بيروت ـ أحمد منصور
شدد المنسق العام الجديد لقطاع الشباب في «تيار المستقبل» وسام شبلي على ان هذا القطاع هو الركيزة الأساسية في أي عمل سياسي وحزب وتنظيمي، مشيرا الى ان المسؤولية في المرحلة المقبلة هي التواصل مع الشباب والعمل على «كودرتهم» وتهيئتهم ليكونوا في المستقبل قيادات تنظيمية وسياسية ولديهم الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤوليات الأساسية والقيادية، مشيرا الى أهمية وضرورة بناء منظومة من كوادر التيار وشبابه لتكون مؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة، مؤكدا اننا نريد كوادر تساعدنا للمستقبل وتعرف مدى وأهمية استشهاد الرئيس رفيق الحريري لأننا يجب ان ننقل مرحلة العاطفة الى الإيمان الحقيقي بمشروع الرئيس الحريري، لافتا الى انه على المستوى التنظيمي سيتم اعادة النظر وتقييم كل الثغرات والأخطاء التي واجهت واعترضت عمل التيار للاستفادة منها وتصحيحها في المرحلة اللاحقة.
وقال شبلي في حديث لـ «الأنباء»: «قبل المؤتمر التأسيسي الأول للتيار الذي انعقد منذ شهرين لم يكن لدينا نظام داخلي ولا هيكلية تنظيمية واضحة ولا توزيعا للمهام والأدوار للتنسيق بين القطاعات والمحافظات والكوادر، ولكن في المؤتمر تم إقرار النظام الداخلي للتيار ووضع هيكلية جديدة، واننا نعتبر هذا الأمر بمثابة تغيير أساسي في عمل التيار من حالة اللانظام الى النظام وتوزيع الأدوار والمسؤوليات والتي من شأنها ان تنعكس بطبيعة الحال على أداء التيار في المرحلة المقبلة على المستويات كافة، ان على صعيد المستوى السياسي العام وعلى مستوى التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية وعلى المستوى التنظيمي وبناء الكوادر وإعدادها وضبط إيقاع حركة التيار على مستوى البلاد».
واضاف «هناك تغير جدي، اليوم أصبح هناك مسؤوليات، ولدينا مكتب سياسي وأمانة عامة ومكتب تنفيذي، فالمؤتمر كان بداية الانطلاق، وبعده ستكون هناك ورشة تنظيمية طويلة وسيتم الحديث عنها قريبا، وهي تشمل كل قطاعات التيار والمستويات التنظيمية.
واشار شبلي الى ان العمل في قطاع الشباب ينقسم الى قسمين، قسم له علاقة بالطلاب والجامعات وحركة الطلاب، والقسم الثاني يتعلق بالشباب المنتشرين في المناطق اللبنانية، مؤكدا «التواصل مع الشباب الذين هم جزء من الهيكلية التنظيمية والحركة السياسية للتيار».
الكوادر الكفوءة
وتابع شبلي «عندما نتكلم عن بناء كوادر، نتحدث عن انسان لديه الكفاءة السياسية والتنظيمية والمؤهلات ليستطيع ان يتعاطى مع الأحداث والمتغيرات السياسية والمسؤوليات التي ستلقى على عاتقه بشكل انسيابي، ففي المرحلة المقبلة ستكون لدينا مدرسة لإعداد الكوادر التي ستمر بتجارب بدءا من ان يكون عضوا منتسبا، لينتقل ليصبح لاحقا عضوا عاملا، وهذا الفرد سيمر بتجارب عبر نشاطات واستحقاقات، ومن ثم يمر بمرحلة التثقيف السياسي الذي يدرّب الشباب على العمل السياسي والتنظيمي، حيث ان هناك بعض الأفكار والمبادئ والمعطيــات لها علاقة بحركة التيــار ومشروعــه السياسي، لذا يجــب ان يكـون شبابنــا مهيئيــن وذوي إمكانــات وقــدرات وطاقــات للانطــلاق الـى المرحلــة التــي ستلــــي المسؤوليــات، فلــن تكــون لدينا كوادر لمجرد انتسابهم للتيار، وفي اليوم الثاني يصبحون مسؤولين في مكان آخر، فهذا لن يكون، فهناك مرحلة تجريبية سيمر بها الفرد من خلال مواقع ومراحل واستحقاقات لنرى إذا كان أصبح جاهزا لموقع القيادة والاعتماد عليه، لذا سنقوم بتأهيل الشباب واختيار الصفوة منهم ليكونوا قيادات في المرحلة المقبلة».
القدرة على استقطاب الناس
وقال شبلي: «علينا بناء فرد مثقف ليكون لديه اطلاع بالسياسة والتنظيم والقدرة على القيادة واستقطاب الناس، لأننا في المرحلة اللاحقة سنعتمد علي عملنا وتعبنا كي نحافظ على الشباب، وان عنصر الشباب هو العصب الأساسي للتيار، فبدونه ليس هناك من استمرارية، لذا سنأتي بالشباب ونتواصل معهم لنقوي المخزون الثقافي والسياسي لديهم ليتمكنوا ويكونوا مهيئين لمواجهة الاستحقاقات وقيادة المرحلة المقبلة. وأكد شبلي التمسك والالتزام بتوجيهات ومواقف رئيس التيار الشيخ سعد الحريري على مستوى الكوادر والقيادات، مشددا على الثقة الكاملة به لأن ما يقوم به هو لمصلحة لبنان وشعبه.
وحول الكلام عن تراجع شعبية التيار على خلفية التطورات والانتخابات البلدية الأخيرة، اعتبر شبلي ان تلك الانتخابات لها الطابع العائلي والمناطقي أكثر من الطابع السياسي، ورأى انه في بعض الأماكن لزمت للتيار بالسياسة، على الرغم من انه لم يتدخل، مشيرا الى ان الانتخابات ليست مقياسا لحجم التيار.
وختم شبلي بالتأكيد على استمرار التواصل بين شباب قوى 14 آذار وتيار المستقبل، وعلى وجه الخصوص شباب الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب والاحرار، لافتا الى ان التواصل مع الحلفاء لم ينقطع في يوم من الأيام، آملا ان تحمل التطورات المقبلة كل ما يقرّب ويقوّي ساحة لبنان وشبابه.