، عن تلك التي كانت سائدة أيام ذهاب الرئيس المصري الراحل أنور السادات الى تل أبيب لتوقيع اتفاقية السلام بينهما، والتي أدت الى انفجار الوضع الداخلي في لبنان، معربا عن اعتقاده أن لبنان لن يدفع ثمن المفاوضات الجارية.