بيروت ـ أحمد منصور
حمل عضو كتلة زحلة بالقلب النائب عقاب صقر على رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في معرض هجومه على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والوزراء، مؤكدا ان استهداف رئيس الجمهورية الذي شكل صمام الامان غير مبرر انطلاقا من توقيف شخص متهم بالعمالة مع اسرائيل، لافتا الى ان عون هو من طالب باعدام العملاء والتشدد حيالهم، سائلا: هل هناك رغبة في اعدام البعض منهم وتكريم آخرين؟ داعيا عون الى الانخراط في قطار التسوية والتهدئة لأنه اذا فاتته هذه المحطة فإنه سيبقى كما هو وسيبقى جزء مهم من الشعب اللبناني من شعبيته خارج التاريخ والجغرافيا.
وقال صقر، في حديث لـ «الأنباء»: ان الهجوم على رئيس الجمهورية تحت شعار انه يبكي، نعم ان رئيس الجمهورية يبكي على مصائب لبنان، لكن لم يُبك احدا من اللبنانيين، فلذلك فإن هذا الامر لا يعاب عليه اذا بكى حزنا على البلد، خصوصا ان هناك شخصيات سياسية تبكي لبنان فعلا، فيحق للكثير ان يبكوا على البلد، لكن المهم الا يُبكي احد البلد، على الرغم من انهم كثر ويضحكون على البلد وعلى شعبه.
واضاف: ربما ادرك العماد عون ان قصة التهدئة والتسوية انتهت بسقف كبير جدا، وبالتالي فإن اي تغيير في الحكومة والمعادلة وقلب الامور وربما تغيير ما في رئاسة الجمهورية اصبحت معدومة الفرص، فهو كان يبني على سيناريو آخر، سيناريو تغيير حكومي وتغيير شامل، واني افهم خيبة الامل التي تعرض لها عون، معتبرا انه لا خلفية دولية وراء موقف عون بل هو لتوجيه صرخة بوجه التفاهم الاقليمي ـ الدولي الذي يحمي لبنان، مؤكدا ان التهدئة والتسوية هما جزء ومكون اساسي في الحياة السياسية، معتبرا ان هذه التسوية استثنائية في ظل وجود التهديدات الاسرائيلية وان اي محاولة للتغيير تحدث مشكلة، داعيا عون الى التوافق مع حلفائه، مشيرا الى ان حزب الله يدعو الى اعدام العملاء بينما عون ينطلق من قضية مشتبه بالعمالة ويهاجم الدولة، فليتفق مع حلفائه في حزب الله، سائلا: هل هناك نية حقيقية للتشدد مع العملاء؟ وهل هناك نية لوقف مسلسل العمالة لمصلحة اسرائيل في لبنان ام هناك عميل درجة اولى وعميل درجة ثانية؟ مشددا على ضرورة ان يكون لدينا موقف موحد من القضايا الوطنية الكبرى وعلى رأسها قضية التعاطي مع العملاء.
وتابع صقر: ان السؤال المطروح اليوم في ظل المشهد حاليا: هل هناك اجهزة معنية لتوقيف العملاء؟ وهل التوقيف اصبح فئويا؟ فئة يحق لها ان توقف وفئة ليس لها الحق في ذلك؟ ان هذه الامور تطرح علامات استفهام كبيرة جدا وعلى عون وحزب الله ان يجيبوا عن هذه الاسئلة وتوضيح المسائل، لأن جزءا اساسيا من التهدئة والتسوية هو ان نتوافق في التعاطي مع القضايا الكبيرة كقضية العملاء، لذا نريد وضوحا في هذه القضية، ونحن نعرف عون كشخص يتمتع بجرأة وطنية في القول بالنسبة للعملاء، فهو الذي تحدث عن البيئة الحاضنة للعملاء، لكنه فوجئ بأنه في قلب بيته تم اكتشاف العمالة، فالعميد فايز كرم هو من اركان بيت عون، لذا فإننا نقدر مدى الصدمة وحجمها بالنسبة لعون، المسألة صعبة، لكن يجب ان تكون هناك وقفة جريئة واخلاقية وطنية تنسجم مع مواقفه ومواقف حزب الله الذي يدعم القضية.
وحول قضية السلاح، قال صقر: يجب نزع السلاح من مراكز الميليشيات التي هي مراكز للاحزاب، واننا لا نطالب بسحبه من المنازل، بل من المراكز، فاذا لم ننزعه فإن شوكة الميليشيات تكون اكبر من سلطة الدولة، وسيكون لبنان على موعد مع برج ابي حيدر ثان كلما قرر بعض اصحاب الذهنية الميليشياوية وحتى بعض الافراد الشاردين افتعال مشكلة وحادثة، فهناك حقل الغام اسمه سلاح مراكز الميليشيات وعلى مرأى ومسمع العالم، والدولة لم تقم بعد احداث السابع من مايو 2008 بعملية لجمعه لاظهار انها دولة وهم ميليشيات، يجب ان نعيد هيبة الدولة وكسر شوكة الميليشيات لمصلحة الجميع وعلى رأسهم المقاومة وان عدم القيام بهذا الامر سيتركنا ايضا نمشي في حقل الغام ونحذر بعضنا من عدم الدوس عليها، لذا الافضل ان ننزع تلك الالغام، فهذه مسألة ليست مكلفة للمقاومة بل بالعكس فهي تحميها.