بيروت ـ عمر حبنجر
تكرست التهدئة بين تيار المستقبل وحزب الله بعد المراشقات الكلامية الساخنة والمقلقة ليشعل العماد ميشال عون النار مع الرئيس ميشال سليمان وعلى خلفية تراكمات متعددة المصادر والأسباب.
الرئيس سليمان رد بدعوة كل من يتعاطى الشأن العام او السياسي واتيح له منبر اعلامي الى الابتعاد عن كيل الاتهام وإلقاء اللوم على الآخرين والى التعالي عن الأنانية والمصلحة الخاصة في النظر الى الامور، واعتماد الخطاب المتزن والهادئ والبناء والاقتراحات المفيدة، فالسلبية وإحباط الناس والبكاء على الأطلال لا تنفع ولا تبني وطنا، وصعوبة الاوضاع التي يمر بها لبنان تتطلب الترفع والتحلي بروح المسؤولية والابتعاد عن المهاترات والعمل على معالجة الاوضاع بهدوء وجدية، فحساسية الوضع اللبناني وخصوصا في المرحلة الحالية لا تتحمل المجازفات والاثارة، اما المحاسبة والمساءلة فهي ضرورية ولكن علينا دائما البدء بأنفسنا واللجوء الى الطرق الدستورية والتزام آداب السلوك في المخاطبة.
حملة عون
وكان عون هاجم المطالبين بلبنان منزوع السلاح، وخلال جولة له في بصاليم ونابيه في المتن الشمالي لم يوفر الوزراء وحتى رئيس الجمهورية وقال نسمع القول بلبنان منزوع السلاح، عمليا لبنان منزوع كل شيء فيه منزوع (اي فاسد) ليس من السلاح فقط، وتعرض عون لفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي بالقول انه غير شرعي، بمعنى غير مستوف للشروط القانونية، وسأل بأمر من يعمل هذا الجهاز؟ لقد لفتنا نظر وزير الداخلية وأنا أسأله اين نائم؟ ووزير العدل اين هو ووزير العدل المسؤول عن سرية التحقيق وكل يوم تقرأ عن التحقيق، أو وزير الاعلام الذي يتفرج على الشائعات او وزير الدفاع الذي لا يحس الا عندما يتناوله الموضوع شخصيا.
وأضاف وزارات نائمة 4 وزراء لا يعملون مكتفين بالألقاب ماذا ينتظرون كي يستقيلوا؟ حتى رئيس الجمهورية الذي أقسم على الدستور والمحافظة على الدستور ماذا يفعل غير البكاء؟
بارود: ننام بسبب انقطاع الكهرباء
وزير الداخلية زياد بارود سارع الى الرد على العماد عون مبديا استغرابه الشديد لما صدر عنه، وقال انا لا اتحمل وحدي عبء ازمة قوى الامن الداخلي المزمنة والتي توارثها الجميع منذ 2005 على الاقل وفرع المعلومات في صلبها.
وعن مطالبة العماد عون باستقالة وزراء الداخلية والدفاع والعدل والإعلام قال بارود هناك طريقة افضل، العماد عون زعيم كتلة نيابية كبيرة وهي تستطيع ان تطرح الثقة بوزير الداخلية في المجلس النيابي.
وعن قول عون إن الرئيس سليمان لا يستطيع غير البكاء، قال بارود اعتقد انه يحق لأي رئيس جمهورية ان يبكي على ما وصل إليه البلد.
قضية العميد فايز كرم
وعن مسألة التحقيق مع القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم، وهو بيت القصيد في حملة عون على معلومات قال بارود ان التحقيقات تتم في سياق قضائي مثله مثل تفكيك سائر شبكات التجسس من جانب المعلومات ومخابرات الجيش والجميع صفق للمعلومات وللمخابرات.
وعن قول عون ان وزير الداخلية نائم قال بارود ضاحكا ربما كان النوم بسبب انقطاع الكهرباء.
الوزير المر رد بدوره على العماد عون آسفا لأن يسمح لنفسه بالتطاول على شخص رئيس الجمهورية، بينما المفترض ان يدعم موقع الرئاسة، خصوصا ان الرئيس سليمان هو المؤتمن على الدستور والمترفع عن التجاذبات والانفعالات والانانيات.
وقال المر ان التطاول على رئيس الجمهورية لا يبني وطنا ولا يحقق اصلاحا، ومن يرى في نفسه كفاءة ومقدرة وحرصا على البلد فليضع امكاناته بتصرف الرئيس، اما عن بكاء الرئيس فقد اعتبره طبيعيا، فيما البعض يدمر الموقع المسيحي الاول في لبنان.
منافسة انتخابية
مصادر متابعة ردت حملة عون على الرئيس سليمان الى نشاطات سياسية يقوم بها احد انسبائه (وسام بارودي) في دائرة كسروان الانتخابية، حيث يترشح عون اضافة الى تجاهل حصة عون في التعيينات الجديدة في الادارة والقضاء.
بدوره، انتقد النائب عقاب صقر (المستقبل) حملة العماد عون على رئيس الجمهورية وعلى الوزراء المشهود لهم بالكفاءة.
وقال صقر ان الرئيس سليمان شكل ضمانة وصمام امان في كل المفاصل، متسائلا ما اذا كان انتقاد عون لسليمان لأنه بكي لما وصل اليه حال البلد حزنا وحرصا، وسأل: هل من ابكى اللبنانيين بمغامراته ومناوراته يطرح الاسئلة بدل ان يقدم الاجوبة للناس خصوصا من سار منهم في ركابه؟