بيروت ـ خلدون قواص
قال مفتي لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني في خطبة عيد الفطر السعيد أمس: ليس مقبولا ان نحتكم الى السلاح في حل المشاكل اللبنانية، ليس مقبولا أن يكون السلاح حكما في معالجة أمورنا وأمور وطننا، لا شرعية لسلاح يوجه من لبناني ضد لبناني، لا شرعية لأي سلاح يُستعمل في الشوارع والأزقة والساحات أيا كانت الأسباب، لا شرعية لأي سلاح لا يكون موجها ضد العدو الإسرائيلي الصهيوني، وللدفاع عن أرض لبنان، وعن كرامة الوطن، ولصد أي عدوان يمكن ان تشنه إسرائيل ضد لبنان واللبنانيين، عدونا المشترك واحد، هو إسرائيل، ليس بيننا نحن اللبنانيين عداوات، ولا نرضى أن يكون أحدنا عدوا للآخر.
أضاف: قد يكون بيننا خلافات أو تباينات، في الرأي أو في معالجة شؤوننا العامة، والى هذا الحد فالأمر مقبول، ولكن من غير المقبول ان نتعامل مع بعضنا بقوة السلاح، أو بالكلمة الخبيثة، فكلاهما يأخذنا الى الخراب والضياع والفتنة، وفقدان الوطن، وهذا ما لا يريده اللبنانيون، بل هذا ما تريده إسرائيل وأعداء لبنان، في وجه إسرائيل، كلنا مقاومون، مع بعضنا البعض كلنا اخوة. قوتنا في عيشنا المشترك، في تفاهمنا وتعاوننا وتضامننا، وهي أقوى من كل ما تملكه إسرائيل من سلاح وترسانة عسكرية، فإذا فقدنا هذا العيش المشترك، فماذا يبقى لنا من قوة؟ فلنتبصر أيها اللبنانيون في أمورنا، ونحكم العقل في معالجة قضايانا.
وتابع قائلا: نحن مع صاحب الكلمة الطيبة، الذي تصرف وتعامل مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها بيروت، بحكمة وشجاعة، وبوحي من التعاليم السمحة والأخلاق الحميدة السامية، والحرص على الوطن والمواطن، والتي نجحت وأوقفت الفتنة.
هذا هو نهجنا، ولذلك لا يُمكننا إلا ان نحض على الكلمة الطيبة، ونشجع عليها، إذ كيف يرضى أحدنا ان يلحق الضرر بأخيه؟ كيف يمكن لأحد أن يرضى بالاقتتال بين الإخوة؟ كيف يمكن للبناني ان يجيز لنفسه أن يرفع سلاحا بوجه أخيه اللبناني؟
وماذا تركنا لقوانا الأمنية من دور في الحفاظ على سلامة الناس وأمنهم؟ وكيف نجيز لأنفسنا أن نزج بجيشنا وهو رمز وحدتنا وقوتنا في أتون صراعات وخلافات ضيقة؟ تشتت قواه، وتضعف روحه المعنوية؟ بدل ان نعمل على تجميع قواه وكل طاقاته، ودعمه من أجل الدفاع عن سياج الوطن، وعن أرضنا وكرامة شعبنا، في مواجهة العدو الإسرائيلي وجبروته؟ ألا يجدر بنا وإسرائيل تتوعدنا وتهدد أمننا ووجودنا، ألا يجدر بنا أن نتوحد ونتماسك ونتضامن، من أجل صون بلادنا، والدفاع عن كرامتنا وكرامة إنساننا؟ وهل يجوز ان نشهر السلاح بوجه بعضنا البعض؟ أو نستقوي على بعضنا البعض؟ أو ان نقهر بعضنا البعض؟ أي انتصار هو هذا الانتصار، الذي يسجله أحدنا على الآخر؟ أو عندما يقتل أحدنا الآخر؟ أو يدمر أحدنا بيوت الناس وأرزاقهم ومصادر عيشهم؟ أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان فقد قال في رسالة عيد الفطر «ان على اللبنانيين الابتهال الى الله تعالى بقلوب مطمئنة، فيسألون الله ان يحفظ بلادهم ويصونها من كل عدوان واعتداء، ويحفظ لبنان واللبنانيين من كل سوء لتكون الأيام الآتية حافلة بالخير والبركة على اللبنانيين المسلمين والمسيحيين، وعليهم ان يعملوا لخير الدنيا والآخرة، وعلى الإنسان التزام الاستقامة والورع واجتناب المعاصي والمحرمات، فيتزودون بالتقوى التي هي خير هذا الشهر ويكون الزاد للمؤمنين طيلة أيام السنة ليبقوا ملتزمين نهج الحق وسائرين على الطريق المستقيم بعيدين عن الفتن والمحرمات وكل الإساءات».
وطالب اللبنانيين «بأن يكونوا عونا بعضهم للبعض الآخر، فيتعاملوا فيما بينهم باعتبارهم إخوة لا يفرق بينهم شيء، ويبتعدوا عن الحساسيات وينبذوا التعصب ولا يكونوا أنانيين، فيلتزموا سيرة الأنبياء، ويكونوا في خدمة الفقراء والمساكين والأيتام ويتصدقوا عليهم وعلى أصحاب الحاجات حتى تعم الفرحة كل لبنان، وعليهم ان يحصنوا وحدتهم بتعاونهم وتشاورهم فيحفظوا وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض ويكونوا صالحين بالقول والعمل، ويعملوا لما فيه مصلحة وطنهم وأهلهم».