بيروت ـ عمر حبنجر
في وقت توجهت فيه قوى 14 آذار الى استيعاب الموقف المستجد لرئيس الحكومة سعد الحريري من تبرئته سورية من ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن قضية ما يوصف بشهود الزور، استمرت حملة العماد ميشال عون على الرئيس ميشال سليمان وعلى بعض وزراء الحكومة، ما استدعى استمرار موجة الردود على هذه الحملة.
وما زاد الطين بلة، انعدام الوساطات بين بعبدا والرابية، وهذا مردود الى استمرار الحملة، كما تقول مصادر بعبدا التي توجب وقف الحملات أولا.
وحول إشارة «الأنباء» الى احتمال مقاطعة عون للقصر الجمهوري، وبالتالي لمؤتمر الحوار الوطني في جلسته المقبلة، قالت مصادر بعبدا انه لا علم لها بذلك، وان دوائر القصر الجمهوري لم تبلغ بشيء في هذا الصدد.
وكان عون واصل حملته، وقال بعد اجتماع كتلته انه يطالب البعض في حالة العجز بالعودة الى بيته، الا انه استدرك نافيا مطالبته بتغيير حكومي، ما يعني انه يستهدف غير الحكومة.
بدوره رئيس المجلس النيابي نبيه بري وصف الحملات على رئيس الجمهورية بالقشور. وردا على سؤال لـ «الأنباء» عن قراءته لحديث رئيس الحكومة سعد الحريري الى «الشرق الأوسط» قال: «ان هذا الحديث يشكل «دفرسوار» أو نافذة على الحقيقة، و«دفرسوار» مهما كنت قد ألمحت اليه خلال خطابي في صور، لاسيما فيما يتعلق بشهود الزور.
الدعوة للاعتذار إلى سورية
العماد ميشال عون طالب البعض «ممن كنا دعوناهم الى التعقل، بدلا من توجيه أصابع الاتهام جزافا الى سورية» بالاعتذار، بعدما كان اتهمنا ببيع السيادة وعقد الصفقات.
وأضاف: لنر من ستكون عنده الشجاعة للاعتذار أولا، وهذا أمر نقدره اذا حصل لأنه لم يترك احدا إلا واتهمه لا صحف ولا سياسيين.
وفي اجتماع تكتل الإصلاح والتغيير الأسبوعي استغرب «الحملة الشعواء» التي شنت ضده، معتبرا ان ذلك مرده مطالبة المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم.
قضية العميد كرم
وزير الرياضة والشباب النائب علي العبدالله (امل) قال في تصريح اذاعي امس ان حملة العماد عون على الرئيس ميشال سليمان بات سببها معروفا وهو توقيف العميد فايز كرم بشبهة التعامل مع اسرائيل.
واضاف الوزير العبدالله: في هذه الحالة لا يمكن لأي طرف سياسي التعليق على توقيف احد العملاء لاسرائيل اذ لا يمكن الدفاع عنه.
الوزير ميشال فرعون وصف اجواء جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي بالهادئة، وانها عكست المساعي التي بذلت لاحتواء التشنجات والحملات الناتجة عن الحملات الاخيرة التي اعتبرت خرقا لاتفاق الدوحة، حول عدم استعمال السلاح في الداخل، على الرغم من الهجوم الاخير للعماد عون على رئيس الجمهورية والذي ترك استياء كبيرا.
الوزير فرعون (كتلة المستقبل) دعا الى ادارة لبنانية وعربية حكيمة لحماية لبنان من المخاطر اضافة الى الوعي الكامل من اجل عدم الوقوع في اي فخ يدفع ثمنه الجميع من دون استثناء، داعيا الى المزيد من الحوار للتوافق على تحصين دور الجيش والتغطية السياسية له على كل الاراضي اللبنانية.
فرعون تطرق الى الخلاف بين وزارتي المال والاتصالات حول عائدات الاخيرة، رافضا ان تتحول كل وزارة الى جمهورية وكل وزير مسؤول عن هذه الجمهورية.
ولم ير فرعون مبررا لتهجم العماد عون على الرئيس سليمان، واعتبر التهدئة القائمة مسؤولية.
في هذا الوقت، مازالت مستجدات الرئيس سعد الحريري السياسية تحت الضوء، قوى 14 آذار بين متفهم وبين مستغرب، بينما بري وجنبلاط وجميع الاوساط الوسطية او المنتمية الى 8 آذار ترحب وتطلب المزيد من هذه الشجاعة.
قيادات 14 آذار كانت على موعد مع اجتماع امس، الا ان الاجتماع ارجئ واستعيض عنه بمداولات ثنائية محورها النائب مروان حمادة العائد من باريس والذي كان التقى الرئيس الحريري قبل سفره الى السعودية في اجازة العيد، ثم التقى رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط.
14 آذار في حيرة
وتقول المصادر المتابعة لـ «الأنباء» ان تباينا حصل حول الخطوة المطلوبة من جانب مسيحيي 14 آذار، رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع متوجس من خطوة الحريري التي قد تكون مقدمة لفك العلاقة معه، لكن منسق الامانة العامة لـ 14 آذار د.فارس سعيد رفض الرد بالصوت العالي، مفضلا لجعجع التصرف كما حصل يوم انعطاف وليد جنبلاط في الثاني من اغسطس ما قبل الماضي.
وفي معلومات «الأنباء» ان 14 آذار مازالت تراهن على فصل موقف الحريري كرئيس للحكومة عن موقف تيار المستقبل الذي لم تأت كتلته.