بيروت ـ عمر حبنجر
مع استمرار غياب الحراك السياسي في ظل عطلة عيد الفطر التي انتهت أمس الأحد، ملأت السجالات حول المحكمة الدولية وشهود الزور، مضافا اليها حملة كتلة العماد ميشال عون على جهاز «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، الفراغ ممهدة لمواجهات كلامية أشد على محور «المعلومات» بحكم المرارة التي يعيشها التيار الوطني الحر منذ توقيف القيادي فيه فايز كرم، بشبهة التعامل مع إسرائيل، على يد «معلومات» الأمن الداخلي التي فككت مع مخابرات الجيش اللبناني نحو 23 شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان.
على صعيد المحكمة الدولية وشهود الزور فقد خففت تصريحات الرئيس سعد الحريري الأخيرة المتهمة لهؤلاء الشهود بتضليل التحقيق، من غلواء حزب الله وحلفائه، في حين بدا رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط أكثر إلحاحا على «طمس» قرار الاتهام «إذا كنا نريد تجنيب الاستقرار اللبناني الاهتزازات العاصفة».
جنبلاط الموجود في باريس بعد لقائه وزير الخارجية برنار كوشنير، الذي أكد له عزم فرنسا الالتزام بالمحكمة الدولية وعدم تدخلها في عمل القاضي دانيال بلمار، اكتشف ان موقفه متعارض مع الموقف الفرنسي الداعم للمحكمة.
مصادر ديبلوماسية فرنسية أبدت لـ «الأنباء» أقل ثقة بجدوى وبمردود المواقف الأخيرة للرئيس سعد الحريري، وتقول هذا المصادر في تقييمها لهذه المستجدات «ان المواجهة المخشي منها واقعة لا محالة»!
وفي رأي المصادر الديبلوماسية الفرنسية ان النائب وليد جنبلاط لعب دورا في إقناع الحريري بإطلاق مواقفه الأخيرة، وهم يجزمون ـ أي الفرنسيين ـ وطبقا لما أعلنه وزير الخارجية كوشنير أن القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يحظر العبث به أو بالعدالة الدولية، وبالتالي فإنه سيصدر وسيحدد بدقة كل ما سيتم التوصل اليه عاجلا أو آجلا.
أبوفاعور: كلام شجاع
انطلاقا من هذه المعطيات والتقييمات تساءل أمس الشيخ محمد يزبك بحضور شورى حزب الله عما اذا كان سيُترك للرئيس الحريري ان يكمل طريقه الجديد، وبالتالي ان يحاكم شهود الزور ومن نصبهم ومن علمهم.
بدوره، وزير الدولة وائل أبوفاعور (اللقاء النيابي الديموقراطي) دافع عن «الكلام الشجاع والمسؤول لرئيس الحكومة داعيا البعض الذي لا يريد أن يصدق بأن هناك مرحلة جديدة في العلاقات اللبنانية ـ السورية الى عدم مواجهة كلام الرئيس الحريري بالإنكار، ولا يواجه بالاستفسار من قبل الذين لا يريدون ايضا إعطاء مجال لتكريس هذه العلاقات ولطي صفحة السنوات العجاف الماضية.
من جهته، النائب عمار حوري قال لصحيفة المستقبل ان التصريحات الأخيرة للرئيس الحريري وحديثه عن تضليل شهود الزور للتحقيق، محاولة لفك الاشتباك بين المحكمة الدولية والقضايا التي تؤثر فيها، خصوصا ان التحقيق وضمن ما هو معلن، صار على أبواب المحكمة.
وقال حوري ان تراجع الحريري عن الاتهام السياسي لسورية لا يعني التبرؤ من مرحلة عاشها البلد، لكننا نجدها فرصة لفتح صفحة جديدة نؤسس عليها جميعا وتتضمن تكريس علاقات قيمة لمصلحة البلدين.
زهرمان: ريفي دافع عن قوى الأمن
بدوره، عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد زهرمان أكد في بيان ان «اللواء أشرف ريفي مخوّل ضمن القانون بالدفاع عن قوى الأمن وضباطها وعناصرها وتوضيح أي اتهامات قد يسعى البعض لإلصاقها بهم مادامت هذه المديرية وجميع أفرادها وجدوا أنفسهم وحيدين في مرمى النيران السياسية والهجوم العبثي بعد ان تخلى عنهم من كان يجب ان يكون المدافع الأول عن كرامتهم وذلك عقب خلوة سياسية لعشر دقائق».
علوش: هل من محاولات للتستر؟
وفي السياق عينه رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ان دفاع العماد ميشال عون عن العميد المتقاعد فايز كرم، والحملة التي يشنها تياره على فرع المعلومات مستغربة ومريبة، وتشكل محاولة للتغطية سياسيا على عمالة أحد العملاء لإسرائيل، وتساءل علوش عما اذا كان التيار الحر يحاول بحملته هذه التستر على علاقات مباشرة كانت له مع العدو في مرحلة من المراحل؟».