بيروت ـ عمر حبنجر
انخفضت موجة التشنج السياسي الداخلي التي ارتبطت بحملة التيار الوطني الحر وكتلة التغيير والاصلاح النيابية، على شعبة «المعلومات» في قوى الامن على خلفية التحقيقات التي تجريها مع القيادي في التيار العميد المتقاعد فايز كرم المعترف بالتعامل مع اسرائيل، وحصل تواصل هاتفي بين وزير الداخلية زياد بارود، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، جرى خلاله توضيح ظروف اصدار ريفي بيانا للرد على ما صرح به العماد ميشال عون، ضد جهاز «المعلومات» وتحقيقاته.
لكن المواجهة السياسية مازالت على حماوتها بين نواب كتلة الاصلاح والتغيير التي قاد بعض اعضائها حملة شعواء ضد «المعلومات» وضد اللواء ريفي، دون الدفاع المباشر عن العميد المتقاعد كرم، وبين نواب كتلة المستقبل، الذين اعتبروا في استهداف اللواء ريفي ومؤسسات قوى الامن الداخلي، استهدافا للحكومة ورئيسها.
بيد ان مصادر وزارية استبعدت لـ «الأنباء» اي انعكاس سياسي سلبي لهذه المسألة على الاستقرار العام القائم، موضحة ان الخلاف بين الوزير بارود واللواء اشرف ريفي، هي على صلاحيات المدير العام، وهل يحق له اصدار بيان سياسي يرد فيه على زعيم سياسي، دون موافقة وزير الوصاية عليه، الذي هو وزير الداخلية، او ان مثل هذا يحق له بعد اعطاء الوزير علما بذلك؟
واضافت المصادر: حتى لو صح ان الاجراءات التي واكبت توقيف العميد كرم «جرى استدراجه الى مركز المعلومات حيث تم توقيفه» لم تكن قانونية مائة بالمائة من حيث الشكل على الاقل، فان ذلك لا يمكن ان يؤدي الى اسقاط الاعترافات التي ادلى بها كرم بحضور المحامية الموكل اليها الدفاع عنه امام قاضي التحقيق العسكري رياض ابوغيدا.
ولاحظت المصادر ان حملة العماد عون على شعبة «المعلومات» غيبت الحديث عن تفشي السلاح في بيروت، وعن المطالبة بتطبيق شعار بيروت منزوعة السلاح، وفي تقدير هذه المصادر لـ «الأنباء» ان العماد عون لم يغفر لتفرد البعض اجراء المصالحة بين المسيحيين والدروز في بلدة «بريح» الشوفية، بمعزل عنه وعن تياره، اضافة الى الاحراج الذي سببه له توقيف العميد كرم ولقواعد التيار الوطني، وخصوصا في شمال لبنان، نتيجة اعترافه بالتعامل مع الاسرائيليين منذ زمن بعيد.
وفي استنتاجات المصادر المعنية والمطلعة ان اطلاق الحملة ضد الجهاز الأمني الكاشف لجواسيس اسرائيل، ارتبط بتحذيرات من جانب أقارب للموقوف كرم، ترفض تخلي قيادة التيار عنه، وتذكر بأن لديه الكثير من الوقائع القابلة للنشر.
مثل هذا الاستنتاج ظهر في تصريح للنائب أحمد فتفت، عضو كتلة المستقبل النيابية، رد فيه على كلام حاد للنائب نبيل نقولا، عضو كتلة التغيير والإصلاح التي يرأسها عون، وصف فيه رجال المعلومات بـ «الزعران» والميليشيات، وسأل فتفت هل أصبحت مؤسسات الدولة ميليشيات في وقت يدافع هذا النائب وحلفاؤه عن كل سلاح خارج سلطة الدولة؟ ملاحظا ان تكتل التغيير والإصلاح لم يحرك ساكنا إلا حين تم توقيف أحد أبرز قياديي التيار الحر.
فتفت سأل أيضا عن صحة معلومات تحدثت عن رسائل وصلت من العميد المتقاعد كرم إلى أشخاص معنيين تهدد بكشف المستور؟
بدوره النائب عمار حوري رد على نقولا بالقول: إزاء «الرقي» في أسلوب الكلام المحترم والخلوق، لا يمكننا الا ان نسأل عن سبب هذا الانهيار والتوتر الشديد، سواء لدى رئيس تكتل التغيير والإصلاح أو لدى النائب نبيل نقولا، لافتا الى انه سمع قبل فترة دعوة التكتل لتنفيذ عقوبة الإعدام بالعملاء، فإذا بهم يطلبون البراءة.
وردا على المواقف والمخاوف التي طالت قوى 14 آذار بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الحريري طمأن رئيس القوات اللبنانية، الحلفاء قبل الخصوم الى ان 14 آذار باقية باقية باقية، بمكوناتها كما هي، على الرغم من كل المتغيرات كما ان ثورة الأرز مستمرة مستمرة مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها.
وردا على سؤال لإذاعة صوت لبنان قال فرنجية: الاتصالات لم تنقطع في 14 آذار ولا حتى مع الرئيس الحريري وهناك تضخيم للتداعيات، واضاف: «بلا زغرة الرئيس اميل لحود صار بدو الاعتذار منه».